The Swiss voice in the world since 1935

تركيا توجه سلاح الرسوم الجمركية الى الولايات المتحدة

صورة مركبة للرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن في 30 تموز/يوليو 2018 ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة في 26 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

رفعت تركيا الأربعاء بشكل كبير الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، في أجواء من التوتر الشديد بين البلدين ما أدى إلى تدهور قيمة الليرة التركية في الأيام الأخيرة.

واستهدفت الرسوم المفروضة السيارات السياحية التي باتت رسوم استيرادها تبلغ 120 بالمئة، وبعض المشروبات الكحولية (140 بالمئة) والتبغ (60 بالمئة) والأرز وبعض مساحيق التجميل.

وبحسب وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، ترتفع قيمة الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنت الأربعاء إلى 533 مليون دولار. وأشارت إلى أن “الولايات المتحدة هي شريك تجاري مهمّ، لكنه ليس الوحيد”.

ويأتي هذا القرار، بموجب مرسوم وقعه الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت تمرّ فيه واشنطن وأنقرة بأزمة دبلوماسية دفعت هذين البلدين الحليفين في الأطلسي إلى فرض عقوبات متبادلة في آب/أغسطس.

وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد اوكتاي في تغريدة أن “رسوم استيراد بعض المنتجات رفعت في إطار المعاملة بالمثل ردا على الهجمات المتعمدة للإدارة الأميركية على اقتصادنا”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الأسبوع الماضي مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين. وأدى هذا التوتر إلى تدهور قيمة الليرة التركية الجمعة، عندما خسرت 16% مقابل الدولار. ومنذ بداية العام، تراجعت قيمة الليرة أكثر من 40% مقابل الدولار واليورو.

لكن منذ الثلاثاء، يبدو أنها استقرت نتيجة تدابير اتخذها البنك المركزي في أنقرة، وتصريحات للتهدئة من جانب الحكومة ودعوة أردوغان إلى تحويل العملات الأجنبية، وهو ما قام به عدد كبير من الأتراك.

ووصف البيت الابيض الاربعاء ب”المؤسفة” العقوبات الاقتصادية التي اعلنتها تركيا ردا على تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ان “الرسوم الجمركية لتركيا هي بالتأكيد مؤسفة وخطوة في الاتجاه الخاطىء. ان الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا نابعة من مصالح الامن القومي، في حين ان الرسوم التركية انتقامية”.

– رفض الافراج عن القس الأميركي –

صدر قرار زيادة التعريفات الجمركية غداة دعوة أردوغان إلى مقاطعة الإلكترونيات المصنعة في الولايات المتحدة، مثل ماركة “آبل”.

وكانت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة شهدت توترا في الأشهر الأخيرة قبل أن تضطرب بشدة في تموز/يوليو بسبب احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون في تركيا.

وتتهم أنقرة الأخير بأنشطة “تجسس” و”ارهاب”، الأمر الذي ينفيه برانسون. وبعد أكثر من عام ونصف في السجن، قررت محكمة ازمير وضعه قيد الإقامة الجبرية في تموز/يوليو.

ورفضت محكمة تركية الأربعاء طلبا جديدا للافراج عن القس الأميركي، لكن محاميه قال لوكالة فرانس برس إن محكمة أخرى ستنظر في طلب موكله.

واعتقلت السلطات برانسون وهو من ولاية كارولاينا الشمالية، في تشرين الأول/اكتوبر 2016.

وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء ان ترامب يشعر “بالكثير من الإحباط بسبب عدم اطلاق سراح القس”.

ولكن بالتوازي مع تصريحات أردوغان العنيفة ضد الولايات المتحدة، يبدو أن تركيا حريصة على مداراة شركائها وحلفائها الآخرين.

والرئيس التركي الذي أجرى الأسبوع الماضي محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التقى الأربعاء لاكثر من ثلاث ساعات في أنقرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي وعد باستثمارات مباشرة لبلاده في تركيا بقيمة 15 مليار دولار.

– تقارب مع أوروبا؟ –

وفي إشارة إلى أن الأزمة مع واشنطن قد تشجّع أنقرة على استعادة صلاتها بأوروبا، تشاور إردوغان هاتفيا الأربعاء مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ان يلتقيها نهاية ايلول/سبتمبر في برلين.

وقال مسؤول تركي ان اردوغان وميركل توافقا على ان يتم لقاء “في الايام المقبلة” بين وزير الاقتصاد التركي براءة البيرق صهر اردوغان ووزيري الاقتصاد والمال الالمانيين.

إلى ذلك، أصدرت محكمة تركية مساء الثلاثاء على نحو غير متوقع، قرارا بالافراج عن جنديين يونانيين كانا قد اعتقلا في آذار/مارس على الحدود، وأدى احتجازهما إلى توتر شديد في العلاقات بين أنقرة وأثينا.

كما اتخذ الاربعاء قرار بالافراج عن رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا.

ويشعر الاقتصاديون بالقلق حيال رفض البنك المركزي رفع أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم (نحو 16% في تموز/يوليو). ويعارض اردوغان بشدة مثل هذه الخطوة.

ومن المقرر أن يجتمع وزير المالية براءة البيرق وهو أيضا صهر إردوغان مع مئات المستثمرين الأجانب الخميس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

وأكد المتحدث باسم إردوغان، ابراهيم كالين، الأربعاء أن مبادرات البنك المركزي لدعم العملة “بدأت تعطي ثمارا” مضيفا “نتوقع أن يستمرّ تحسّن الوضع”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية