حجاج اختيروا من بين ملايين المسلمين يؤدون المناسك بفرحة وطمأنينة
يشعر الصيني ني ماويو بفرحة عارمة منذ أن تلقّى اتصالا أُبلغ فيه باختياره من بين ملايين المسلمين للمشاركة في مناسك الحج المقامة في مكة المكرمة بعدد محدود جدا من الحجاج بسبب فيروس كورنا المستجد.
وأعلنت السلطات أنّ ألف شخص فقط يشاركون في المناسك، لكنّ وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنّ الأعداد قد تصل إلى نحو عشرة آلاف حاج مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم شاركوا في الحج العام الماضي وقدموا من كل أنحاء العالم.
وتحدّدت نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ 70 بالمئة من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30 بالمئة وهم من “الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد”.
وقال ني الطالب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “تعتريني مشاعر الفرح منذ أن تم اختياري لاداء مناسك الحج حيث انني كنت بالفعل عازما على الحج (…) إلا ان جائحة كورونا أحبطت كل مخططاتي”.
وروى أنه تقدّم بطلب عبر الموقع الالكتروني لوزارة الحج والعمرة للمشاركة في مناسك الحج الحالية عندما أعلنت السلطات عن فتح الباب لذلك.
وبعد عدّة أيام “وصلتني رسالة على هاتفي الجوال تفيد بأنّني أحد المرشّحين لأداء الحج، عندها لم أتمالك نفسي من البكاء فرحا بأنّ الله حقق لي رغبتي بالحج من دون أي تكاليف مادية” حتى، حيث أن السلطات تتكفل بكافة المصاريف.
والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم والذي يمكن أن يشكّل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض وبينها فيروس كورونا المستجد، ويمثّل تنظيمه في العادة تحدّيا لوجستيا كبيرا، إذ يتدفّق ملايين الحجاج من دول عديدة على المواقع الدينية المزدحمة.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة اكثر من 660 ألف شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، بينهم أكثر من 2800 في السعودية حيث سجلت نحو 274 ألف إصابة.
– جو من الروحانية –
وبالكمامات والتباعد، يؤدي الحجّاج المسلمون في مكة المكرّمة منذ الأربعاء مناسك الحج، متسلّحين بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها لباس إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمّامات وسجّادة ومظلّة.
وبالنسبة إلى الممرضة السعودية وجدان علي، فإن اختيارها للمشاركة في المناسك الحالية جاء في وقته كونها أصيبت بالفيروس خلال عملها في إحدى مستشفيات جدة وباتت تفتّش عن الروحانية بعد شفائها.
وقالت الممرضة (25 عاما) التي تؤدي الحج لأول مرة في حياتها “على الرغم من أنّ الأجواء مختلفة جدا عن أي موسم من مواسم الحج الماضية (…) إلا أن الإجراءات المتّبعة في تنظيم آلية الحج هذا العام وقلّة الاعداد لها جانب إيجابي”.
وتابعت “أستطيع أن أقوم بعباداتي (…) بكل أريحية وبعيدا عن الازدحامات، مما يخلق جوا من الروحانية والطمأنينة، ولكن في كل الأحوال قدسية الأجواء والامن والأمان نشعر بهم في هذا العام”.
وتوجّب إخضاع الحجاج لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة، وسيتعين عليهم أيضا الحجر الصحي بعد الحج.
وقالت وزارة الحج والعمرة إنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهّزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين سيُطلب منهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وبينما يعتبر الحجاج في مكة أنفسهم محظوظين لاختيارهم من بين ملايين الأشخاص، إلا أنّهم يجهلون السبب الحقيقي وراء هذا الاختيار.
وقال ألشمار الفيليبيني الجنسية والذي يعمل بإحدى المطاعم افي السعودية انه لم يتوقع اختياريه “ولو بنسبة ضئيلة جدا”.
وأوضح “لم يمر على قدومي الى السعودية للعمل سوى سنة واحدة فقط، وكنت أنوي أداء الحج بعد عامين، حتى أستطيع أن أدّخر مبلغا للانضمام إلى إحدى حملات الحج الرسمية في السعودية”.
لكن فيروس كورونا “وطريقة الاختيار أسهما في تسريع أداء الحج ليكون هذا العام”.