مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشنكو يفوز بولاية خامسة

الرئيس الكسندر لوكاشنكو في مينسك في 11 تشرين الاول/اكتوبر 2015 afp_tickers

فاز رئيس بيلاروس المنتهية ولايته الكسندر لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 21 عاما، بولاية خامسة اثر الانتخابات الرئاسية التي نظمت الاحد ومنع ابرز المعارضين من المشاركة فيها.

واعلنت اللجنة الانتخابية المركزية ليل الاحد الى الاثنين فوز لوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية بنسبة 83,49 بالمئة من الاصوات.

وكثف لوكاشنكو (61 عاما) الذي يتهم منذ سنوات بانتهاكات خطرة لحقوق الانسان وبقمع المعارضة والتنكيل بالصحافة، في الاشهر الاخيرة من مبادرات حسن النية. ويعتزم الاتحاد الاوروبي بناء على ذلك رفع العقوبات التي فرضها منذ 2011 على لوكشنكو وبطانته.

ورسميا تعتبر النتائج التي اعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية اولية ولا تزال تحتاج تاكيدا.

وحصل لوكاشنكو البالغ الذي يحكم البلاد منذ 1994، على ولايته الخامسة باكبر نسبة من الاصوات يحصل عليها خلال فترة حكمه.

وبذلت سلطات بيلاروس جهودا كبيرة لضمان نسبة مشاركة عالية في التصويت ونظمت بداية من الثلاثاء عمليات انتخاب مبكر. وصوت اكثر من ثلث الناخبين المسجلين البالغ عددهم اكثر من سبعة ملايين ناخب، قبل يوم الاحد.

وقالت اللجنة الانتخابية ان نسبة المشاركة في التصويت بلغت 86,75 بالمئة.

وكان لوكاشنكو فاز في الانتخابات الرئاسية في 2010 بنسبة 79,6 بالمئة من الاصوات، وسط احتجاجات وتظاهرات كبيرة. وفي 2006 حصل على 83 بالمئة من الاصوات.

وكان هذا العام في منافسة مع ثلاثة مرشحين غير معروفين. وحلت في المرتبة الثانية تاتيانا كورتكيفيتش (38 عاما) وحصلت على 4,42 بالمئة من الاصوات، بحسب اللجنة الانتخابية.

ومنع ابرز قيادات المعارضة من المشاركة في الانتخابات ودعوا الناخبين لمقاطعة الاقتراع.

وجاءت نسبة المشاركة العالية في التصويت التي اعلنتها اللجنة المركزية الانتخابية مستجيبة لرغبة لوكاشنكو في ان يعترف الغربيون بالاقتراع رغم دعوات المعارضة للمقاطعة.

واشرف مراقبون دوليون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا على الانتخابات، لكن المعارضة قالت ان الرئيس زور الانتخابات مسبقا من خلال منع مسؤوليها من الترشح.

وحى قبل الانتخابات يعتزم قادة دول الاتحاد الاوروبي رفع العقوبات المفروضة على نظام بيلاروس منذ العام 2011، احتجاجا على القمع العنيف الذي اعقب اعادة انتخابه في 2010.

وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان الاوروبيين يريدون التأكد من انه “لن تحصل اعتقالات جديدة للمعارضين ولا اعمال عنف ولا اضطهاد للصحافة”.

وكثف لوكاشنكو الذي يتسلم السلطة منذ 1994، مبادرات حسن النية في الاشهر الاخيرة، فأفرج خصوصا هذا الصيف عن آخر السجناء السياسيين في البلاد، ومنهم المعارض الاول ميكولا ستاتكيفيتش الذي اخلي سبيله في اواخر آب/اغسطس بعدما امضى في السجن خمس سنوات.

واعربت بروكسل عن تقديرها لهذه الخطوة على ان تتخذ في نهاية الشهر الجاري قرارا برفع العقوبات ام لا.

لكن لم يسمح لأي من اقطاب المعارضة الديموقراطية بالترشح الى الانتخابات اذ رفضت اللجنة الانتخابية المركزية ترشيحاتهم لاسباب مختلفة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس دعا المعارض ميكولا ستاتكيفيتش الى إبقاء العقوبات، مضيفا “اذا كانوا جميعا مع هذا المجرم، نستطيع عندئذ ان نقول ان الديموقراطية التي يشيد بها الاوروبيون مجرد شعارات”.

وحذرت سفيتلانا الكسيفيتش حائزة جائزة نوبل للاداب للعام 2015 ايضا الاوروبيين من اي تقارب مع الرئيس الذي اطلق على نفسه لقب “باتكا” اي “الاب الصغير” لبيلاروس.

وقالت الكسيفيتش السبت في برلين “كل اربع سنوات، يصل مسؤولون اوروبيون جدد الى الحكم ويعتقدون ان في وسعهم حل مشكلة لوكاشنكو لكنهم لا يعرفون انه رجل غير جدير بالثقة”، واصفة نظامه بأنه “ديكتاتورية ناعمة”.

ويبدو ان تاتيانا كوروتكيفيتش (38 عاما) هي الوحيدة التي قامت من بين المنافسين الثلاثة للوكاشنكو، بحملة انتخابية.

وقال لوكاشنكو بعدما ادلى بصوته يرافقه ابنه نيكولاي (11 عاما) “هنا، للرئيس سلطات هائلة من الامن الى الاقتصاد. وهذه السلطات لا يستطيع ان يتولاها شخص يرتدي تنورة” في اشارة الى كوروتكيفيتش.

ومنذ بداية الازمة الاوكرانية، قام لوكاشنكو بمناورة بارعة عندما فرض نفسه وسيطا بين روسيا والاوروبيين، فاستضاف عدة جولات من محادثات السلام بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في العاصمة مينسك.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية