The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

روما ورشة ضخمة قبل شهر من بدء السنة اليوبيلية

afp_tickers

عند وصول ماكسيم جاي (25 عاما) أمام نافورة تريفي، إحدى روائع روما الكثيرة، شعر “بشيء من خيبة الأمل” عندما وجد الموقع خاليا ومزنّرا بالسقالات الضخمة من كل الجهات. 

فالعاصمة الإيطالية تحوّلت ورشة أشغال إنشائية واسعة في الهواء الطلق، قبل شهر واحد من بدء “السنة اليوبيليّة المقدّسة”.

أما شقيقته كلارا البالغة 20 عاما، فاستغربت رؤية “مدينة بأكملها أصبحت ورشة”، مع أن ذلك لا ينفي أن المدينة الخالدة التي تزورها للمرة الأولى، “لا تزال جميلة جدا” في نظرها.

من نوافير ساحة نافونا إلى محيط البانثيون، مرورا بضفاف نهر التيبر، تشهد روما عددا كبيرا من ورش أشغال التجديد استعدادا لاحتفالات السنة اليوبيلية الفاتيكانية في 2025 التي يتوقع أن تستقطب إلى العاصمة الإيطالية 33 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم سيأتون للحج إلى الحاضرة البابوية.

وتهدف الكنيسة الكاثوليكية من إحياء اليوبيل كل 25 عاما، إتاحة فسحة توبة وتكفير عن الذنوب للمؤمنين من خلال قائمة طويلة من الأنشطة الثقافية والدينية، من قداديس ومعارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية. 

وفي المتجر الرسمي الواقع على بعد خطوات من الفاتيكان، يجد السياح منشورات ورزنامات وجداول زمنية تتضمن معلومات عن هذه الأنشطة. وفي الواجهة، تُعرض منذ الآن للبيع قبعات وقمصان ومطرات مياه تحمل الشعار البصري الرسمي لليوبيل الذي خُصِّصَت له ايضا تميمة.

 ولكن قبل شهر واحد من فتح البابا فرنسيس الباب المقدس لكاتدرائية القديس بطرس في 24 كانون الأول/ديسمبر إيذانا بالبداية الرسمية لهذه “السنة المقدسة”، تبدو الاستعدادات بعيدة عن الاكتمال، إذ أن إنجاز الأشغال لا يزال يحتاج إلى أشهر عدة. 

– “كارثة” –

ففي كل شارع، تنشط الحفّارات وينهمك العمال بترميم الآثار، يختلط ضجيج آلات القطع الكهربائية بذلك الصادر عن معدّات ثقب الصخور، ويمتزجان مع طنين الحركة المرورية. أما التماثيل الرخامية التي تزخر بها روما، فغُطيت حينا بالفلّين، ووُضع لها حينا آخر قماش بلاستيكي مشمّع. 

ولاحظت سوزانا كاتيلاني (22 عاما) من مودينا (شمال إيطاليا) لوكالة فرانس برس من على جسر قلعة سانت أنجيلو الذي حجبت السقالات تماثيله، أن هذا الوضع “يجعل زيارة المدينة بالغة الصعوبة”، معتبرة أنه “أمر مؤسف إلى حدّ ما”.

 وعلى شبكات التواصل الاجتماعي التي تحفل عادة بمنشورات المديح بمدينة الـ”دولتشه فيتا” (أو “الحياة الحلوة”)، لم يتوانَ بعض المستخدمين عن تناول الموضوع بسخرية، فينشرون صورا لهم أمام أمام المعالم الأثرية التي تشهد أشغالا. وكتب أحدهم تعليقا على صورة نشرها عبر إنستغرام جاء فيه: “عندما تزور روما في الوقت الخطأ”. وحظيَ هذا المنشور بآلاف علامات الإعجاب. 

ولا تقتصر الآثار السلبية لهذه الأشغال على الجانب الجمالي للمدينة، بل تتسبب أيضا بعرقلة الحركة المرورية، إذ أصبحت سيارات الأجرة ومركبات النقل الجماعي نادرة أكثر فأكثر، فيما تفاقم اضطراب سير الحافلات التي لا يمكن الاعتماد عليها كثيرا أصلا في الأحوال العادية. 

ويشعر سائقو السيارات بالغضب لدى مرورهم في طرق ضيقّتها الأشغال، ولدى قطع طرق أخرى، في مدينة تُستخدم فيها السيارات بكثافة.

وأمام مقود سيارتها، وصفت تيزيانا رينزيتي الوضع بأنه “كارثة في كل أنحاء روما”، مشيرة إلى أن اجتياز مسافة عشرة كيلومترات يستغرق أحيانا ساعتين. وأضافت “اليوبيل، لا أريد حتى أن أفكر فيه!”.

ولاحظ سائق التاكسي ماركو بالميجياني (60 عاما) أن “الاختناقات المرورية تزداد سوءا”،  ورأى أن “روما ستنفجر”.

لكن المنظّمين يطمئنون ويؤكدون أن كل شيء سيكون جاهزا في الوقت المحدد.

وأفادت البلدية بأن “كل الأهداف الرئيسية أُنجِزَت في الوقت المحدد”. فاعتبارا من 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بدأ تنفيذ 105 مشاريع من أصل 249 مشروعا مقررا في منطقة روما. وقال رئيس البلدية اليساري روبرتو غوالتيري إن “نسبة الافتتاح ستصل إلى 70 في المئة بحلول نهاية عام 2024 و90 في المئة بحلول النصف الأول من 2025”.

وشدّد المسؤول الرئيسي عن التنظيم المونسنيور رينو فيسيكيلا في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر على أن “المدينة استعدت لتقديم وجه أكثر جمالا مما هي عليه روما اصلا، وشيئا فشيئا ستختفي مواقع البناء التي استلزمت صبر الجميع في الأشهر الأخيرة”.

كمك/ب ح/جك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية