
سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنّ 30 فلسطينيا على الأقل قتلوا الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي في أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات الغذائية شمال مدينة غزة، وذلك عشية وصول المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للضحايا الأربعاء، وفق الدفاع المدني، 40 قتيلا في القطاع المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعلن محمود بصل المتحدث باسم الجهاز لوكالة فرانس برس “انتشال 30 شهيدا على الأقل وأكثر من 300 جريح في مجزرة نفذها الاحتلال بحق منتظري المساعدات شمال مدينة غزة”.
وردا على سؤال لفرانس برس، نفى الجيش الإسرائيلي صحة الرواية، مؤكدا أنّ “لا علم له بسقوط أي ضحية من جراء إطلاق الجيش النار”.
وقال الجيش “في وقت سابق من النهار، تم رصد عشرات الغزيين يتجمعون حول شاحنات المساعدات الإنسانية في شمال غزة، على مقربة من قوات إسرائيلية تنشط في المنطقة”.
وتابع “أطلق الجنود عيارات نارية تحذيرية في المنطقة، دون استهداف الحشد، استجابة للخطر الذي كان يتهدّدهم”، وأوضح أنّ “تفاصيل الواقعة ما زالت قيد المراجعة”، مشدّدا على أنّ “الجيش الإسرائيلي بالتأكيد لا يستهدف عمدا شاحنات المساعدات الإنسانية”.
ومع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء، أفاد مسؤول أميركي بأنّ ويتكوف سيزور إسرائيل الخميس “لمناقشة الخطوات التالية” بشأن غزة.
وتابع ويتكوف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والتي أعلن تعثرها في 24 تموز/يوليو.
– “المستشفيات تضيق” بالقتلى والجرحى –
واستأنفت وكالات الإغاثة الدولية في الأيام الأخيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت إسرائيل “هدنة تكتيكية” يومية تقتصر على مناطق محددة، لكنّ المنظمات الدولية تؤكد أنها ليست سوى نقطة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
ووقع إطلاق نار قرب المجمع الفندقي السابق “بيانكو ريزورت” على الساحل، على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل، كما أفاد شهود لفرانس برس.
وأكد بصل أنّ “الاحتلال أطلق النار عمدا على الناس في منطقة زيكيم، من حيث تصل شاحنات المساعدة الإنسانية (…) لم نتمكن من الوصول الى عدد كبير من الضحايا. المستشفيات تضيق بالشهداء والجرحى”.
من جهته، قال مدير مستشفى الشفاء في غزة لفرانس برس إنه أحصى نقل 35 قتيلا.
واضاف “حتى الآن، تلقينا جثث 35 شهيدا وأكثر من مئتي جريح إثر اطلاق الاحتلال النار على أشخاص كانوا ينتظرون المساعدة شمال مدينة غزة. العدد يرتفع وثلاجة المستشفى مكتظة”.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن في وقت سابق مقتل ستة أشخاص “قرب مركز الشاكوش في شمال غرب مدينة رفح” جنوب القطاع.
كما أعلن مقتل أربعة أشخاص في ظروف مماثلة قرب جسر وادي غزة، في وسط القطاع.
وأقرّ الجيش بإطلاق النار في الموقعين لكنه أشار إلى عدم وقوع إصابات.
– ظروف “غير كافية” –
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة وقد تجاوز عدد قتلاها الستين ألفا.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، و27 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قضوا.
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس الثلاثاء ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 60138 شخصا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأوردت ايضا أن 8970 شخصا قتلوا منذ استأنفت اسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في 18 آذار/مارس الفائت، فيما ارتفع عدد القتلى قرب مراكز توزيع المساعدات الى 1239.
وفي ظلّ ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل الأحد عن “هدنة تكتيكية” يومية لإتاحة دخول المساعدات إلى الطقاع الذي كانت فرضت عليها حصارا مطبقا في الثاني من آذار/مارس، خفّفته دزئيا في نهاية أيار/مايو.
ونشر مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الأربعاء على منصة “إكس” أنه تم الثلاثاء “جمع وتوزيع أكثر من 200 شاحنة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”. إضافة إلى “إسقاط 52 منصة مساعدات جوا بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة والأردن”.
والأربعاء قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في منشور على إكس إن “حماس تسرق الغذاء من شعبها. إسرائيل تحركت”.
وتابع المكتب “لقد ألقينا مساعدات للمدنيين في غزة ودعونا دولا أخرى للانضمام إلينا. وقد فعل بعضها ذلك بالفعل”، مرفقا المنشور بصورة لإلقاء الإمدادات.
في المقابل اتّهمت حماس إسرائيل بـ”تحويل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء وتحويل المساعدات إلى أداة فوضى ونهب”.
وتؤكد الأمم المتحدة أنّ الاحتياجات هائلة وأنّ هناك حاجة لما لا يقلّ عن 500 إلى 600 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية ومستلزمات النظافة يوميا.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأربعاء إن ظروف إيصال المساعدات إلى غزة “بعيدة من أن تكون كافية” لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع “اليائسين والجائعين”.
ولفت المكتب إلى أنه على الرغم من “الهدنات التكتيكية” الإسرائيلية، ما زالت تسجّل وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، كما يسقط قتلى وجرحى في صفوف منتظري المساعدات.
لمى-ع ز/ص ك-ود/بم