The Swiss voice in the world since 1935

طالبان مستعدة لبدء محادثات سلام مع كابول بعد الإفراج عن السجناء

صورة مؤرخة في 9 آب/أغسطس 2020 وزعهاالمكتب الاعلامي للرئيس الافغاني لمجلس الجيرغا في كابول afp_tickers

أعلنت حركة طالبان الاثنين أنها مستعدة لإجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية بعد إتمام عملية الإفراج عن مئات من عناصرها المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة والتي ستبدأ خلال أيام قليلة.

وشكل مصير حوالى 400 سجين من طالبان عقبة أمام بدء محادثات السلام بين الطرفين المتنازعين اللذين التزاما إكمال عملية تبادل السجناء قبل بدء المفاوضات.

ووافق آلاف الأعيان الأفغان الأعضاء في “المجلس الكبير” (اللويا جيرغا) وهو مجلس أفغاني تقليدي يضم زعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثرة يعقد أحيانا لاتّخاذ قرارات بشأن المسائل المثيرة للجدل، الأحد على الإفراج عن السجناء.

ووقع الرئيس أشرف غني في وقت متأخر الاثنين مرسوماً يأمر بالإفراج عن السجناء، كما أعلن مكتبه.

وقال الناطق باسم حركة طالبان سهيل شاهين لوكالة فرانس برس “موقفنا كان واضحا، اذا اكتمل الافراج عن السجناء، فنحن مستعدون لإجراء محادثات سلام مع السلطات الافغانية خلال أسبوع”، مضيفا أن الجولة الاولى من المحادثات ستعقد في الدوحة في قطر.

وأكد الناطق باسم مجلس الامن القومي جاويد فيصل أن “الحكومة الافغانية ستبدأ الافراج عن 400 سجين من طالبان خلال يومين”.

وكان تبادل الأسرى جزءا رئيسيا من اتفاق شباط/فبراير الذي وافقت بموجبه واشنطن على سحب قواتها من أفغانستان مقابل تعهد طالبان إجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وتهدف محادثات السلام التي أُجلت مرات عدة إلى إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عقدين في البلاد وقد أودى بحياة عشرات الآلاف.

وأوضح شاهين أن وفد طالبان سيرأسه عباس ستانيكزاي الذي كان كبير مفاوضي الحركة في المحادثات مع واشنطن قبل توقيع اتفاق انسحاب تاريخي في شباط/فبراير.

وتحدّث الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان على تويتر عن “فرصة تاريخية للسلام”.

– هجمات وحشية –

وأطلق أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تغريدة أعلن فيها أن الحلف “يدعم عملية السلام”.

وأفرجت الحكومة الأفغانية عن نحو 5000 سجين من طالبان، لكن السلطات ترددت في إطلاق سراح آخر دفعة من السجناء الذين تطالب بهم الحركة.

وهؤلاء السجناء متهمون بارتكاب جرائم خطيرة من ضمنها قتل عشرات من الأفغان والأجانب، إضافة إلى 44 عنصرا بالتحديد يثيرون قلق الولايات المتحدة وغيرها من الدول جراء دورهم في هجمات “كبيرة”.

وقال المجلس في قراره النهائي إنه وافق على إطلاق سراح هؤلاء السجناء “لإزالة العقبات أمام بدء محادثات السلام ووقف إراقة الدماء وللمصلحة العامة”.

لكن شاهين أوضح أن وقف إطلاق النار سيشكل جزءا من جدول الأعمال خلال المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.

وشهدت أفغانستان خلال عيد الأضحى هدنة بين طالبان والقوات الأفغانية هي الثالثة من نوعها في النزاع المستمر منذ 19 عاما.

لكن منذ انقضاء مدة وقف إطلاق النار في الثاني من آب/أغسطس بلغت حصيلة الضحايا المدنيين جراء هجمات طالبان 80 قتيلا و95 جريحا.

واعترضت عائلة بيتينا غوالار المواطنة الفرنسية التي قتلت العام 2003 في أفغانستان على إطلاق سراح قتلتها.

وأوضح والدا بيتينا وشقيقها وشقيقتها في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس أن “قرار الإفراج على خلفية تفاوضية سيكون، بالنسبة إلينا كعائلتها، أمرا لا يمكن تصوره”.

ولم يكن كل الذين حضروا اللويا جيرغا موافقين على إطلاق سراح السجناء.

وكانت المشرّعة بلقيس روشن الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة، احتجت على إطلاق سراحهم في اليوم الأول من انعقاد المجلس ورفعت لافتة كتب عليها “المغفرة لطالبان خيانة وطنية”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية