مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طبيب سويسري يفوز بجائزة الملك فيصل

البروفسور أولريخ زيغفارت الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في الطب للعام 2004 Genfer Krankenhausarchiv

فاز البروفسور أولريخ سيغفارت رئيس قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي في جنيف بجائزة الملك فيصل في الطب للعام 2004 لابتكاره الدعامة المعدنية لعلاج الشرايين.

وتعهد البروفسور بوضع جزء كبير من قيمة الجائزة التي تقدر بحوالي 200 ألف دولار تحت تصرف جمعية خيرية لرعاية الأطفال، لها نشاطات في الأراضي الفلسطينية.

كان من بين الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2004، طبيب من سويسرا ابتكر طريقة لعلاج انسداد الأوعية الدموية بدون عملية جراحية، وهي الطريقة المتداولة بكثرة في العالم في الوقت الحالي.

فقد تم تكريم البروفسور أولريخ زيغفارت، رئيس قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي في جنيف، كفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في الطب بعد الإعلان عن اسمه إلى جانب الدكتور سمير زكي من بريطانيا في علم البيولوجيا، والدكتور حسين محمد نصار من مصر في علم اللغة العربية والأدب، والأستاذين أحمد غلام محمد ندوي من الهند، ويعقوب عبد الوهاب باحسين من السعودية في الدراسات الإسلامية .

وفي أول رد فعل البروفسور أولريخ زيغفارت على فوزه بالجائزة، قال في تصريح لسويس إنفو أنه “لم يكن يدرك أهمية هذه الجائزة من قبل ولكن بعد الإطلاع على أسماء الفائزين بها في الأعوام السابقة، وجدت نفسي بين شخصيات ذات شهرة عالمية، وهذا يشرفني ويسعدني جدا”.

الإستغناء عن العمليات الجراحية

ويتمثل الابتكار الذي رشحه مستشفى جنيف للفوز بجائز الملك فيصل العالمية لعام 2004، والذي طوره البروفسور اولريخ سيغفارت في بداية الثمانينات، في طريقة جديدة لمعالجة انسداد الشرايين بدون اللجوء إلى عملية جراحية.

ويقول البروفسور زيغفارت في معرض شرحه لها: “يتعلق الأمر بإدخال أنبوب في الوريد أو الشريان المسدود، مما يسمح بمرور الدم بشكل طبيعي”. ويضيف بأن هذه التقنية لعلاج أمراض انسداد الشرايين أصبحت “الطريقة الأكثر رواجا في العالم في الوقت الحالي”.

وتكمن خاصية هذه الطريقة في معالجة انسداد الشرايين والأوردة، في أنها “عملية جدا، إذ لا تتطلب إلا تخديرا محليا” حسبما اوضح البروفسور اولريخ زيغفارت. ويمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد يوم واحد من العلاج فحسب بعد أن كان مضطرا إلى إجراء يتعرض لعملية جراحية مضنية وتتطلب تخديرا شاملا.

وقد شرع البروفسور أولريخ الذي ولد سنة 1941 في ألمانيا، في تطوير هذه الطريقة ولم يتجاوز عمره الثلاثين سنة، وتمكن من إتمامها في عام 1984 في المستشفى الجامعي بلوزان. وأجريت أول تجربة على مريض سويسري في عام 1986، توفي بعدها بقليل لأسباب أخرى غير انسداد الشرايين. أما الشخص الثاني الذي جرب طريقة علاج البروفسور أولريخ زيغفارت عام 1987، فلا زال على قيد الحياة رغم تقدمه في السن.

علاقات جيدة بالعالم العربي

ويرتبط البروفسور أولريخ زيغفارت بعلاقات وثيقة مع العالم العربي من خلال الأعداد الكبيرة للمرضى العرب (وخاصة من منطقة الخليج) الذين يترددون على قسم أمراض القلب في المستشفى الجامعي في جنيف أو من خلال الزيارات والعمليات الجراحية التي يقوم بها من حين لآخر في مستشفيات عدد من بلدان المنطقة.

من جهة أخرى يعتزم رئيس قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي بجنيف تخصيص جانب من الأموال التي حصل عليها ضمن جائزة الملك فيصل العالمية (تقدر قيمتها بحوالي 200 ألف دولار)، لفائدة “هيئة أبحاث أمراض القلب” التابعة لمستشفى جنيف.

وقال الدكتور زيغفارت لسويس إنفو إنه يعتزم التبرع بالجزء المتبقي من أموال الجائزة لدعم هيئة خيرية أسستها زوجته لفائدة رعاية الأطفال تحت اسم Jonas Foundation.

كما ينوي البروفسور فتح فرع لهذه المؤسسة الخيرية في الأراضي الفلسطينية، التي سبق له أن زارها عامي 1994 و 2001 ضمن بعثات طبية متطوعة لمساعدة الفلسطينيين والأطفال منهم بوجه خاص.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

تخرج البروفسور اولريخ زيغفارت من جامعة بازل شمال سويسرا
درّس من 1979 إلى 1989 الطب في جامعة لوزان
يشغل منذ 2001 منصب رئيس لقسم امراض القلب بالمستشفى الجامعي في جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية