The Swiss voice in the world since 1935

فنلندا والسويد تقدمان طلبَي انضمام للناتو وأول محاكمة لجندي روسي في أوكرانيا

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية تظهر جندياً أوكرانياً مصاباً يتم نقله في إطار إجلاء الجنود الأوكرانيين من مجمع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول في 17 أيار/مايو 2022 afp_tickers

أقر جندي روسي الأربعاء بالذنب في أول محاكمة لجرائم حرب في كييف منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا، في نزاع دفع السويد وفنلندا إلى السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد عقود من عدم الانحياز العسكري.

على الأرض، قالت موسكو إن نحو ألف جندي أوكراني تحصّنوا لأسابيع في مجمّع آزوفستال للصلب في ماريوبول (جنوب شرق أوكرانيا) استسلموا و”أسروا”.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها في كييف الأربعاء بعدما أغلقتها لمدة ثلاثة أشهر بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.

وأعلن الكرملين طرد 34 دبلوماسيا فرنسيا و24 إيطاليا و27 إسبانيا ردا على طرد دبلوماسيين روس عقب غزو موسكو لأوكرانيا. وهي خطوة “أدانتها بشدة” باريس ووصفتها روما بأنها “عمل عدائي”. ورفضت إسبانيا القرار الروسي بطرد دبلوماسييها.

في بروكسل، قدمت فنلندا والسويد الأربعاء طلبي انضمامهما لحلف شمال الأطلسي، بعدما تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تحول كبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجها البلدان على مدى عقود.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد تسلمه الطلبين من السفيرين الفنلندي والسويدي في مقر الحلف “إن الطلبين اللذين قدمتاهما اليوم هما خطوة تاريخية. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو”.

غير أن الطلبين يواجهان مقاومة من تركيا العضو في الحلف التي هددت بعرقلتهما وسط اتهامها الدولتين الاسكندنافيتين بتقديم ملاذ آمن لمجموعات معارضة لأنقرة.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان الأربعاء بأن الولايات المتحدة “واثقة” من إمكانية تجاوز مخاوف تركيا بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين إنها تريد المصادقة “بأسرع ما يمكن” على عضوية بلدها التي، على غرار السويد، التزمت منذ عقود سياسة عدم الانحياز العسكري.

– “إشارة واضحة” –

وبعد حوالى ثلاثة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت الأربعاء في كييف محاكمة جندي روسي يبلغ 21 عاما متهم بقتل مدني يبلغ 62 عاما نهاية شباط/فبراير.

وهذه أول محاكمة لجندي روسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب منذ دخول قوات موسكو إلى الأراضي الأوكرانية الأربعاء في كييف، وقد أقر الجندي المتهم بقتل مدني بأنه مذنب معترفا بكل الوقائع التي نسبت اليه.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يعترف “بدون تحفظ” بكل التهم بما يشمل تهمتي جريمة حرب والقتل العمد، رد الجندي وهو من إيركوتسك في سيبيريا ب”نعم”.

ويواجه الجندي عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.

من جانبه، قال الكرملين إن ليس لديه “معلومات” عن هذه المحاكمة ولا عن المتهم، مؤكدا أن الاتهامات العديدة بارتكاب جرائم حرب ضد الجيش الروسي “مزيفة أو مفبركة”.

– عمليات استسلام في آزوفستال؟ –

أكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن “959 جنديا أوكرانيا من بينهم 80 جريحا استسلموا منذ الاثنين” في المجمع الواقع في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية و”أسروا”.

وهي معلومات لم تعلق عليها كييف بعد.

وقال دينيس بوشيلين وهو زعيم انفصالي موال لروسيا إن “قادة ومقاتلي (كتيبة) آزوف لم يخرجوا بعد” من هذا المجمع، مؤكدا أن حوالى ألف عنصر في هذه الوحدة شبه العسكرية المدمجة في الجيش الأوكراني، ما زالوا في المصنع.

وكانت أوكرانيا أكدت الأسبوع الماضي أن أكثر من ألف جندي أوكراني من بينهم 600 جريح، موجودون في هذا المجمع الضخم الذي يعتبر آخر معقل لمقاومة القوات الروسية في المدينة التي دمرتها المعارك.

وفي شوارع كييف، حيا السكان “الرجال الخارقين” الذين يقاتلون في هذا المصنع. وقال أندريه (37 عاما) لقد “حققوا المستحيل”.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الأربعاء إن الجيش الروسي يركز جهوده “على محاصرة وحداتنا قرب آزوفستال” بقصف مدفعي وضربات جوية.

من جهتها أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن أملها في “تنفيذ إجراءات تبادل لإعادة هؤلاء الأبطال الأوكرانيين في أسرع وقت”.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء إن “مهمة الإجلاء مستمرة، بإشراف جيشنا واستخباراتنا. ويشارك فيها أكثر الوسطاء الدوليين نفوذا”.

وسقوط ماريوبول يؤمن تواصلا جغرافيا من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014 إلى الجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين للروس في منطقة دونباس.

وقال الكرملين الأربعاء إن المحادثات بين موسكو وكييف “لا تحرز تقدما” متّهما المفاوضين الأوكرانيين ب”الافتقار التام للإرادة” لإيجاد حل سياسي للصراع.

وفي اليوم السابق، قالت الرئاسة الأوكرانية إن المحادثات علّقت بسبب روسيا.

– مساعدة أوروبية جديدة –

في شرق أوكرانيا، “فجّر المحتلّون 43 بلدة في مناطق دونيتسك ولوغانسك” ما أسفر عن مقتل “15 مدنيًا على الأقلّ”، حسبما أكّد الجيش الأوكراني مساء الأربعاء.

في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا، قتل أربعة أشخاص الأربعاء وفق حاكمها سيرغي غايداي الذي أعلن أيضا اكتشاف جثتين في قرية بريفيليا.

وأضاف أن القوات الروسية تحاول تحقيق اختراق قرب بوباسنا ونحو سيفيرودونتسك، إحدى كبرى المدن الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في هذه المنطقة، ذاكرا “قصفا مكثفا على السكان المدنيين”.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية ألكسندر موتوزيانك الأربعاء إن الجيش الروسي يحاول “تطويق القوات المسلحة الأوكرانية وهزيمتها من أجل السيطرة التامة على دونيتسك ولوغانسك وخيرسون”.

وكان شرق أوكرانيا الهدف الأساسي للقوات الروسية منذ انسحابها من محيط العاصمة الأوكرانية نهاية آذار/مارس.

ودعا وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الثلاثاء حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى مزيد من التنسيق في عمليات تسليم الأسلحة إلى كييف.

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء أن تكثف باريس شحناتها إلى أوكرانيا “في الأيام والأسابيع المقبلة”.

من جانبها، عرضت بروكسل “مساعدة مالية جديدة استثنائية” لأوكرانيا تصل إلى “تسعة مليارات يورو في العام 2022″، بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وقال زيلينسكي إنه “ممتن (لهذا) الدعم لأوكرانيا” الذي “سيساعد على الانتصار في الحرب والتغلب على تداعيات العدوان الروسي وتسريع عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.

كذلك، قدمت المفوضية الأوروبية خطة بقيمة 210 مليارات يورو الأربعاء لتحرير نفسها “بأسرع ما يمكن” من واردات الغاز الروسي.

وأعلن مصرف “سوسييتيه جينيرال” الفرنسي في المقابل أنه أنهى عملية بيع أسهمه في مصرف “روسبنك” الي يشكل عمودًا أساسيًا في القطاع المصرفي الروسي.

وعلى وقع العقوبات أيضًا، من المتوقع أن يواجه الاقتصاد الروسي انكماشًا هذا العام بين 7,8% و8,8%، حسبما توقّعت الحكومة الروسية الأربعاء.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية