The Swiss voice in the world since 1935

فوز الاشتراكيين الديموقراطيين في انتخابات ولاية ساكسونيا السفلى يمنح شولتس متنفسا

رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى شتيفان فايل (يسار) وهو يصافح المستشار أولاف شولتس في برلين بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2022 afp_tickers

فاز الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني الأحد في انتخابات محلية في ولاية ساكسونيا السفلى، ما منح زعيمه المستشار أولاف شولتس متنفسا في توقيت تسجّل فيه شعبيته تراجعا في خضم أزمة الطاقة.

وأشارت تقديرات قنوات تلفزيونية رسمية إلى نيل الاشتراكيين الديموقراطيين 33 بالمئة من الأصوات في انتخابات ثاني أكبر ولاية في ألمانيا، علما بأنهم يديرونها منذ العام 2013 ضمن ائتلاف، متقدّمين على الحزب المحافظ الذي كانت تتزعمه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل والذي نال، بحسب التقديرات، نحو 28 بالمئة من الأصوات.

وفي خضم نقمة شعبية متزايدة على الصعيد الوطني، استفاد حزب شولتس من الشعبية الواسعة لرئيس الحكومة المحلية في ولاية ساكسونيا السفلى شتيفان فايل المنتمي للحزب الاشتراكي الديموقراطي.

ومكّن هذا الفوز شولتس من تجنّب هزيمة جديدة بعد نكستين مدوّيتين في مواجهة يمين الوسط في الربيع الماضي في استحقاقين انتخابيين محليين في ولايتي شمال الراين فستفاليا (غرب) وشلسفيغ هولشتاين (شمال).

– “استفتاء” حول شولتس –

واعتبر خبير العلوم السياسية الألماني كارل رودولف كوره في تصريح لقناة “زد.دي.اف” أن هذه الانتخابات “بالغة الأهمية” لشولتس، وهي بمثابة “استفتاء على سياسة حكومته” حيال الحرب الدائرة في أوكرانيا والأزمة النفطية.

لكن نتائج الحزب تعكس تراجعا مقارنة بانتخابات العام 2017 حين نال 36,9 بالمئة من الأصوات.

وتعكس النتائج كذلك تراجع شعبية المحافظين مقارنة بالاستحقاق نفسه الذي أجري في العام 2017 ونالوا حينها 33,6 بالمئة من الأصوات.

ويبدو أن المستفيد الأكبر هو اليمين المتطرف، الذي سعى لاستغلال الإحباط الشعبي والقلق الذي تثيره مشاكل الإمدادات النفطية وارتفاع الأسعار.

ونال حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف 11,5 بالمئة من الأصوات، وفق تقديرات القناتين، أي نحو ضعف النتيجة التي حقّقها في العام 2017.

وينادي قادة الحزب بالتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشددين على أن ألمانيا لا يمكنها أن تستغني عن الغاز الروسي.

وجمع الحزب آلاف المناصرين خلال تظاهرة ضد ارتفاع الأسعار في برلين السبت. والاختراق الذي حقّقه له رمزية كبيرة إذ عادة ما تكون القاعدة الحزبية متجذّرة في شرق البلاد وشعبيته ضعيفة في بقية الأنحاء.

كذلك حقّق حزب الخضر المنضوي في ائتلاف حكومي مع شولتس، تقدما كبيرا بنيله أكثر من 14 بالمئة على الأقل من الأصوات، أي بزيادة تتخطى خمسة بالمئة مقارنة بالاستحقاق الماضي.

من حيث عدد المقاعد في البرلمان المحلي، يمكن للاشتراكيين الديموقراطيين والخضر عدديا تشكيل غالبية جديدة تحل محل الائتلاف القائم حاليا بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين.

– تضخّم –

وتشكل نتائج الولاية متنفسا لشولتس الذي يتعرّض لانتقادات كثيرة في ألمانيا على خلفية سياسته لدعم أوكرانيا التي تعتبر “خجولة” والمخاوف المتزايدة للرأي العام بشان التضخم والتخوّف من نزاع نووي في أوروبا.

على الصعيد الوطني تراجعت شعبية الحزب الاشتراكي الديموقراطي في نوايا التصويت إلى ما دون عتبة 20 بالمئة، كما أن شعبية شولتس تسجل تدهورا.

وأدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى تسارع التضخم الذي بلغ 10 بالمئة في أيلول/سبتمبر، وهو معّدل غير مسبوق منذ 70 عاما في ألمانيا.

وبالإضافة إلى تراجع القدرة الشرائية والركود المتوقع العام المقبل، تخشى أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انهيار قطاعها الصناعي.

وحاول المستشار الرد على الانتقادات بإعلان خطة كبرى بموارد مالية قدرها 200 مليار يورو للحد من ارتفاع أسعار الغاز، لكن شركاء البلاد الأوروبيين انتقدوا خطّته هذه.

وبرلين متّهمة بالعمل أحاديا لتحقيق مصالحها الخاصة وتجاهل التضامن الأوروبي.

ويبدو شولتس مقبلا على معضلة إذ تكبّد الحزب الليبرالي المنضوي بدوره في الائتلاف الحكومي هزيمة انتخابية جديدة في ولاية ساكسونيا السفلى (خمسة بالمئة من الأصوات)، ما يعيد إطلاق النقاش في صفوفه حول جدوى مشاركته في حكومة يسارية بغالبيتها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية