مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فون دير لايين تزور الهند لتعزيز العلاقات الأوروبية مع نيودلهي

afp_tickers

وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الى الهند في زيارة “غير مسبوقة” الخميس، بهدف توسيع العلاقات التجارية والدبلوماسية والتحوط ضد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. 

وستعقد فون دير لايين وهيئة المفوّضين محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحكومته في نيودلهي خلال الزيارة التي تستمر يومين.

وكتبت رئيسة المفوضية في منشور على موقع اكس بعد وصولها إلى نيودلهي  “في عصر الصراعات والمنافسة الشديدة، تحتاج الى أصدقاء موثوق بهم”.

وأضافت “بالنسبة لأوروبا، الهند صديقة وحليف استراتيجي. سأناقش مع ناريندرا مودي كيفية نقل شراكتنا الاستراتيجية إلى المستوى التالي”.

ويتوقع أن يركز الوفد الأوروبي في مباحثاته على التجارة مع أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني، وخفض الرسوم الجمركية وغيرها.

وبدأت فون دير لايين زيارتها بالتوجه لنصب راج غات التذكاري للمهاتما غاندي في نيودلهي، قبل لقاء وزير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار. 

ومن المقرر أن تلتقي مودي الجمعة لبحث ملفات  تتراوح من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة.

وقالت في مقابلة مع صحيفة تايمز أوف إنديا “نهدف إلى تعزيز المناقشات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، وتوسيع التعاون في التقنيات الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وتسريع عملنا على التقنيات النظيفة مثل المركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر”.

وترافق غالبية مفوضي الاتحاد الأوروبي الـ26 فون دير لايين في في هذه الزيارة التي تصفها الهيئة التنفيذية للتكتل بأنها الأولى من نوعها إلى الدولة الجنوب آسيوية العملاقة والأولى خارج أوروبا منذ تولت الهيئة الجديدة السلطة في كانون الأول/ديسمبر.

وتأتي الزيارة في وقت أحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحوّلا في شراكة بروكسل التقليدية مع واشنطن منددا بقوانين التكنولوجيا التي فرضها الاتحاد الأوروبي ومهددا برسوم جمركية مشددة ومقللا من شأن الحلفاء الأوروبيين عبر بدء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن حرب أوكرانيا استبعدت عنها كييف وبروكسل.

ولطالما اتبعت الهند سياسة الاستقلالية الإستراتيجية في ما يتعلق بالشؤون الخارجية.

ولطالما قاومت الدولة الآسيوية المقرّبة تاريخيا من روسيا، المزود التقليدي لها بالمعدات العسكرية، الضغوط الغربية للنأي بنفسها عن موسكو بعد غزو أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة الى أن الزيارة “ستبعث رسالة مفادها أن أوروبا تعمل على دعم شركاء آخرين، بما في ذلك الهند، بقدر تركيزها على مهمة إعادة ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والهند”.

– “خط النهاية” –

يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند إذ بلغت قيمة تجارته في السلع 124 مليار يورو (130 مليار دولار) عام 2023، أي ما يعادل أكثر من 12 في المئة من إجمالي التجارة الهندية، وفقا للاتحاد الأوروبي.

ويوفر توسّع السوق الهندية فرصا مهمة لقطاعات تتراوح من الدفاع إلى الزراعة والسيارات والطاقة النظيفة. لكنها لا تمثّل غير 2,2 في المئة من تجارة الاتحاد الأوروبي في السلع نظرا إلى أنها محمية برسوم جمركية كبيرة.

وأعيد إطلاق المفاوضات على اتفاق تجاري عام 2022 فيما أشار دبلوماسي أوروبي إلى أنها قد تحظى بدفع بفعل إصرار البيت الأبيض على فرض رسوم جمركية على أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء.

وفي مقابلتها مع الصحيفة الهندية، أكدت فون دير لايين “نستعد الآن لجولة عاشرة من المفاوضات في بروكسل”. 

وأكدت “هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به على المستوى الفني، لكنني مقتنعة بأننا نستطيع عبور خط النهاية إذا التزمنا به”.

ويرغب الاتحاد الأوروبي بوصول أكبر  إلى السوق الهندية لمنتجاته من السيارات والمشروبات الروحية والنبيذ، وهي كلها مواضيع مثيرة للجدال في ظل وجود جماعات ضغط محلية قوية على الجانبين.

وفي الوقت نفسه تسعى نيودلهي إلى تكامل مع الاتحاد الأوروبي في مجالات تشمل الطاقة النظيفة والبنية الأساسية الحضرية وإدارة المياه. 

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الهندية الخميس “لديهم التكنولوجيا والكفاءة، ولدينا الحجم اللازم”.

ولعل أحد أكبر التحديات التي واجهتها نيودلهي في السنوات الأخيرة تمثّل بخلق ملايين فرص العمل الجديدة لشبابها والقوة العاملة الماهرة التي تشهد ازديادا سريعا.

وتدعو الحكومة الهندية منذ سنوات أوروبا لتسريع عملية منح التأشيرات لأعمالها التجارية وطلابها.

بوف/شي/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية