The Swiss voice in the world since 1935

ليتوانيا المنقسمة بين الأثرياء والفقراء تنتخب رئيسها

ليتوانية تدلي بصوتها في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 12 أيار/مايو 2019 في فيلنيوس afp_tickers

أدلى الليتوانيون بأصواتهم الأحد لاختيار رئيسهم الجديد الذي ينتظرون منه ان يقلص الهوة المتزايدة بين الأثرياء والفقراء رغم النمو الاقتصادي الصلب في البلاد.

وتنافس تسعة مرشحين في الدورة الأولى، لخلافة داليا غريباوسكايته التي تنهي ولايتها الثانية، ويمكن أن تسعى إلى خلافة دونالد توسك في رئاسة المجلس الأوروبي.

لكن ثلاثة منهم فقط تتوافر لهم فرصة حقيقية لبلوغ الدورة الثانية المقررة في 26 ايار/مايو، تزامنا مع انتخابات البرلمان الأوروبي.

والمرشحون الأوفر حظا هم رئيس الوزراء اليساري ساوليوس سكيفرنيليس ووزيرة المال السابقة إنغريدا سيمونيته، المدعومة من المحافظين، والخبير الاقتصادي المستقل جيتاناس نوسيدا. ولا يتمتع أي منهم بتأييد كبير لذلك يتوقع ان تكون المنافسة شديدة.

وبلغت نسبة المشاركة مع إغلاق صناديق الاقتراع 56,45%، بحسب اللجنة الانتخابية. ومن المتوقع صدور نتائج أولية جزئية ليل الأحد أو صباح الاثنين.

ونالت سيمونيته في استطلاعات أجريت قبل الاقتراع نسبة 22,3% من نوايا التصويت، بينما نال سكيفيرنيليس نسبة 16,7% ونوسيدا نسبة 21,9%.

وبعد إدلائها بصوتها، قالت سيمونيته إن على الرئيس المقبل “الإصغاء إلى الآراء المختلفة للناس والبحث عن إجماع وتمثيل ليتوانيا في شكل صائب في الخارج”

وقالت رامينتا توبينتيه وهي بائعة تبلغ من العمر 21 عاماً لوكالة فرانس برس إنها تريد من الرئيس الجديد تعزيز مكافحة الفساد ورفع الرواتب بشكل أسرع، مضيفة “يمكننا أن نقوم بالمزيد للحاق بالدول الغربية”.

وسيمونيته هي المرشحة المفضلة لدى سكان المدن الأثرياء والمثقفين، في حين يتسم خطاب سكيفيرنيليس بنبرته الشعبوية ويجتذب المناطق الريفية المحرومة.

ولدى إدلائه بصوته، رأى أن هذا الاقتراع هو “اختبار” لعمله على رأس الحكومة، لكنه رفض الحديث عن احتمال استقالته إذا لم يتمكن من الوصول إلى الدورة الثانية.

أما نوسيدا فيقترح التصدي للظلم الاجتماعي في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 2،8 مليون نسمة. ويؤدي ذلك الى الهجرة الجماعية، وخصوصا للشبان إلى الغرب.

– ضد “النخبويين”-

اظهرت دراسة جديدة للاتحاد الأوروبي أن نحو 30% من سكان ليتوانيا يعيشون مهددين بـ”الفقر أو الإقصاء الاجتماعي” ويتضاعف هذا الخطر مرتين في المناطق الريفية.

وقال دوناتاس بوسليس المحلل السياسي في معهد فيلنيوس لفرانس برس إن “المواطنين متعطشون للعدالة الاجتماعية ويبحثون عن مرشح يمكنه تجاوز الاستقطاب الاجتماعي الحالي”.

ويؤكد جميع المرشحين اقتناعهم بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، اللذين يعتبران ضمانا في مواجهة روسيا المجاورة.

وقالت سيمونيته (44 عاما) في تجمع ختامي في العاصمة “لا يمكننا عزل فيلنيوس عن بقية ليتوانيا”. واقترحت تقليص الهوة الاقتصادية بين المناطق الريفية والمدن من طريق تحفيز النمو.

وتدعم سيمونيته، الليبرالية، الشراكة بين الأشخاص من الجنس نفسه.

وخاطب سكيفيرنيليس، قائد الشرطة السابق المعروف بصراحته، في حملته الليتوانيين الساخطين الذين يعيشون خصوصا في المناطق الريفية.

ووصف سكيفيرنيليس (48 عاما) المتهور أحيانا، خصومه بأنهم “نخبويون”، وتعهد “محاربة الفساد بشكل فعال”، والحد من الإقصاء الاجتماعي ودعم العائلات.

-“تقليص الاستقطاب”-

يُبهر نوسيدا (54 عاما)، المستشار السابق في مصرف تجاري، الناخبين الذين يبحثون عن رئيس محايد بسبب الخصومات السياسية.

وبعدما قام بواجبه المدني منذ الجمعة في إطار التصويت المسبق، قال نوسيدا “إنه يشعر بأنه يتحمل مسؤولية كبيرة للحد من الاستقطاب (…) وتمكين ليتوانيا من استعادة الكرامة والاحترام المتبادل”.

وفي ليتوانيا، لا يهتم الرئيس بالشؤون السياسية اليومية، لكنه مسؤول عن السياسة الخارجية ويشارك في قمم الاتحاد الأوروبي.

ويعين الوزراء والقضاة وقادة الجيش والبنك المركزي، لكن يتعين عليه في معظم الأحيان الحصول على موافقة رئيس الوزراء أو البرلمان.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية