مواجهات عنيفة في المسجد الاقصى قبل راس السنة العبرية
اندلعت اشتباكات عنيفة صباح الاحد في باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية التي قامت للمرة الاولى بطرد الحراس الاردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية.
وتأتي المواجهات مع تصاعد التوتر على اثر اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاربعاء حظر جماعة “المرابطون” التي تضم نساء ورجالا وتتصدى للزوار اليهود في المسجد الاقصى في القدس المحتلة.
وتوجهت مجموعات من الزوار اليهود بمناسبة السنة العبرية الجديدة الى باحة المسجد الاقصى لزيارته.
وفي وقت لاحق، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد المواجهات انه يريد الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الاقصى.
وقال نتانياهو في بيان ان “اسرائيل ستتحرك بكل الوسائل للحفاظ على الوضع الراهن في جبل الهيكل”، الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الاقصى.
ونبه نتانياهو الى ان “من واجبنا ونحن قادرون على التحرك ضد مثيري الشغب لاتاحة حرية الصلاة في هذا المكان المقدس. سنتحرك بحزم ضد رماة الحجارة وزجاجات المولوتوف”.
والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول الى المسجد الاقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود بدخوله في بعض الساعات، لكن لا يجيز لهم الصلاة هناك.
ويسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى من الساعة السابعة صباحا حتى الحادية عشر صباحا يوميا ما عدا الجمعة والسبت.
ودخلت عدة مجموعات صباح الاحد عبر باب المغاربة، الباب الوحيد المخصص لغير المسلمين بينما اغلقت الشرطة الاسرائيلية كافة الابواب الاخرى المؤدية الى المسجد.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وزير الزراعة الاسرائيلي اوري اريئيل من اليمين المتطرف كان بين الزوار.
وقال بيان للشرطة الاسرائيلية ان متظاهرين فلسطينيين شبابا تمركزوا ليل السبت الاحد في المسجد “للاخلال” بزيارات اليهود قبل ان تبدا مساء الاحد الاحتفالات برأس السنة اليهودية.
واضافت الشرطة ان “متظاهرين ملثمين كانوا في المسجد قاموا برشق رجال الشرطة بالحجارة والمفرقعات”، موضحة ان “انابيب مشبوهة يمكن ان تملأ بمتفجرات يدوية الصنع عثر عليها عند مدخل المسجد”.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد بشدة اقتحام الشرطة الاسرائيلية للمسجد الاقصى صباح الاحد، بعد اشتباكات عنيفة في باحة الحرم القدسي مع شبان فلسطينيين قبل ساعات من بدء الاحتفالات براس السنة العبرية.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة “ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الاقصى المبارك والاعتداء على المصلين” مشددا ان “القدس الشرقية والمقدسات الاسلامية والمسيحية خط احمر، لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الاعتداءات على مقدساتنا”.
ودانت مصر “اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي” باحة المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين، محذرة اسرائيل من “الاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية”.
كما دانت الحكومة الاردنية الاحد قيام قوات اسرائيلية باقتحام المسجد الاقصى داعية الحكومة الاسرائيلية الى “التوقف عن استفزازاتها” و”منع الاعتداءات على الاماكن المقدسة”.
ونددت دائرة الاوقاف الاسلامية التي تدير المسجد بقيام الشرطة الاسرائيلية بطرد حراس المسجد الاقصى التابعين للاردن من المسجد.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
وقال فراس الدبس من دائرة الاوقاف لوكالة فرانس برس “هذه المرة الاولى التي يقومون فيها باجلاء كافة الحراس” موضحا “اصيب اثنان منهم بالرصاص المطاطي”. واضاف “اصيب مدير المسجد الاقصى عمر الكسواني ايضا وتم اعتقاله”.
وبحسب الدبس فان “الشرطة التي كانت على السطح قامت بكسر نوافذ تاريخية من اجل اطلاق قنابل اليدوية داخل المسجد”.
وجرت صدامات مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر اتخذت السلطات الاسرائيلية على اثرها قرارا نادرا باغلاق باحة المسجد الاقصى مما تسبب بازمة دبلوماسية مع الاردن.
وكان عباس اتهم اسرائيل الجمعة بالسعي الى تقسيم المسجد “زمانيا ومكانيا” مؤكدا ان هذا “لن يمر”.
واكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جلعاد اردان في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي “سنضمن الحفاظ على الوضع الراهن”.
وبحسب اردان فان اعمال العنف التي وقعت صباح الاحد “يجب ان تدفعنا الى التفكير: لا يجب ان يقوم مثيرو شغب مسلمون بتحويل هذا المكان المقدس الى ساحة قتال”.
وقالت خديجة خويص التي عرفت نفسها كمرابطة وهي ممنوعة من دخول المسجد، ووقفت امام باب مؤدي اليه”اليوم، نجحوا في تحويل الاقصى الى منطقة دون مسلمين”.
وخارج المسجد نشرت اعداد من عناصر الشرطة الذين قاموا بمطاردة المتظاهرين بالركلات وقنابل الصوت. وتم الاعتداء على بعض الصحافيين بالضرب منهم مصور لوكالة فرانس برس.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية واعلنت ضمها في 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.
وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمتها “الابدية والموحدة” في حين يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.