مودي يشيد بالشراكة “الاستراتيجية” مع السعودية في إطار مشروع ممرّ ضخم

أشادت الهند الاثنين بشراكتها “الاستراتيجية” مع المملكة العربية السعودية، بعد أيام من كشف مشروع ممرّ ضخم يربط الهند وأوروبا عبر خطوط سكك حديد ونقل بحري تمر بالشرق الأوسط.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في نيودلهي “معًا، حققنا بداية تاريخية لإنشاء ممرّ اقتصادي”.
السبت، شارك الزعيمان مع قادة آخرين من دول مجموعة العشرين في الكشف عن خطط طموحة لإنشاء ممرّ ضخم يساهم في تعزيز العلاقات التجارية وستكون له انعكاسات جيوسياسية واسعة النطاق.
وأضاف مودي في محادثات مع بن سلمان عقب اختتام قمة مجموعة العشرين “لن يربط هذا الممرّ البلدَين فحسب، بل سيساهم في التعاون الاقتصادي والاتصال الرقمي بين آسيا وغرب آسيا وأوروبا”.
من جهته، قال بن سلمان “الهند بلد صديق والعلاقات التاريخية طويلة جداً بين العرب والهند وبين الدولة السعودية والهند، وهي علاقات مفيدة لكلا البلدين. لم يكن هناك خلاف بتاتاً طوال تاريخ هذه العلاقة، بل كان هناك تعاون لبناء مستقبل شعوبنا وخلق الفرص”، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وأطلقت الهند والسعودية، بالشراكة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات ودول أخرى، مبادرة لربط سكك حديد وموانئ وشبكات كهرباء وخطوط أنابيب لنقل الهيدروجين.
مع أنها تركّز بشكل كبير على التجارة، قد تكون للمبادرة آثار واسعة تطال العلاقات بين الخصمين القديمين إسرائيل والسعودية.
شارك وفد إسرائيلي الاثنين في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يُعقد في الرياض، في أول زيارة علنية إلى المملكة التي لا تربطها بالدولة العبرية علاقات دبلوماسية.
وتؤكد السعودية منذ أعوام طويلة أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل واعترافها بها يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. ولم تنضم المملكة إلى اتفاقيات أبراهام المبرمة عام 2020 والتي توسطت فيها الولايات المتحدة وأقامت بموجبها إسرائيل علاقات مع جارتي المملكة، الإمارات والبحرين. ولحق بهما السودان والمغرب.
وتعتبر الهند – وهي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان – كما السعودية – وهي أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم – أن هذه المبادرة تمثّل خطوة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين، مع وصول التجارة الثنائية إلى 42,8 مليار دولار العام الماضي، وفقًا لوزارة الاستثمار السعودية.
وفي وقت لاحق، وقّعت شركات هندية وسعودية حوالى 50 مذكرة تفاهم بشأن محطات وقود ومشاريع طاقة متجددة وخدمات مصرفية، وفق ما أفاد مسؤولون تجاريون من البلدين.
وتابع مودي، في مقطع فيديو بثته وسائل إعلامية هندية رسمية، “باعتبارنا اقتصادَين من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، إنّ تعاوننا المتبادل مهمّ للسلام والاستقرار في المنطقة بأسرها”.
وقال أيضًا “تعتبر الهند السعودية واحدا من أهم شركائها الاستراتيجيين”.