ناشطون يشيرون إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين بعد غارات جوية للجيش السوداني

من نفيسة الطاهر
القاهرة (رويترز) – قال ناشطون في حقوق الإنسان ومحليون إن عشرات المدنيين قُتلوا في مواقع بأنحاء السودان على مدى الأسبوع المنصرم وسط تصعيد الجيش غاراته الجوية في حربه المستمرة منذ 18 شهرا تقريبا على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وعلى الرغم من سيطرة قوات الدعم السريع على نحو نصف السودان، فإن الجيش استخدم في الآونة الأخيرة قوته الجوية المتفوقة لمساعدته في استعادة السيطرة على بعض مناطق العاصمة الخرطوم، وكذلك لدك مناطق أخرى تحتلها قوات الدعم السريع.
وأدت الحرب في السودان، والتي اندلعت من صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل تسليم مزمع للحكم إلى مدنيين وإجراء انتخابات حرة، إلى تفجر أكبر أزمة نزوح في العالم ومجاعة.
وقالت جماعة (محامو الطوارئ) السودانية لحقوق الإنسان إن مئات قُتلوا في هجمات مشابهة بأنحاء البلاد. ولم توضح الفترة الزمنية لتلك الحصيلة من القتلى، لكنها قالت إنها تُظهر “عدم اكتراث القوات المسلحة بحماية المدنيين العُزل”.
وأضافت جماعة محامو الطوارئ أن القصف الجوي على الحصاحيصا أسفر عن مقتل أو إصابة ما يربو على 100 يوم الاثنين، والحصاحيصا بلدة في ولاية الجزيرة الواقعة إلى الجنوب من الخرطوم ينتشر فيها كثير من مقاتلي قوات الدعم السريع.
وقال ناشط من المنطقة إن 38 شخصا على الأقل قتلوا، معظمهم من الأطفال. وشارك الناشط مع رويترز مقطع فيديو لآثار الضربة وظهرت فيه على ما يبدو منطقة سكنية.
وأضافت الجماعة أن غارة جوية في الخامس من أكتوبر تشرين الأول على بلدة حمرة الشيخ في ولاية شمال كردفان، غربي الخرطوم، أسفرت عن مقتل 30 شخصا وإصابة ما يزيد على 100 آخرين. ونشرت الجماعة مقطعا مصورا لسوق تعرضت للقصف على ما يبدو.
ولم يتسن لرويترز التحقق بصورة مستقلة من اللقطات الواردة في مقطعي الفيديو.
وذكرت الغرفة المحلية للاستجابة للطوارئ أن غارة جوية قبل يوم على سوق أخرى في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور أسفرت عن مقتل 61 شخصا. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن القتلى بينهم 13 طفلا.
ويتهم الجيش، الذي لم يرد بعد على طلب للتعليق، قوات الدعم السريع باحتلال منازل المدنيين وشن هجمات من مناطق مدنية. وتنفي قوات الدعم السريع استخدام المدنيين دروعا بشرية.
وتُتهم قوات الدعم السريع بمداهمة قرى وأحياء وارتكاب القتل التعسفي والعنف الجنسي في مناطق خاضعة لسيطرتها.
وقالت حركة تحرير السودان في بيان يوم الخميس إن قوات الدعم السريع داهمت 17 قرية في ولاية شمال دارفور وأضرمت النيران فيها، ما أدى إلى مقتل أو إصابة المئات. واتهمت الحركة قوات الدعم السريع بارتكاب جريمة التطهير العرقي على نطاق مساو للعنف المتهمة بارتكابه في ولاية غرب دارفور العام الماضي. وحركة تحرير السودان جماعة متمردة سابقة متحالفة مع الجيش.