The Swiss voice in the world since 1935

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد بضم مساحات من قطاع غزة

afp_tickers

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة بضمّ أجزاء من قطاع غزة ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين، مع توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي البرية لتشمل جنوب القطاع.

ويأتي هذا التهديد بعد استئناف إسرائيل قصفها العنيف للقطاع ومباشرتها عمليات برية جديدة للضغط على حركة حماس لتفرج عن الرهائن.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار وكالة فرانس برس أن حماس تسلمت اقتراحا من الوسيطين مصر وقطر “لتثبيت وقف النار وتبادل الأسرى وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه”.

أضاف المصدر أن الاقتراح يتضمن “إدخال المساعدات والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة”.

ودعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مساء الجمعة إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة، قائلين في بيان مشترك إن “استئناف الغارات الإسرائيلية في غزة يمثل خطوة مأسوية إلى الوراء بالنسبة لأهالي غزة”.

واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف لغزة الثلاثاء، مشيرة إلى الجمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في الهدنة بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن ثلاثة أشخاص قتلوا في غارات قبل فجر الجمعة، وثمانية خلال النهار، مشيرا الى أن ستة منهم قتلوا في مدينة غزة واثنين في عبسان جنوبا.

وأفاد الدفاع المدني أنه نقل عند منتصف ليل الجمعة السبت “5 شهداء أطفال جراء قصف الاحتلال من الطيران الحربي منزلا لعائلة المشهراوي في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض”.

وبذلك ترتفع حصيلة القتلى وفق الدفاع المدني إلى 520 شخصا منذ استئناف القصف الثلاثاء.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “لقد أمرت (الجيش) بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة… كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي التي سيتمّ ضمها من قبل إسرائيل”، مهددا بـ”الاحتلال الدائم… للمناطق العازلة” داخل القطاع الفلسطيني.

وهذه “المناطق الأمنية” التي تحدث عنها كاتس هي إشارة الى إقامة “حزام أمني” تحدث عنه مسؤولون إسرائيليون خصوصا في شمال قطاع غزة، لإنشاء منطقة عازلة تفصله عن البلدات المجاورة في جنوب إسرائيل.

وأضاف كاتس “سنكثّف القتال بضربات جوية وبحرية وبرية، وسنوسع العملية البرية حتى إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس، باستخدام كل وسائل الضغط العسكري والمدني، بما في ذلك نقل سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب للتهجير الطوعي لسكان غزة”.

وأنذر الجيش الإسرائيلي الجمعة سكان ثلاث مناطق في جنوب قطاع غزة بإخلائها قبل قصفها.

وكتب الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي في منشور على موقع اكس “جميع سكان قطاع غزة المتواجدين… في منطقة السلاطين والكرامة والعودة، هذا انذار مسبق وأخير قبل الغارة!” موضحا “من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري جنوبا إلى مراكز الإيواء المعروفة”.

والجمعة، أظهرت لقطات فرانس برس في شمال قطاع غزة عربات تجرها الحمير محملة بالمواد الأساسية، بينما فر السكان من منازلهم على طول الطرق المليئة بالأنقاض.

وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال هجوم حماس محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي انهم قضوا. 

وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 49617 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

– انتقاد نادر –

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه قتل قائد الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس في جنوب قطاع غزة أسامة الطبش في غزة قبل يوم.

ودانت وزارة الخارجية التركية بشدة تدمير إسرائيل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، منددة بـ”الاستهداف المتعمد” للمنشأة من قبل الجيش الإسرائيلي.

وقال ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول الاتهامات التركية “في وقت سابق (الجمعة) ضربت (القوات الإسرائيلية) إرهابيين في منشأة إرهابية لحماس كانت سابقا مستشفى في وسط غزة”.

وأضاف المتحدث “نؤكد أن المبنى الذي تعرض للقصف لم يتم استخدامه فعليا كمستشفى منذ أكثر من عام”.

وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن “قلقه” إزاء استئناف القتال، في انتقاد نادر لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وقال هرتسوغ في بيان الخميس متجنبا ذكر رئيس الوزراء بالاسم “من المستحيل ألا تشعر بقلق بالغ إزاء الواقع القاسي الذي يتكشف أمام أعيننا”.

وأمرت المحكمة العليا في إسرائيل الجمعة بتعليق القرار الذي اتخذته حكومة نتانياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، وهي خطوة تثير احتجاجات في الدولة العبرية.

وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة انسانية كارثية.   

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن مساء الجمعة بعدما انطلقت صافرات الإنذار في القدس ومناطق في وسط إسرائيل.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه مقذوفين أطلقا من شمال غزة الجمعة، بعد دوي صفارات الإنذار في مدينة عسقلان بجنوب الدولة العبرية.

وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. 

وساهم الاتفاق في تحقيق هدوء نسبي والافراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية الى القطاع، بعد 15 شهرا على بدء الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

لكنّ المفاوضات التي جرت أثناء التهدئة بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر وصلت إلى طريق مسدود.

وتريد حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنصّ على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

في المقابل، تريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف نيسان/أبريل وتطالب بـ”نزع السلاح” من غزة وإنهاء سلطة حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007، للمضي قدما في المرحلة الثانية.

وفي ما بدت محاولة للضغط على حماس، سبق لإسرائيل أن منعت دخول المساعدات الإنسانية وقطعت الكهرباء عن القطاع الذي يقطنه نحو 2,4 مليون فلسطيني.

بور/الح-شي-سام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية