أول اجتماع مباشر بين مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين مدنيين منذ عقود
شارك مندوبان مدنيان لبناني وإسرائيلي الأربعاء في اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله، في أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إنها لا تأتي في إطار محادثات سلام.
وقالت إسرائيل عن اللقاء بأنه اتسّم ب”أجواء إيجابية”.
وجاء الاجتماع بعد أسابيع من تكثيف إسرائيل ضرباتها على لبنان، مؤكدة أنها تستهدف محاولات حزب الله إعادة بناء قدراته بعد تكبدّه خسائر كبيرة في الحرب، وتوعدت، بعد سنة على بدء تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار، بمزيد من التصعيد في حال عدم نجاح الحكومة اللبنانية في نزع سلاح
وأكّدت السفارة الأميركية في لبنان في بيان أن لجنة “الميكانيزم” (آلية مراقبة وقف إطلاق النار) اجتمعت في الناقورة في مقر قوات الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب، “لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان”.
وأشارت الى انضمام السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إلى الاجتماع الذي شاركت فيه أيضا الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وقال بيان السفارة إن جميع الأطراف رحّبت ب”المشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام بالإضافة الى الحوار العسكري”، مضيفة أن ذلك يعكس “التزام الميكانيزم تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع”.
وتعليقا على الاجتماع، قال رئيس الحكومة اللبنانية في مقابلة مع ثلاث وكالات أنباء دولية من بينها وكالة فرانس برس إن “لجنة وقف إطلاق النار هي المنتدى… لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية. لم نصل بعد إلى مرحلة محادثات السلام”.
وأكّد سلام أن الاجتماعات تهدف إلى التوصل لـ”وقف للأعمال العدائية، وانسحاب اسرائيلي كامل” من الأراضي اللبنانية و”إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين”.
وأشار إلى أن لبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية للعام 2002، وليس لديه النية للتوصل إلى سلام بشكل منفصل مع إسرائيل، مضيفا أن “العلاقات الاقتصادية تأتي في نهاية عملية تطبيع (..) تأتي بعد السلام”.
– سلاح حزب الله –
في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المحادثات المباشرة التي جرت الأربعاء بين إسرائيل ولبنان للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما، عُقدت “في أجواء إيجابية”.
وأضاف البيان “تمّ الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان”، مشددا على أن “نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه”.
وهي المرة الأولى منذ العام 1983 التي يجري فيها البلدان مفاوضات يترأسها مدنيون. فبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، أجرى البلدان مفاوضات انتهت بالتوصل الى اتفاق لوقف الحرب بينهما وإقامة لجنة اتصال، عُرف باتفاق 17 أيار (مايو). وأقر البرلمان اللبناني الاتفاق، قبل أن تلغيه السلطة التنفيذية لاحقا.
وتوصّلت إسرائيل وحزب الله في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عام من مواجهة دامية بدأت إثر فتح حزب الله ما أسماه “جبهة إسناد” من جنوب لبنان لدعم الفلسطينيين في الحرب في قطاع غزة.
ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفّذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في خمس مرتفعات في الجنوب.
وأقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله، تطبيقا للاتفاق، وبدأ الجيش تنفيذها. لكن واشنطن وإسرائيل تضغطان لتسريع العملية التي تواجه تحديات جمة أبرزها الانقسامات الداخلية في لبنان العميقة حول الموضوع.
وقال سلام الأربعاء إن لبنان منفتح لأن تقوم لجنة وقف إطلاق النار “بإجراءات التحقق ميدانيا” بشأن التقدّم في عملية نزع سلاح حزب الله.
وأكّد أنه من المفترض أن ينتهي الجيش اللبناني من المرحلة الأولى لتفكيك المنشآت العسكرية لحزب في المنطقة الحدودية مع اسرائيل بحلول نهاية العام.
– مسعى أميركي –
وكانت رئاسة الجمهورية اللبنانية أعلنت صباحا تكليف سيمون كرم، وهو سفير سابق في واشنطن، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة الخماسية المؤلفة من ممثلين عن لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل.
ووضعت هذه الخطوة في إطار التزام رئيس الجمهورية “بقسمه الدستوري، وعملا بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوبا مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية”.
وزارت أورتاغوس الثلاثاء إسرائيل والتقت وزير خارجيتها جدعون ساعر، وفق ما نشره الأخير على منصة “إكس”. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنها التقت أيضا نتانياهو.
بور/لو/رض