
اتهام مستوطنين إسرائيليين بقتل 117 رأسا من الأغنام في هجوم بالضفة الغربية

من علي صوافطة
غور الأردن (الضفة الغربية) (رويترز) – اتهم بدو فلسطينيون مستوطنين إسرائيليين يوم الجمعة بقتل 117 رأسا من الأغنام في هجوم خلال الليل وسرقة مئات في محاولة واضحة لطرد المزارعين من أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة.
تأتي هذه الحادثة في ظل ما وصفته الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأنه تكثيف للهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود وقوات الأمن ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مع نزوح جماعي غير مسبوق.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بشأن مذبحة الأغنام المملوكة لتجمع عرب الكعابنة البدوي في غور الأردن.
وجرى استدعاء أطباء بيطريين لعلاج عدد قليل من الأغنام التي نجت من الهجوم الذي استُخدمت فيه السكاكين والبنادق. وكانت بعض الحيوانات ترتجف بحيث لا يمكن السيطرة عليها.
وقال سالم سلمان نجادة وهو أحد السكان من عرب الكعابنة إن مجموعات متعددة من المستوطنين تعمل بتنسيق بينها هي التي دبرت الهجوم، واتهم الجيش الإسرائيلي بأنه اكتفى بالوقوف في موقف المتفرج.
وقال “الساعة تسعة اجوا سيارة مستوطنين فيها تقريبا أربعة ملثمين. كل مرة ييجوا ويقفوا على الشارع لا نحكي معهم ولا يحكوا معنا. المرة دخلوا على البيوت، يعني جنب البيت بالظبط. شو بتسوي هون؟ شو بدك من هالحكي؟”
وأضاف “اشتبكنا.. اشتبكت كنت أنا لحالي (وحدي) معهم شوي بلشوا يتوافدوا صاروا تقريبا حوالي 13 أو 15 زي هيك بعدين أجا (جاء) الجيش.. الجيش سيطر علي كلبشني… جت المستوطنين الفرقة إللي كانت تيجي كانت تظل فايته على طول على الغنم يعني متفقين على الأمر يعني ساقوا الغنم وراحوا”.
وأضاف أن مجموعات أخرى من المستوطنين هاجمت بعد ذلك الأغنام التي تعتبر مهمة جدا للحياة والبقاء في مجتمعه.
وأوضح “أخذوا الغنم.. بعدين الصبح لقيناهم على مسافة خمسة كيلو ومبعطينهم (ضرب بالسكين) كمية كبيرة وفي ميت في ضرب سياخ وسكاكين وطخ (بالرصاص)”.
ومضى قائلا “تقريبا أخذوا حوالي 390 رأس. لقينا كمية ميتة ما بنعرف شو صار في البقية.. الجيش والشرطة تحت إمرة المستوطنين حتى بالعكس الشرطة ما بتيجي إلا بعد ساعات من الحدث بيكونوا منسقين معهم”.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من هوية المسؤولين عن الهجوم.
وندد الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان بالحادثة، ووصفها بأنها جزء من استراتيجية أوسع نطاقا لتهجير الفلسطينيين من المنطقة.
قال لرويترز إن الأغنام تعرضت للذبح وإطلاق النار وإن استخدام هذه الأدوات يهدف لإرهاب الناس ودفعهم إلى مغادرة هذه المناطق المأهولة منذ عشرات السنين.
* الانتقال بعيدا
دفع الهجوم عائلة واحدة على الأقل إلى البدء في الانتقال إلى مكان آخر.
وقال رجل بدوي يدعى طارق كعابنة إنه لم يعد قادرا على تحمل ما وصفه بترهيب المستوطنين.
وأضاف أنهم “كانوا مسلحين، يسرقون الحمير والأغنام. وفي الليل يأتون إلى هنا ويبدأون بإطلاق النار علينا”.
ومضى قائلا إنه يعمل الآن على الانتقال من المنطقة لحماية أطفاله وأغنامه وسبل الرزق له ولعائلته. وقال “أمس كنت بأمان، لكنني لا أعرف ماذا سيحدث لي غدا”.
وذكرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن موجات النزوح الجماعي في الضفة الغربية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ أن سيطرت إسرائيل عسكريا لأول مرة على المنطقة قبل نحو ستة عقود.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أيضا إن 757 هجوما وقع من جانب المستوطنين على الفلسطينيين أو ممتلكاتهم منذ يناير كانون الثاني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقُتل ما لا يقل عن 964 فلسطينيا على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ بدءالحرب على غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وخلال الفترة نفسها، قتل 53 إسرائيليا في هجمات شنها فلسطينيون أو في اشتباكات مسلحة.
وطالب السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي هذا الأسبوع بإجراء تحقيق شامل في مقتل أمريكي فلسطيني تعرض للضرب حتى الموت على يد مستوطنين في الضفة الغربية في 11 يوليو تموز، ووصفه قتله بأنه “عمل إجرامي وإرهابي”.
وقالت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، غير قانوني ويجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن.
وتعارض إسرائيل هذا، مستشهدة باحتياجات أمنية بالإضافة إلى روابط تاريخية وتوراتية بالأرض التي احتلتها في حرب 1967. والضفة الغربية من بين الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة عليها.