
الشرع يجدد دعوته إلى أمريكا لرفع العقوبات رسميا عن سوريا

من حميرة باموق
نيويورك (رويترز) – جدد الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين دعوته لواشنطن برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده بموجب قانون قيصر لعام 2019، وذلك خلال زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهذه أول مشاركة لرئيس سوري في هذا التجمع السنوي لزعماء العالم منذ ستة عقود تقريبا.
وقاد الشرع، القيادي السابق في تنظيم القاعدة، قوات المعارضة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول 2024. والتقى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض في مايو أيار وأمر برفع معظم العقوبات عن سوريا، لكن التشريع الذي يجيز تلك العقوبات لا يزال ساريا في الولايات المتحدة.
وفي كلمته خلال قمة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الشرع إن العقوبات المفروضة على نظام الأسد لم تعد مبررة، وإن السوريين باتوا يرون أنها تستهدفهم بشكل مباشر.
وقال الشرع “أمامنا مهمة كبيرة لبناء الاقتصاد”.
وأضاف “سوريا مليئة في الكوادر العاملة، سوريا بلد متنوع الكوادر، شعب يحب العمل يعشق العمل متنوع الخبرات وهو من طبيعته في جيناته، الشعب السوري هو تاجر، فمن هذه الناحية لا تخشوا عليه، أرفعوا العقوبات وانظروا إلى النتائج.
والشرع أول رئيس سوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة منذ عام 1967، ومن المتوقع أن يلقي كلمة في افتتاح الدورة الثمانين يوم الثلاثاء.
والتقى الشرع يوم الاثنين مع وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو في نيويورك، وأحجم عن الرد على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان متفائلا بأن ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية عن الاجتماع أن روبيو أكد على فرصة “بناء دولة مستقرة وذات سيادة” في سوريا بعد إعلان ترامب عن تخفيف العقوبات، لكنه لم يتطرق إلى العقوبات المتبقية.
وقال تومي بيجوت، نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في البيان “ناقش (الشرع وروبيو) جهود مكافحة الإرهاب الجارية وكذلك الجهود المبذولة للعثور على الأمريكيين المفقودين ومدى أهمية العلاقات الإسرائيلية السورية في تحقيق قدر أكبر من الأمن الإقليمي”.
ويناقش أعضاء الكونجرس مسألة إلغاء قانون قيصر، الذي فُرضت بموجبه عقوبات واسعة النطاق على سوريا في عهد الأسد. ويرغب بعض المشرعين، ومن بينهم أعضاء بالحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب وآخرون من الحزب الديمقراطي، إدراج إلغائه ملحقا ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني، وهو مشروع قانون دفاعي شامل يُتوقع إقراره بحلول نهاية ديسمبر كانون الأول.
وقال مصدر أمريكي مطلع على السياسات المتعلقة بسوريا إن الإسرائيليين مارسوا ضغوطا على المشرعين وصانعي السياسات الأمريكيين في وزارة الخارجية على مدى أشهر لإبقاء العقوبات سارية، بحجة أن الولايات المتحدة ينبغي ألا تتخلى عن جميع وسائلها للضغط والتأثير على سوريا دفعة واحدة.
*من ساحة المعركة إلى الحوار
وذكرت رويترز أن الولايات المتحدة تضغط على سوريا للتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك هذا الأسبوع.
وإسرائيل وسوريا خصمان قديمان. ورغم الإطاحة بالأسد، لا يزال النزاع على الأراضي وانعدام الثقة السياسي المتجذر بين البلدين قائمين.
ويجري الجانبان الآن محادثات لإبرام اتفاقٍ تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا.
وقال الشرع إن تلك المحادثات وصلت إلى مرحلة متقدمة، وعبر عن أمله في أن تفضي المناقشات إلى الحفاظ على سيادة سوريا ومعالجة مخاوف إسرائيل الأمنية.
وقال السناتور الأمريكي لينزي جراهام، حليف ترامب، لموقع أكسيوس بأنه سيدعم إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا إذا مضت حكومة الشرع قدما نحو إبرام اتفاقية أمنية جديدة مع إسرائيل وانضمت إلى تحالف مناهض لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكان سوريا الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي وقعتها بعض الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال الشرع إن الغضب من احتلال إسرائيل لأراض سورية سيؤثر على موقف دمشق من إسرائيل.
وقال الشرع “إسرائيل أجرت تقدما الآن على الأراضي السورية يجب أن ترجع إلى ما كانت عليه في السابق، وإذا كان لديها بعض المخاوف الأمنية تُناقش من خلال وسطاء إقليميين وعالميين كالولايات المتحدة الأمريكية. هناك دائما فرضيات تقول ما الذي تريده إسرائيل، هل فعلا لديها تخوفات أمنية أم لديها أطماع توسعية هذا ما سيحدده الالتزام ببنود الاتفاق الحالي الذي نجري التفاوض عليه”.
وأجرى الشرع مقابلة مع الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس الذي قاد القوات الأمريكية في حرب العراق. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الشرع حين كان قائدا بجماعات متشددة.
وقال الشرع لبترايوس خلال المقابلة “جيد أنه كنا في وقت من الأوقات في ميدان حرب وانتقلنا إلى ميدان الحوار الآن”.
ولا تزال سوريا منقسمة بشدة بعد الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما.
وذكر الشرع أن هناك تأخيرا في تنفيذ الاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرق البلاد.
وقال إن دعوات الأحزاب الكردية إلى اللامركزية تعد خطوة نحو الانفصال مما ينذر بإشعال حرب أوسع نطاقا. وأضاف “أي عنوان من عناوين إبقاء كيان بشكل تنظيم قسد (قوات سوريا الديمقراطية) في شمال شرق سوريا يعرض العراق إلى مخاطر ويعرض تركيا أيضا إلى مخاطر ويعرض الدولة السورية إلى مخاطر داخلية”.
(شارك في التغطية منة علاء الدين وسليمان الخالدي – إعداد نهى زكريا وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)