مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد 50 عاما من اجتماع طنجة.. لا زال القطار المغاربي يُراوح مكانه

على مدى الخمسين عاما الماضية، شهدت طنجة نموا معماريا مُـلفتا، أما الاتحاد المغاربي فلم يتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام Keystone

كلِـمات المُـجاملة والتمنِّـيات، التي سُـمِـعت يوم الأحد 27 أبريل في مدينة طنجة من زعماء الأحزاب الرئيسية في دول المغرب العربي، لم تُـلغَ من أذهان العشرات الذين حضروا الذكرى الخمسين لمؤتمر أحزاب المغرب العربي، الصورة القاتمة لأوضاع المنطقة، التي تمتدّ من السلُّـوم شرقا إلى نواكشوط غربا، وسوء العلاقات التي تربط دُوَلها.

إلا أن الحضور وأذهانهم تجول بين مماحكات سياسية لا تغيب، وحملات إعلامية لا تنتهي وحدود مُـغلقة، لا يبدو أنها ستُـفتح قريبا، انتعشت آمالهم بمغرب عربي حين شاهدوا رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم جالسا على المنصة بصفته أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني الجزائرية…

فرغم قتامة الصّورة، فإن ما قِـيل في القاعة أو ما عبّـر عنه، أكد أن الكلمات التي تردّدت قبل خمسين عاما في نفس المدينة، عندما كان المغاربة والتونسيون يساهمون بالدّم من أجل استقلال الجزائر وتحريرها ويحاولون في الوقت نفسه بناء دولتيهما، لا زال مُـعبِّـرا عن أماني شعوب المنطقة وطموحاتها ويقِـينها أن مستقبلا زاهرا وآمنا لا يكون إلا بتجسيد تلك الكلمات فعلا سياسيا راسخا، لا تهزّه أهواء حاكمين ولا تُـزعزعه حِـسابات فئات تَـقْـتات من الخِـلافات التي طغت على علاقات دول المنطقة منذ استقلالاتها في 1956 و 1962.

لكن الرياح المغاربية، ليس فقط لم تجْـرِ بِـما تشتهي شعوب المنطقة، بل أبحرت سفن الحاكمين باتِّـجاه متعاكِـس ومتصادِم أحيانا، وبقيت الآمال تنتعِـش كلّـما لاح بالأفق أي بريق منها، واعتقد الآملون أن الروح تجسّـد ولن ينفصل الجسَـد عنها بعد قيام اتِّحاد المغرب العربي في فبراير 1989، لكن الآمال سُـرعان ما تهاوت بعد أن تغلَّـبت روح الماضي القريب المجبول بالتوتُّـر والتنافس والتَّـخاصم على الماضي البعيد، والمتجذِّر المجبول في شراكة الدّم والمعاناة والآمال.

محاولة لإنعاش الروح المغاربية

يوم الأحد الماضي (27 أبريل)، كانت مُـحاولة جديدة لإنعاش الروح المغاربية، حيث دعا حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربيان إلى إحياء مؤتمر طنجة بمناسبة ذكراه الخمسين أو يوبيله الذهبي، ووجَّـها دعوات الحضور إلى جبهة التحرير الوطني الجزائري والحزب الدستوري التونسي ومؤتمر الشعب العام الحاكم في ليبيا ولرئيس حزب العهد الوطني الديمقراطي والتنمية (الأغلبية) ورئيس حزب تكتُّـل القِـوى الديمقراطية الوطنية الموريتاني (معارضة).

الجميع أكد حضوره، وفاجأ عبد العزيز بلخادم، رئيس الوزراء الجزائري أصحاب الدّعوة برئاسة وفد بلاده (بصفته أمينا عاما للجبهة)، واعتبر نظيره المغربي عبّاس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال ذلك شرفا كبيرا، وكان هناك إجماع على أن حضور بلخادم، يمثل رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة متعدّدة الفقرات والاتِّـجاهات.

أصحاب النوايا الحسنة قرؤوا في أول زيارة لبلخادم رئيسا للوزراء الجزائري إلى المغرب (كانت آخر زيارة في يناير 2003 بصفته وزيرا للخارجية)، رغبة في ترطيب الأجواء وتسوية ملفّـات عالِـقة، ومن أبرزها ملفّ الحدود البرية المُـغلقة بين البلدين منذ 1994، خاصة وأن المغرب وجّـه خِـطابا مفتوحا في مارس الماضي إلى الجزائر، من أجل فتح الحدود والتطبيع الكامِـل في علاقات البلدين، وإشارة إلى أن موقف الجزائر سيعرِف لُـيونة من تطوّرات نزاع الصحراء الغربية، حيث يعتبرها المغرب طرفا فيه، في حين تؤكِّـد أنها تؤيِّـد جبهة البوليساريو في إطار دعمها للشعوب في حقّ تقرير المصير.

وفي الاتِّـجاه الآخر، كانت قراءة أخرى لحضور بلخادم إلى طنجة، تقوم على أن بوتفليقة يُـريد أن يبيِّـن للرأي العام المغربي والجزائري وللأطراف المغاربية والدولية التي تحفِّـزه منذ فترة على إقامة علاقات مختلفة مع المغرب، أنه ليس الطَّـرف المسؤول عن توتير العلاقات وأن الرباط لن تُـحرجه بمخاطبته علنية لتسوية ملفّـات تحتاج إلى مفاوضات ولقاءات.

قراءات مختلفة حول حضور بلخادم

كيفما كانت القراءات، فإن حضور بلخادم كان حدَثا، ولولا هذا الحضور، لما أثار لقاء طنجة اهتماما. فالاجتماع المُـغلق للمشاركين لم يخرج عن الاجتماعات العربية التي تنطق فيها الألسن ما لا يعبِّـر عمَّـا يخالج القلوب أو أن الكلمات تكون عاجِـزة عن أن تصبح فعلا سياسيا، وإن كان من ينطق بها هو صانِـع القرار أو هكذا، رسميا وعلنيا وصورة الأيادي متشابكة في الاحتفال بتدشين ساحة المغرب العربي، ما كانت لتحظى باهتمام المصوّرين والخطابات في المهرجان الذي نُـظِّـم بعد الظهر، كادت تكون شبيهة بتلك الخطابات التي لا تُـسمع.

وما زاد أهمية حضور بلخادم أن محمد اليازغي، زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي (وزير الدولة المغربي)، قال أمام بلخادم عتَـبا على الجزائر، يقوله المغاربة بينهم أو للأطراف الدولية التي تدخل على الخطّ بين الرباط والجزائر، ليس فقط فيما يتعلّـق بموضوع نِـزاع الصحراء أو الحُـدود المغلقة، بل في مُـجمل العلاقات غير الطبيعية بين البلدين الجارين.

وقال اليازغي إن الخسارة المادية المترتّـبة عن غياب الاتحاد المغاربي “تقدّر بما يفوق 2% من النَّـاتِـج الداخلي المغاربي”، وبالتالي، حِـرمان الشعوب المغاربية من إنتاج ثروات إضافية تصِـل قيمتها سنويا إلى عشرة مليارات دولار، وهناك تكلفة أخرى غير مادية أكثر خطورة من الأولى، وهو ما يتجلّـى في غياب العقل المغاربي والاستراتيجي الذي يخطّـط للمستقبل الجماعي في ظل تحوّلات عالمية متسارعة، لن يحسب الحساب في نطاقها إلا للكيانات الجهوية المندمجة والقوية.

وأضاف اليازغي أن جسامة الخسارة المعنوية جرّاء تعثر المشروع المغاربي، تتجلّـى في ضُعف أو انعدام الآليات المغاربية لمواجهة تحدِّيات العولمة وكل أشكال الظلامية والتطرف والإرهاب، وتحدّيات الاندماج الجماعي والأوفر حظا في المنظومة الدولية واليورو – متوسطية، وما يقتضيه ذلك من تمنيع للنّـسيج الاقتصادي المغاربي ومعالجة مُـعضلات الأمن الغذائي، وتوفير 20 مليون منصِـب شغل خلال العشرين سنة المقبلة، وتحويل المنطقة إلي قُـطب جذّاب لتدفّـق الاستثمارات الخارجية.

ودعا إلى فتح الأوراش المغاربية الكبرى، من أجل إنجاز مشاريع استثمارية في مجال البنيات التحتية المهيكلة، منها ثلاثة ميادين حيوية: تجديد وتطوير الخط الحديدي المغاربي (تونس ـ الجزائر ـ البيضاء) وتأمين الرّبط الضروري بين الأشطر القُـطرية المُـكوّنة للطريق السيار المغاربي وإنشاء مؤسسة مغاربية مندمجة ومتعددة التخصصات للبحث العلمي والتكنولوجي، وتعاونا ثنائيا قويا وصادقا وحدودا مفتوحة لأقطار المغرب العربي جميعها أمام نسائها ورجالها وشبابها.

رسائل مبطّـنة..

هذه الرسائل المبطّـنة إلى بلخادم توجَّـها محمد اليازغي برسالة مفتوحة حول نزاع الصحراء الغربية، حين دعا “رؤساء الدول المغاربية الشقيقة، وبالخصوص إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لدعم المشروع المغربي بمنح الصحراء حُـكما ذاتيا تحت السيادة المغربية لإخراج مِـلف الصحراء من المأزق الذي يوجد فيه اليوم”.

المسؤول الجزائري كان ينقل بنظراته وحركات يديه إلى عباس الفاسي وبقية الحاضرين، غضبا خرج أحيانا في كلمات مسموعة، أن هذا ليس ضِـمن جدول الأعمال وتحرّك الوفد الجزائري مستفيدا من تأخير كلمة بلخادم، ليعد لرئيسه ردّا يُـضاف للكلمة المكتوبة، التي كانت قد وزّعت قبل إلقائها.

في بداية الكلمة، تعمَّـد المسؤول الجزائري تجاهُـل شراكة الاتحاد الاشتراكي في الدّعوة واكتفى بشُـكر حزب الاستقلال، وقال إن تطبيع العلاقات بين بلدان المغرب العربي يجِـب “لكي يكون مستديما وبنّاءا”، أن يتِـم على أسُـس “واضحة” ومعتمدا بشكل مُـتبادل، “حتى لا نتمادى في تلك المَـتاهات التي أبعدتنا عن بعضنا البعض”، وانتهاج طريقة “الحوار الصريح” لإيجاد “حلول دائمة للمشاكل، بدلا من اتِّـخاذ مواقِـف سلبية إزاءها والاكتفاء بتبادل تُـهم، لا طائل من ورائها”، وبفضل ذلك ستتغلّـب “روح التغيير على الجمود”.

وذكَّـر بلخادم بالدور الذي لعِـبته الجزائر في مساندة كل القضايا العادلة في العالم وتقديمها يد العون والمساعدة بشتّـى أشكالها إلى الكفاح العادل لشعوب بلدان بعيدة، مثل الفيتنام وأنغولا والموزمبيق وغينيا بيساو والرأس الأخضر وفلسطين، وتساءل “كيف يُـمكن حينئذ للجزائر أن تبقى غير مبالِـية بما يجري في مُـحيطها الجغرافي المباشر، ومطالبتها باتِّـخاذ مثل هذا الموقف، يعني بالنِّـسبة لها التنكّـر لمثل تشبعت بها على الدوام، كما يعني التنكر لعنصر أساسي من هويتها”.

وأكد “إن بلادي تتعرّض اليوم لاتِّـهامات جائرة وتُـنسب إليها نوايا لم تخطر ببالها أبدا، ويجب أن أقول بوضوح إن الشر لا يوجد بالضرورة ودوما لدى الآخر، وإن الغير ليس هو مصدَر مشاكلنا دائما”، داعيا إلى ضرورة “إعادة النظر في مواقفِـنا باستمرار وأن نضع أنفسنا موضع الغير لمحاولة فهمه وإدراك دوافعه والأفكار التي توجهه والمثل التي يدافع عنها”.

كانت القاعة محبوسة الأنفس حينما تحدث اليازغي وبلخادم، والوجوه أعطت مواقف متعدّدة، بين مبارِك لليازغي مبادرته وصراحته، وبين منزعج لإحراجه لضيف المغرب.

عباس الفاسي أنب ناشطي حزبه الذين ردّدوا أثناء إلقاء بلخادم لكلمته شعارات حول مغربية الصحراء، وقال إن قضية الصحراء مقدّسة، لكنها لا تُـحلّ بالقاعات المفتوحة، ومحمد الخليفة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ووزير الشؤون الإدارية الأسبق قال لسويس انفو، إنه كان على اليازغي “وإن كانت كلمته أخرجت إلقاء من روتينية وخُـطب ممجوجة، أن يبعث برسالة قبل إلقاء كلمته إلى بلخادم يُـبلغه فيها بأنه سيتطرّق إلى موضوع الصحراء والحدود”.

نفس الوقف يقول به مولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير التربية والفلاحة المغربي الأسبق، الذي قال لسويس انفو، إنه شعر بالإحراج الذي كان عليه الوزير الأول الجزائري، وأن ما قيل في القاعة، كان يفضّـل أن يقال في الاجتماع الصباحي، الذي اقتصر على الوفود المشاركة.

وأكد محمد اليازغي لسويس انفو أنه لم يتقصّـد أبدا إحراج بلخادم، الذي ينظر بتقدير كبير لمشاركته الشخصية في لقاء طنجة، وأن ما أراده بكلمته “الحديث بصراحة عن قضايا خِـلافية معلنة” وأن “تبدأ لقاءات مصارحة بين البلدين”، وفي الوقت نفسه، التأكيد على أن العلاقات المغربية الجزائرية “يجب أن تذهب باتِّـجاه التطبيع والتّـعاون الكامل في كل الميادين، وأن يترك للأمم المتحدة مسؤولية علاج وتسوية نزاع الصحراء”.

أجواء القلق الذي سادت القاعة تبددت بتعبير كل من بلخادم واليازغي عن مواقف بلديهما بلغة متَّـزنة وباحترام كل طرف للأخر، وإن كان ممزوجا بالعتاب وبتساؤل إن كان ما حدث بدّد آمالا كانت تلوح في الأفق أم أنه فتح آمالا ما كانت لتحضُـر، لولا ما جرى.

محمود معروف – الرباط

أكد البيان الختامي للقاء على أهمية بناء الصّرح الوحدوي المغاربي في فضاء مفتوح، يتيح حرية تنقل الأشخاص والممتلكات، ودعا إلى اعتماد مقوّمات التكامل الاقتصادي وإحداث سوق مغاربية لتحقيق التنمية وخدمة المصالح المشتركة للأقطار المغاربية.

وشدّد على توطيد العزم على بناء المغرب العربي على أسُـس قويمة لمواجهة تحدّيات الحاضر والمستقبل وتوحيد الجهود وتعبِـئة القوى، لتدارُك الفرصة الضائعة وتجاوُز المعوقات، التي عطَّـلت المسيرة الوحدوية، بما يخدم المغرب العربي على أسُـس متينة.

ويتكوّن المغرب العربي من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، التي يجمعها اتحاد منذ 1989، وبسبب توتر العلاقات المغربية الجزائرية، يعرف جمودا منذ 1995.

وشارك في اجتماعات الأحزاب المغاربية، التي نظمت بمناسبة اليوبيل الذهبي لمؤتمر طنجة، بالإضافة لحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربين، جبهة التحرير الوطني الجزائري والحزب الدستوري التونسي ومؤتمر الشعب العام الحاكم في ليبيا ولرئيس حزب العهد الوطني الديمقراطي والتنمية (الأغلبية) ورئيس حزب تكتّـل القوى الديمقراطية الوطنية الموريتاني (معارضة)، ما تحقق من مكتسبات على طريق تحقيق التنمية وتوطيد الديمقراطية في البلدان المغاربية على مدى الخمسين سنة الماضية، مؤكِّـدة تطلع شعوب المنطقة إلى المزيد من التقدّم السياسي والاقتصادي.

كما شدّد على ضرورة اعتماد رؤية مشتركة بين البلدان المغاربية لمواجهة تحدّيات العولمة وظاهرة الإرهاب وإقرار سياسة موحدة للأمن الجماعي وتمكين اتحاد المغرب العربي من موقع مؤثر في نسيج العلاقات الجهوية والقارية والدولية، والمساهمة في بناء علاقات سليمة بين ضفَّـتي المتوسّط على قاعدة الاستقرار والسلم والتكافؤ.

وتقرر تكثيف التشاور بين الأحزاب المشاركة حول كل القضايا التي تهم بناء المغرب العربي وعقد اجتماعات دورية لها بالتناوب بين الأقطار المغاربية، على أن يعقد اجتماعها المقبل في العاصمة الليبية طرابلس وتنظيم منتديات مغاربية للفعاليات النقابية والشبابية والنسائية والثقافية، وتشجيع التعاون بين الجماعات المحلية وإبرام اتفاقيات توأمة بينها وبين المؤسسات التربوية والعلمية.

وأكَّـدت الأحزاب المشاركة تضامنها المُـطلق مع النِّـضال المشروع للشعب الفلسطيني بوحدة صفّـه من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأيضا تضامنها مع الشعب العراقي لاستعادة سيادته وحق التصرف في ثرواته في ظل استقلاله الوطني ووحدته الترابية.

الرباط (رويترز) – طغى العداء بين الجارتين المغرب والجزائر على الاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاق دول المغرب للمرة الأولى على العمل من أجل اتحاد اقليمي جديد خال من القوة الاستعمارية فرنسا.

وعرقلت الكلمات الحادة بشأن اقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه اجتماع يوم الأحد 27 أبريل 2008 في طنجة في شمال المغرب وسلطت الضوء على التوتر السياسي الذي أعاق الجهود لإقامة تحالف مغربي ينافس الاتحاد الاوروبي.

وضم المغرب الصحراء الغربية في عام 1975 ودعمت الجزائر حركة البوليساريو العاملة على استقلال الصحراء عندما حملت السلاح ضد المغرب. وتوسطت الأمم المتحدة في وقف لاطلاق النار في عام 1991 ولكن وضع الصحراء الغربية لم يقرر.

وقوطع عرض الوحدة في طنجة عندما ناشد محمد اليازغي وزير الدولة زعماء المغرب بحل الجمود بشأن الصحراء الغربية بدعم عرض مغربي للحكم الذاتي المحدود للاقليم.

ورد رئيس الوزراء الجزائري عبدالغزيز بلخادم بغضب.

وقال وفقا لما ذكره مندوبون في الاجتماع الذي ضم مسؤولين من الاحزاب السياسية الحاكمة في المنطقة ان التاريخ سيظهر من المسؤول عن هذا الجمود.

وقالت صحيفة الوطن الجزائرية ان بعض المقاطعين من الحضور صاحوا ” الصحراء مغربية” ردا على ذلك.

وجاء اجتماع ابريل نيسان 1958 بقصر مارشان الملكي في المغرب بعد فترة قصيرة من استقلال تونس والمغرب وكان الهدف منه توحيد دول المغرب في جهد مشترك للتخلص من الاستعمار في المنطقة والارتقاء بمصالح مواطنيها.

ومنذ ذلك التاريخ حصلت الجزائر وموريتانيا أيضا على استقلالهما ولكن جهود تعميق التعاون في المجالات الامنية والنمو الاقتصادي والدفاع والوظائف فشلت الى حد كبير.

والمغرب لديه أقل معدل تجارة بينية عن اي منطقة في العالم. والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994 وتنتقد دول المغرب بعضها البعض على الفشل في التعاون في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة.

ونفذ متمردون مرتبطون بالقاعدة سلسلة من الهجمات الانتحارية في الجزائر المصدرة للنفط بينما شهد المغرب وموريتانيا وتونس وهي دول هادئة في العادة زيادة في نشاط المتشددين الاسلاميين.

وقال موفد مغربي رفض تحدد هويته “هذا الاجتماع يخلد عملا تاريخيا. ورد الخادم كان متوقعا ولكن زيارته هي مؤشر ايجابي. من الاهمية بمكان ان نحيي روح اجتماع طنجة الاول.”

وانتهى الاجتماع باعلان مشترك طالب فيه الموفدون “برؤية مشتركة” لمساعدة دول المغرب على مواجهة العولمة والارهاب ووضع سياسة امنية مشتركة.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 28 أبريل 2008)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية