
تحقيق للأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لسيطرة دائمة على غزة وأغلبية يهودية بالضفة

من أوليفيا لو بواديفان
جنيف (رويترز) – قالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية أبدت نية واضحة لفرض سيطرة دائمة على قطاع غزة وضمان أغلبية يهودية في الضفة الغربية المحتلة.
ويُفصل تقرير الأمم المتحدة عمليات الهدم واسعة النطاق والممنهجة التي نفذتها السلطات الإسرائيلية للبنية التحتية المدنية في غزة والمنطقة العازلة، مما أدى إلى توسيع إسرائيل سيطرتها لتشمل 75 بالمئة من قطاع غزة بحلول يوليو تموز من هذا العام.
وذكر تقرير (لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل) “تعمدت القوات الإسرائيلية أيضا تغيير الطبيعة الجغرافية لغزة من خلال إنشاء محاور عسكرية وتوسيع المنطقة الحدودية العازلة القائمة بالفعل وإنشاء ‘مناطق أمنية‘، مما أدى إلى تجزئة غزة”.
وتؤكد إسرائيل أن حربها ليست على سكان غزة، وإنما على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على القطاع وقادت هجوما على إسرائيل في 2023 أشعل فتيل هذه الحرب.
* إسرائيل: التقرير “مخطئ في كل شيء”
رفضت البعثة الإسرائيلية في جنيف النتائج الواردة في التقرير.
وذكرت البعثة الإسرائيلية “لدى حماس نية إبادة جماعية تجاه إسرائيل، التقرير مخطئ في كل شيء. لا تفوت هذه اللجنة فرصة للكشف عن شخصيتها الحقيقية وأجندتها المدفوعة سياسيا”.
وخلصت اللجنة أيضا إلى أن السياسات الإسرائيلية منذ أكتوبر تشرين الأول 2023 أظهرت نية واضحة لتهجير الفلسطينيين قسرا وتوسيع المستوطنات اليهودية وضم الضفة الغربية بأكملها.
وجاء في التقرير “أدى تزايد الهجمات العنيفة التي يشنها المستوطنون إلى تهجير قسري للمجتمعات المحلية وإلى التهويد اللاحق لمناطق في الضفة الغربية”.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على العمليات العسكرية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين والتي أسفرت عن تدمير منازل وبنية تحتية وتهجير السكان، وهي أعمال تعتبرها اللجنة غير مبررة عسكريا وترقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق إن العملية أدت إلى تقليص تهديد الجماعات الفلسطينية المسلحة.
وذكر التقرير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسماء عدة وزراء من بينهم كاتس ووزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش باعتبارهم يتحملون المسؤولية الرئيسية عما قالت اللجنة إنها جرائم دولية.
ولم يتسن الحصول على تعليق بعد منهم.
* تدمير مدروس
وجد التقرير، المقرر تقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر تشرين الأول، أن السلطات الإسرائيلية بتدميرها للبنية التحتية المدنية ونقل السكان قسرا، قد تعمدت فرض أوضاع حياة مدروسة بهدف القضاء على الفلسطينيين في غزة كليا أو جزئيا – وهو ما يعد عملا ضمنيا من أعمال الإبادة الجماعية.
وقالت نافي بيلاي رئيسة اللجنة في بيان إن الإجراءات الإسرائيلية “فاقمت شقاء الشعب الفلسطيني وحرمته من الموارد التي لا غنى عنها لبقائه، بما في ذلك القدرة على إنتاج الغذاء”.
وكانت إسرائيل، التي تواصل عمليتها البرية في مدينة غزة، قد رفضت بشدة ما وصفتها بالاتهامات المشينة التي وردت في تقرير سابق للجنة التحقيق نفسها في 16 سبتمبر أيلول بأنها ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الحرب اللاحقة في القطاع الفلسطيني أدت إلى مقتل أكثر من 65 ألفا، في حين يقول مرصد عالمي لمراقبة الجوع إن جزءا من القطاع يعاني من المجاعة.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد)