مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

من بينها جامعة زيورخ: مؤسسات تعليمية مرموقة تشكّك في التصنيفات الجامعية

طلاب في مدرجات جامعية
يتحقق العديد من الطلاب والطالبات من تصنيفات الجامعات قبل اتخاذ قرار بشأن مكان الدراسة. KEYSTONE/© KEYSTONE / GAETAN BALLY

تُعدّ التصنيفات الجامعية مؤشراً على المكان المفضّل للدراسة أو للقيام ببحوث جامعية، سواء في لندن أو برلين أو زيورخ وغيرها. فلِمَ تزعم جامعةُ زيورخ بأنّ تصنيف تايمز السنوي للتعليم العالي لا يُساوي قيمة الحبر الذي دُوّن به؟

انضمّت جامعة زيورخ، إحدى المؤسسات التعليمية المرموقة في سويسرا وعلى الساحة الدولية، إلى قائمة الجامعات العالمية الشهيرة التي لا تمنح نظم التقييم السائدة اهتماما كبيرا. وأعلمت الجامعة سويس إنفو ( SWI swissinfo.ch) بأنها “تدرس أيضا احتمال استمرار مشاركتها في التصنيفات الأخرى من عدمه”، على غرار تصنيف كيو إس للجامعات العالمية (QS)، وتصنيف شنغهاي، ويو إس نيوز آند وورد ريبورت (US News and World Report) .

وتتمثّل إحدى المعضلات التي تواجه في نفس الوقت الجامعات والطلبة الباحثين.ات عن أماكن لمواصلة تعليمهم.ن وبحوثهم.ن، في أن كل تصنيف يعتمد معايير مختلفة عن الأخرى، من حيث البحوث المنجزة، والدراسات المنشورة، وجودة التدريس، وعدد جوائز نوبل وغيرها.

وهذا ما يفسّر اختلاف ترتيب الجامعات بشكل كبير على المنصات المختلفة التي تُنظّم التصنيفات.

المزيد
Rolex Learning Center,

المزيد

ما أهمية تصنيف الجامعات؟

تم نشر هذا المحتوى على وفي حين يجادل البعض بأن هذه التصنيفات الدورية تساعد في تقييم الجودة في بيئة عالمية، تتميز بالتنافسية وبالتنوع على نحو متزايد، يقول آخرونرابط خارجي إن بإمكانهم قيادة الجامعات للتركيز على الأبحاث الصديقة للتصنيف في ميدانيْ التعليم والمسؤولية الاجتماعية. كما أشار النقاد إلى أن التصنيفات الدورية تعطي الأفضلية إلى المزايا التي تتمتع بها أفضل 200 جامعة، والعديد منها،…

طالع المزيدما أهمية تصنيف الجامعات؟

وتحذّر المنصة السويسرية لترتيب الجامعات(universityrankings.chرابط خارجي)، والتي تشرف على إدارتها كتابة الدولة للتعليم والبحث العلمي، من أن هذه التصنيفات، التي تقوم بها الشركات الإعلامية، تمنح الأولوية للمنافسة الشرسة، وإلى المناورة لتحقيق ترتيب أفضل.

شكوك عالمية بشأن التصنيفات

تقول المنصّة على موقِعها: “إنها تصنيفات تفضّل عرض نتائج واضحة في شكل جداول دورية، حيث يتنافس الفائزون.ات والخاسرون.ات مع بعضهم.ن البعض في ‘لعبة تصنيف’ دراماتيكية إلى حد ما، حتى لو كان ذلك بأسلوب تبسيطي مفرط وادعاء زائف بالتزام الدقة. وما يزيد الطين بلة هو ما تشهده هذه التصنيفات الدرامية من تقلبات”.

وليست جامعة زيورخ الجامعة الوحيدة على الإطلاق، التي أدارت ظهرها لنظام التصنيفات الراسخ، والذي زادت أهميته منذ ظهور مؤشر شنغهاي لأوّل مرة في عام 2003. ففي شهر سبتمبر من العام الماضي، انسحبت جامعة أوتريخت في هولندا أيضا من تصنيف تايمز السنوي للتعليم العالي، مشدّدة على أن الفريق القائم على هذا التصنيف “يستخدم بيانات وأساليب مشكوكًا في نزاهتها للغاية”.

وكانت هيئات اتحاد طلاب الجامعات في سويسرا قد دعت في العام الماضي، إلى مقاطعة هذه التصنيفات “المتحيّزة بطبيعتها”.

المزيد
منطقة جامعة زيورخ.

المزيد

الجامعات السويسرية تتراجع في تصنيف عالمي لعام 2024

تم نشر هذا المحتوى على يظل المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ أفضل جامعة في أوروبا القارية، وفقًا لتصنيف عالمي لهذا العام، إلّا أنّ الجامعات السويسرية بشكل عام قد تراجعت مرة أخرى.

طالع المزيدالجامعات السويسرية تتراجع في تصنيف عالمي لعام 2024

ونقلت صحيفة “تشاينا ديلي” أن جامعات نانجينغ ورينمين ولانزهو في الصين انسحبت بدورها من تصنيفات دولية في عام 2022، قائلة إنها تعتمد حصريا على معايير غربية. وفي عام 2022، كانت جامعات ييل وهارفارد وكاليفورنيا ويو سي بيركلي من بين عشرات كليات القانون والطب التي شجبت منهجية عمل تصنيف يو إس نيوز آند وورد ريبورت.

وتتنوع قائمة الشكاوى والتظلمات ضد التصنيفات المتنوعة، بدءًا من المنهجية المعيبة والطابع النخبوي، والفشل في أخذ القيم الاجتماعية للجامعات في الاعتبار، وحتى الاتهام بتلقي أموال لضمان الحصول على تريب عالٍ.

قائمة طويلة من الشكاوى

وتخصّص رابطة الجامعات الأوروبية (European University Association) قِسمًا كاملا من موقعها على الأنترنترابط خارجي لمشكلة التصنيف. حيث كتب أحد المساهمين أن الحوافز المالية لتحقيق درجة عالية “تدفع بعض المؤسسات إلى اعتماد كل الوسائل الممكنة، شرعية أو غير شرعية، من أجل ضمان ترتيب متقدم في التصنيفات”.

تقود هذه الاعتبارات جميعها إلى التساؤل عمّا يمكن عمله بشأن هذه المشكلة.

وفي ردّ على القرار الأخير لجامعة زيورخ، عبّر تصنيف تايمز السنوي للتعليم العالي عن “أسفه” لذلك القرار، معلنًا انفتاحه على مزيد من الحوار والنقاش العالمي حول التصنيفات. كما أضاف أن تقييم جامعة زيورخ لمنهجية الترتيب “يستند إلى سوء فهم أساسي” لكيفية تجميع البيانات، نافيًا منح الأولوية لكمية البحوث بدلا من جودتها.

ووفقاً لمنصة ترتيب الجامعات، ليست كل نظم التصنيف متشابهة. فإلى جانب التصنيفات ذات البعد التجاري، والتي تحتل في العادة العناوين الرئيسية في الصحافة العالمية، تقدّم بعض البلدان تقييمات أكثر موثوقية وتقوم على تجميع بياناتها الهيئات التعليمية.

وتعدّ جامعة زيورخ واحدة من ضمن حوالي 600 مؤسسة للتعليم العالي انضمت إلى “تحالف النهوض بتقييم الأبحاث”، وهي مبادرة أطلقتها منصة علوم أوروبا (Science Europe)، ورابطة الجامعات الأوروبية، ومنظمات أخرى.

ووضعت هذه المبادرة خارطة طريق للوصول إلى تقييم عادل ومنصف لعمل الباحثين.ات والجامعات “التي تلتزم بالمخرجات والممارسات والأنشطة المتنوعة التي تزيد من جودة البحث وتأثيره”.

التصنيفات ليست بهذه الأهمية

ويعتقد المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان (EPFL) أن نظام التصنيف الجامعي الحالي لا يحظى إلا بقيمة محدودة.

حيث أوضح في بيان تلقّته سويس إنفو عبر البريد الإلكتروني: “نحن نعتبر التصنيفات المختلفة التي نتبعها بمثابة ‘نظرة خارجية’ لأنشطتنا. كما يمكن أن تقدم لنا إشارة إلى بعض المعايير التي يمكن أن تساعدنا من خلال المقارنة مع بعض المؤسسات التعليمية الأخرى”.

المزيد
الجامعات السويسرية

المزيد

الجامعات السويسرية … نحو فرض حدّ أقصى لعدد الطلبة الأجانب حفاظًا على جودة التعليم

تم نشر هذا المحتوى على نظرة على التحديات التي يطرحها النمو المزدهر للجامعات السويسرية وقبول الطلبة الدوليين، والحلول الممكن للحدّ من تأثير ذلك على جودة التعليم.

طالع المزيدالجامعات السويسرية … نحو فرض حدّ أقصى لعدد الطلبة الأجانب حفاظًا على جودة التعليم

ويضيف معهد لوزان: “مع ذلك، ونظرا لكون بعض هذه التصنيفات لا تكشف بدقة عن منهجيتها، فإننا لا نولي أهمية كبيرة لاستنتاجاتها العامة. وبالتالي، فإنه ليس لهذه التصنيفات أي تأثير على استراتيجيتنا أو اختياراتنا الإدارية”.

أما جامعة زيورخ، فتنصح الطلاب والطالبات والباحثين والباحثات بالقيام بمزيد من البحث بدلا من قضاء الوقت في الانشغال بالتصنيفات عند البحث عن المؤسسة الجامعية المرغوبة لاستكمال الدراسة.

وتشرح: “نوصي جميع الطلاب والطالبات الراغبين.ات في الالتحاق بجامعة بمقارنة المقرّرات وهيكل البرامج الدراسية، وأن يبلّغ الباحثون.ات المهتمون.ات والمؤسسات الشريكة المحتملة بعضهم.ن البعض ببرامج البحوث والثقافة الأكاديمية وظروف العمل”. وبحسب الجامعة، فإن “ذلك أهمّ بكثير من أي تصنيف”.

وتؤكّد جامعة زيورخ أنها “لا تتوقع أي تأثير سلبي” على جاذبيتها للمواهب البحثية نتيجة لقرارها بوقف التعاون مع تصنيف تايمز السنوي للتعليم العالي.

تحرير: مارك ليفينغستون

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

مراجعة: مي المهدي/أم

هل نال المقال إعجابك.كِ؟ اشترك.ي في نشراتنا الإخبارية المتنوّعة للحصول على مجموعة مختارة من أفضل محتوياتنا مباشرة عبر البريد الإلكتروني. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية