
روسيا وأوكرانيا تتبادلان أكبر هجمات بالمسيّرات منذ بدء الحرب وترامب يحذر من التصعيد

شنّت روسيا وأوكرانيا عددا قياسيا من الهجمات المتبادلة بمسيّرات ليل السبت الأحد، فيما أعلن الكرملين أنه يرى “إشارات إيجابية” في موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول رغبته بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأحد بأن ترامب تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحضه على عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص عدة على اطلاع على المكالمة لم يكشفوا هوياتهم، أن ترامب ذكّر بوتين بالوجود العسكري الأميركي الكبير في أوروبا.
وقالوا إن ترامب أعرب أيضا عن اهتمامه بإجراء مزيد من المحادثات للبحث في إيجاد “حل للحرب في أوكرانيا قريبا”.
كما أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس محادثات مع ترامب الأحد، وقال كلاهما إنهما “مستعدان للعمل معا من أجل عودة السلام إلى أوروبا”، حسبما أعلنت الحكومة الألمانية.
من جهته قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد إن على روسيا أن تحاسَب على جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا وأن تدفع ثمن الدمار اللاحق بهذا البلد أيا يكن شكل اتفاق السلام المستقبلي.
ويثير انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة قلقا في أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات العسكرية الخارجية، ولا سيما الأميركية، للصمود في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ قبل نحو ثلاث سنوات.
وترامب من أشدّ منتقدي المساعدات العسكرية والمالية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وهو ما يثير خشية لدى كييف من تعرّض هذه المساعدات للخطر.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الأحد إن الولايات المتحدة ستنفق الستة مليارات دولار المتبقية المخصصة لأوكرانيا قبل تولي ترامب الرئاسة، محذرا من مخاطر إنهاء الدعم الأميركي لكييف.
وأطلِقت إنذارات جوية في مناطق عدة في أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، ليل الأحد الاثنين، وفقا لما ذكرته وسيلة الإعلام الأوكرانية Suspilne.
وهاجمت روسيا أوكرانيا بعدد “قياسي” من المسيّرات خلال ليل السبت الأحد بلغ 145، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي.
وكتب زيلينسكي على إكس “أطلقت روسيا الليلة الماضية 145 مسيّرة من طراز شاهد ومسيّرات هجومية أخرى ضد أوكرانيا”، داعيا شركاء كييف الغربيين إلى زيادة الإمدادات للمساعدة في حماية أجواء البلاد.
من جهتها، أعلنت روسيا إسقاط 34 طائرة بلا طيار في أجواء منطقة موسكو، في أكبر هجوم من نوعه يستهدف العاصمة منذ بدء الغزو مطلع عام 2022.
– “إشارات إيجابية”-
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوسائل الإعلام الرسمية الأحد “الإشارات إيجابية. قال ترامب أثناء حملته إنه ينظر إلى ذلك (النزاع في أوكرانيا) من خلال اتفاقات، وإنه يستطيع إبرام اتفاق يمكن أن يؤدي إلى السلام”.
وأضاف “على الأقل يتحدث عن السلام وليس عن المواجهة. إنه لا يتحدث عن رغبته في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وهذا ما يميزه عن الإدارة الحالية”.
لكنه حذر من استحالة توقع سلوك ترامب، مشيرا إلى أن الوقت سيثبت إذا كان فوزه يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
وتابع “يصعب القول ماذا سيحدث بعد هذا”، مشيرا إلى أن توقع تصرفات ترامب “أصعب” مما هي الحال مع هاريس وبايدن.
وبحسب بيسكوف فإنه لا يمكن أيضا توقع “إلى أي مدى سيلتزم (ترامب) التصريحات التي أدلى بها خلال الحملة الانتخابية”.
ولم يحدد ترامب كيف ينوي التوصل إلى اتفاق سلام أو الشروط التي سيقترحها.
وأكد زيلينسكي بعد انتخاب ترامب رفض كييف تقديم “تنازلات” لموسكو، معتبرا أن ذلك سيضر بأوروبا جمعاء.
وقال خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في بودابست “أوصَى البعض منكم (…) أوكرانيا بشدة، بأن تقدم +تنازلات+ لبوتين. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وبالنسبة لأوروبا برمتها”.
– هجوم “ضخم” –
أعلنت روسيا الأحد أن قواتها سيطرت على قرية جديدة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا حيث تسارع في الأسابيع الأخيرة تقدم الجيش أمام قوات أوكرانية تفتقر إلى العديد والعتاد.
وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن قواتها “حررت بلدة فولكتشنكا” الواقعة على مسافة حوالى 5 كيلومترات من مدينة كوراخوفيه الصناعية.
وفي كلمته المسائية، أشار زيلينسكي إلى الهجوم الذي حاولت أوكرانيا شنه بمسيّرات على موسكو ويعدّ الأكبر الذي استهدف العاصمة الروسية منذ بدء الحرب.
وشكر زيلينسكي قواته المسؤولة عن استخدام المسيّرات قائلا “يمكن للجميع أن يروا كيف تعمل هذه الطائرات على الخطوط الأمامية، وكذلك كيف تعمل طائراتنا البعيدة المدى في العمق الروسي. أصبحت الأهداف العسكرية الروسية في متناول جنودنا بشكل متزايد”.
وتسبب الهجوم الأوكراني بوقف الملاحة موقتا في المطارات الثلاثة للعاصمة الروسية، وأدى الى إصابة امرأة في الثانية والخمسين من عمرها وإشعال النيران في منزلين في قرية ستانوفوي بمنطقة موسكو، حسب مسؤولين روس.
وفيما تتعرض كييف لهجمات متكررة بصواريخ ومسيّرات منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022، تبقى الهجمات التي تستهدف موسكو قليلة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ما مجموعه 70 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا بين الرابعة والسابعة ت غ الأحد.
كانت السلطات الروسية أعلنت في أيار/مايو 2023 إسقاط مسيّرتين قرب الكرملين، بينما سُجّل في العام ذاته الكثير من الهجمات بمسيّرات على الحي التجاري في العاصمة.
بور/كام-شي-سام/غ ر-جص