مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تؤكد على إلغاء صفقة المدرعات إلى باكستان

مراسم استقبال وزير الدفاع السويسري سامويل شميد في مقر وزارة الدفاع الباكستانية في روالبيندي يوم الإثنين 30 أكتوبر 2006 Keystone

اختتم وزير الدفاع السويسري سامويل شميد يوم الثلاثاء 31 أكتوبر زيارة استغرقت يومين إلى باكستان، ذكر خلالها مُجددا سلطات إسلام أباد بأن صفقة شراء ناقلات الجنود المدرعة السويسرية M113 لم تعد واردة.

هذه الزيارة سمحت أيضا بالتباحث مع الجانب الباكستاني حول المشاكل الأمنية وتفقد منطقة بالاكوت التي ضربها زلزال عام 2005، والتي تساهم سويسرا في إعادة بنائها.

انتهزت السلطات الباكستانية يوم الاثنين 30 أكتوبر الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع السويسري صامويل شميد لإسلام أباد لتؤكد مُجددا اهتمامها بشراء ناقلات الجنود المدرعة M113 التي لم يعد الجيش السويسري في حاجة إليها.

وذكٌر الوزير شميد نظراءه الباكستانيين بأن هذه الصفقة قد ألغيت. فقد قررت الحكومة السويسرية في شهر مارس الماضي عدم إتمام الصفقة التي كانت تنص على بيع 736 ناقلة جنود مدرعة خفيفة من طراز M113 مقابل 40 مليون فرنك. وتم اتخاذ هذا القرار إثر اندلاع جدل واسع في سويسرا حول احترام قوانين حظر بيع المعدات الحربية لمناطق بها توترات.

وكانت السلطات الباكستانية تنوي استخدام تلك المدرعات في إطار مهام حفظ السلام التي تشارك فيها تحت راية الأمم المتحدة في العديد من البلدان الإفريقية. وتشكل الوحدات الباكستانية حاليا أكبر مجموعة ضمن تلك القوات. وقد أعلنت السلطات الباكستانية عن استعدادها للخضوع لرقابة من قبل السلطات السويسرية بهذا الشأن، مثلما جاء في بيان لوزارة الدفاع السويسرية.

محاربة الإرهاب

وحسب بيان الوزارة، تهدف زيارة السيد شميد إلى باكستان بالدرجة الأولى إلى “التعرف على السياسة الأمنية لباكستان، وقضايا السياسة الأمنية للمنطقة”. فبعد زياته للهند، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، حل وزير الدفاع السويسري ببلد أسيوي آخر ذي ثقل استراتيجي كبير.

وقد التقى السيد شميد بعد وصوله إلى إسلام أباد يوم الاثنين بالرئيس الباكستاني برويز مشرف. وكان موضوع محاربة الإرهاب ضمن جدول المحادثات. وأكد الرئيس الباكستاني بأن محاربة الإرهاب تمر أيضا عبر محاربة الفقر وتعزيز التنمية.

وتقابل الوزير السويسري أيضا مع رئيس الوزراء شوكت عزيز الذي طالب بضرورة اعتماد “مخطط مارشال” من أجل الإسهام في استقرار أفغانستان المجاورة. ويذكر أن باكستان تأوي حاليا أكثر من 3 مليون لاجئ أفغاني.

كما عرض وزير الدفاع السويسري أثناء محادثاته مع نظيره الباكستاني راوو سكندر إقبال، الإمكانيات المفتوحة أمام تكوين الضباط الباكستانيين في مركز السياسة الأمنية في جنيف.

زلزال عام 2005

على صعيد آخر، شكرت السلطات الباكستانية سويسرا على المساعدات التي قدمتها عقب الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في أكتوبر من عام 2005.

وتفقد الوزير السويسري في اليوم الثاني من زيارته لباكستان منطقة بالاكوت التي دمرها الزلزال في الجزء الباكستاني من إقليم كشمير. وعبر السيد شميد عن إعجابه بفعالية المساعدات الطارئة وجهود إعادة الإعمار التي قام بها الجيش الباكستاني والعديد من المنظمات الإنسانية بعد الكارثة.

وتساهم الكنفدرالية، عبر المساعدات الرسمية ومساعدات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، في عمليات الإغاثة الطارئة، وعمليات إعادة إعمار المنطقة المصابة، إذ تتولى الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية الإشراف على اثنين من المراكز الإثني عشر في بالاكوت التي تـُعلم السكان كيفية تشييد المباني.

وفي المجموع، تدعم برن حاليا 30 مشروعا يجري تنفيذه في باكستان، بميزانية سنوية تبلغ 14 مليون فرنك، حسب وزارة الدفاع.

زيارة في أجواء متوترة

الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع السويسري تاتي في وقت متوتر للغاية، إذ قتل يوم وصوله إلى البلاد أكثر من 80 شخصا زعمت السلطات أنهم من الأصوليين في غارة قام بها الطيران الباكستاني ضد مدرسة قرآنية في المناطق القبلية، مثلما أكد رسمي من جهاز الأمن. وتعتقد سلطات إسلام اباد أن المكان كان يستعمل كمعسكر لتدريب عناصر القاعدة.

لكن المظاهرات التي عرفتها مدينة خار التي شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص، من بينهم عناصر مسلحة من أبناء القبائل المناطق الشمالية الغربية، أدانت تلك الغارة.

وردد المتظاهرون شعارات تندد بالرئيس الأمريكي والرئيس الباكستاني وبكل أصدقاء أمريكا. كما طالب إمام في مكبر صوت بـ”ضرورة مواصلة الجهاد والثأر لدماء الشهداء”.

سويس إنفو مع الوكالات

تتجاوز مساحة باكستان 796095 كلم مربع، أي ضعف مساحة ألمانيا وسويسرا مجتمعتين.
لباكستان حدود مع الصين، وأفغانستان، وإيران، والهند، والمحيط الهندي.
أكثر من 90% من سكان باكستان الذين يناهز تعدادهم 155 مليون شخص مسلمون، وهو ما يجعله ثالث بلد إسلامي في العالم.

سيتخلى الجيش السويسري بحلول عام 2010 عن معدات حربية لن يعود في حاجة إليها، تقدر بحوالي 10 مليار دولار أمريكي، ومن بينها 1200 ناقلة جنود مدرعة خفيفة من طراز M109 وM113.

وكانت السلطات السويسرية قد رغبت العام الماضي في بيع 180 ناقلة جنود مدرعة من طراز M113 لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت تعتزم تقديمها للعراق.

ونتيجة لتشديد إجراءات تصدير المعدات الحربية، تم إلغاء الصفقات التي كان مقررا إبرامها مع الإمارات العربية المتحدة وباكستان.

وإثر ذلك، قررت الحكومة تفكيك 550 ناقلة جنود من طراز M113 وإعادة تصنيع الحديد والألمنيوم المستخرج منها في سويسرا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية