
عبّاس يشدّد أمام الأمم المتحدة على أن حماس لن يكون لها دور في الحكم

شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في كلمته عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس على وجوب ألا يكون لحركة حماس أي دور في الحكم، ودان معاداة السامية، داعيا إلى حشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين في مواجهة تهديدات إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
بعد أيام قليلة على ترؤس فرنسا والسعودية مؤتمرا خاصا لإحياء حل الدولتين واعتراف عدد من البلدان الغربية بدولة فلسطين، اضطر الرئيس الفلسطيني البالغ 89 عاما لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو، بعدما رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول.
في كلمته، تناول عبّاس الهواجس الرئيسية لإسرائيل والولايات المتحدة، وقد نأى بنفسه عن هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل شرارة الحرب الحالية في غزة.
وقال “نرفض ما فعلته حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من استهداف مدنيين إسرائيليين وأخذهم رهائن”، مضيفا “لن يكون لحماس دور في الحكم حيث يتوجب عليها وغيرها من الفصائل تسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية”.
وتابع “رغم كلّ ما عاناه شعبنا، فإننا نرفض ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر من أعمال استهدفت المدنيين الإسرائيليين، وأخذهم رهائن، لأنّ هذه الأفعال لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال”.
وشدّد عبّاس على “رفض الخلط بين التضامن مع القضية الفلسطينية ومسألة معاداة السامية التي نرفضها انطلاقا من قيمنا ومبادئنا”.
وقال “ما تقوم به إسرائيل ليس مجرّد عدوان، بل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية موثقة ومرصودة، وستسجلها كتب التاريخ وصحف الضمير العالمي كأحد أكثر فصول المأساة الإنسانية فظاعة في القرنين العشرين والحادي والعشرين”.
ودعا عباس إلى “تولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة، بدءا باللجنة الإدارية لقطاع غزة، التي يرأسها وزير في الحكومة الفلسطينية، لإدارة شؤون القطاع لفترة موقتة، والربط مع الضفة الغربية، وكل ذلك بدعم عربي ودولي لحماية المدنيين في غزة، ودعم القوات الفلسطينية تحت مظلة الأمم المتحدة، ولا يكون بديلا عنها”.
– إسرائيل ترفض قيام دولة فلسطينية –
في بيان أصدره مكتبه الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن اعتراف بلدان غربية عدة مؤخرا بدولة فلسطين “ليس ملزما لإسرائيل بأي شكل”، وأضاف “لن تكون هناك دولة فلسطينية”.
يبدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعما كبيرا لنتانياهو في رفض قيام دولة فلسطينية في حين توسّع إسرائيل نطاق هجماتها في القطاع وخارجه وصولا إلى إيران وقطر.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن ترامب وعلى الرغم من الاختلاف في الموقف حيال الاعتراف بدولة فلسطين، أعرب عن معارضته ضمّ إسرائيل للضفة الغربية، وهو ما يلوّح به وزراء إسرائيليون لنسف آفاق قيام دولة فلسطينية.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة “فرانس 24” و”راديو فرانس إنترناسيونال”، أوضح الرئيس الفرنسي “قال لي الرئيس ترامب البارحة إن موقف الأوروبيين والأميركيين هو نفسه”.
الأربعاء أيضا، قال الموفد الأميركي ستيف ويتكوف إنه يتوقع إحداث اختراق يتّصل بالحرب في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، موضحا أن ترامب عرض خطة للسلام في الشرق الأوسط وغزة مؤلفة من 21 نقطة أمام عدد من القوى الاقليمية.
وتابع “أعتقد أنها تعالج هواجس إسرائيل وكذلك هواجس كل الجيران في المنطقة”.
وأضاف ويتكوف “نحن متفائلون، ويمكنني القول إننا واثقون بأننا سنتمكن في الأيام المقبلة من إعلان اختراق ما”.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض في تصريح لوكالة فرانس برس بأن ترامب يريد “نهاية سريعة” للنزاع.
– قوة دولية –
قال ماكرون إن المقترح الأميركي يتضمن عناصر من خطة فرنسية تشمل تفكيك حركة حماس ونشر قوة دولية لإرساء الاستقرار في غزة التي دمّرتها الحرب.
تدعو وثيقة فرنسية، اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، إلى نقل تدريجي للسيطرة الأمنية في غزة إلى السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، بمجرد دخول وقف لإطلاق النار حيّز التنفيذ.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو استعداد جاكرتا للمساهمة بـ20 ألف جندي في قوّة دولية تنشر في غزة.
والسلطة الفلسطينية هي هيئة مدنية تدير، وفق اتفاقات أوسلو، مناطق في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
ويلقي نتانياهو الجمعة خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بور/غ ر-ود/ب ق