The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

في بعض أحياء دمشق .. صور نصرالله ومجالس عزاء وقلق من تصعيد إسرائيلي أوسع

afp_tickers

في ساحة الأمويين وسط دمشق، تنقل شاشة عملاقة على مدار الساعة ما يبثّه التلفزيون الرسمي: صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي قتل بغارة اسرائيلية الجمعة والى جانبها ضيوف ومحللون يتناوبون على الكلام.

على الشاشات كما في المقاهي والشوارع، يطغى الحدث على سواه، وسط ترقب لتداعيات محتملة وخشية من أن تتوسّع رقعة التصعيد الإسرائيلي لتطال الأراضي السورية التي لم تكن أساسا بمنأى عن غارات ركزت في الأيام الأخيرة على نقاط قريبة من المعابر الحدودية مع لبنان.

في أحد أزقة دمشق، يقول التاجر أيهم باردة (30 سنة) في طريقه إلى عمله “تلقّينا خبر استشهاد السيد نصر الله بصدمة كبيرة، حدث مأساوي حلّ علينا وعلى الأمة العربية”.

ويضيف “خسرنا شخصا له مكانة كبيرة، اعتدنا عليه وعلى إطلالاته”.

لطالما حظيت إطلالات نصرالله بمتابعة واسعة في سوريا، خصوصا منذ أن تدخل حزبه بشكل علني في عام 2013 في النزاع الذي عصف بالبلاد في العام 2011.

ودلالة على الارتباط الوثيق بين دمشق والحزب، بعث الرئيس بشار الأسد الأحد رسالة تعزية إلى عائلة نصر الله، قال فيها “يبقى الشهيد نصر الله في ذاكرة السوريين وفاء لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية إلى جانب سوريا في حربها ضد أدوات الصهيونية”.

وساهم تدخّل حزب الله، المدعوم من طهران، في سنوات النزاع الأولى، في ترجيح كفة الميدان لصالح دمشق على جبهات عدة. وشكّلت سوريا بدورها أحد حلفاء حزب الله، ولطالما سهّلت، وفق ما يقول خبراء، عملية نقل الأسلحة اليه من طهران.

ومع تراجع حدّة المعارك، انحصر وجود الحزب في السنوات الأخيرة في دمشق. وشكلت منطقة السيدة زينب في ضاحية العاصمة الجنوبية واحدة من أبرز مراكز تجمع أنصاره ومؤيديه.

ورفعت صور نصرالله على الجدران في شوارع المنطقة، حيث يوجد مقام السيدة زينب الذي يحظى بأهمية كبرى لدى الطائفة الشيعية وشكّل الدفاع عنه عامل استقطاب لمقاتلين قاتلوا الى جانب القوات الحكومية. 

وبثّت مآذن المقام تلاوات من القرآن الكريم عن روح نصرالله، بينما وزّع فتية ورودا بيضاء ومياه شرب مجانا على المارة، وفق ما أفاد سكان في المنطقة وكالة فرانس برس.

في أحياء أخرى في سوريا، بينها الصادق والأمين وزين العابدين، أقيمت مجالس عزاء لثلاثة أيام، استقبلت في يومها الأول الأحد، عشرات المعزّين “باستشهاد نصرالله” وفق ما نشرت هيئات دينية مناصرة للحزب في دمشق.

– “نشعر بالخوف” –

أعلنت الحكومة السورية السبت الحداد الرسمي العام لثلاثة أيام، تنكّس خلالها الأعلام على المقرات والسفارات. وقالت إن اغتيال نصرالله يشكل “عدوانا دنيئا”.

وتعرض محيط معابر حدودية عدة في الأيام الأخيرة لغارات إسرائيلية، على وقع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين واللبنانيين عبرها، هربا من التصعيد في لبنان.

وأحصت الأمم المتحدة الإثنين نحو مئة ألف شخص نزحوا من لبنان باتجاه سوريا.

وقتل خمسة جنود سوريون الجمعة، وفق وزارة الدفاع، جراء غارة اسرائيلية على موقع عسكري قرب الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي انه قصف “بنى تحتية.. يستخدمها حزب الله لنقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان”.

وأصيب سبعة مقاتلين موالين لطهران الإثنين في غارات قرب معبر جديدة يابوس الحدودي، المعبر الأكبر مع شرق لبنان.

ويقول وسام بشور (36 سنة) لفرانس برس “نشعر بالقلق … ستتأثر سوريا بكل تأكيد، لكن لدينا القدرة على تجاوز ذلك، كما تجاوزنا سابقاً أموراً أكبر”.

ويتابع الشاب الذي يعمل في مجال الدعاية والإعلانات بقوله إن هاتفه المحمول لا يفارقه منذ ثلاثة أيام “هذه جولة ضمن المعركة، خسارتنا كبيرة”.

على نافذة شرفتها في حي الصادق في دمشق، علّقت لبانة شعار (36 عاما) صورة جديدة لنصرالله على زاويتها شريط أسود.

وتقول لبانة (36 سنة) “ما قبل نصرالله ليس كما بعده، خسارتنا كبيرة ومن حقنا ان نشعر بالخوف لما ستحمله المرحلة المقبلة”.

ويبدو المشهد في دمشق مغايرا كليا لما هو عليه في مناطق خارج سيطرة الحكومة، خصوصا في إدلب (شمال غرب) حيث استبق سوريون تأكيد مقتل نصرالله بتوزيع الحلوى وإطلاق المفرقعات ابتهاجا، في مؤشر على عمق الانقسام في الموقف من حزب الله وقياداته.

ويحمل ناشطون ومعارضون سوريون حزب الله مسؤولية إخراجهم من مناطقهم، بعدما خاض مقاتلوه مواجهات شرسة ضد مقاتلي المعارضة على جبهات عدة، ما أدى الى خسارة فصائل معارضة لمعاقلها وإجلاء عشرات الآلاف الى شمال غرب البلاد.

ويقول أحمد الأسعد (34 عاما) لمصور فرانس برس في إدلب “نصرالله كان عبارة عن أداة لتهجير السوريين من أرضهم”.

وأضاف “كان السبب الرئيسي في تهجيري وتهجير أغلب هؤلاء الذين يحتفلون بمقتله”.

مون/لار/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية