The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

قمة عالمية يوم الاثنين بشأن حل الدولتين وسط تزايد الدعم لدولة فلسطينية

reuters_tickers

من جون آيرش وميشيل نيكولز

الأمم المتحدة (رويترز) – تعتزم فرنسا والسعودية استضافة قمة تضم العشرات من زعماء العالم يوم الاثنين لحشد الدعم لحل الدولتين، ومن المتوقع أن يعترف عدد منهم رسميا بدولة فلسطينية في خطوة قد تثير ردود فعل عنيفة من إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي حين أن القمة قد ترفع معنويات الفلسطينيين، فإنها من غير المتوقع أن تقود لتغيير على أرض الواقع، حيث أكدت الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.

وأخفقت جهود بُذلت على مدى عقود في تحقيق حل الدولتين وسط جولات متكررة من العنف.

وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل والولايات المتحدة ستقاطعان القمة، واصفا الحدث بأنه “سيرك”.

واعترفت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال أمس الأحد بدولة فلسطينية. ومن المتوقع أن تعترف فرنسا وخمس دول أخرى رسميا بدولة فلسطينية اليوم الاثنين.

إلا أن هذا لا يعني أن جميع القوى الأوروبية ستقوم بالأمر نفسه. وأشارت ألمانيا وإيطاليا إلى أنهما لن تتخذا على الأرجح مثل هذه الخطوة قريبا.

وزادت ألمانيا، التي تدعم إسرائيل بقوة منذ فترة طويلة بسبب مسؤوليتها عن المحرقة النازية، من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية، لكنها تصر على أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يأتي في نهاية عملية سياسية تفضي إلى اتفاق على حل الدولتين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الاثنين إن إسرائيل يجب ألا تضم المزيد من المناطق في الأراضي المحتلة.

وقالت إيطاليا إن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.

* الرد الإسرائيلي قد يشمل ضم الضفة الغربية

يقول مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تدرس احتمال الرد على ذلك بضم جزء من الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات محددة ضد باريس على مستوى العلاقات الثنائية، وذلك رغم أنه من المتوقع أن تكون الاعترافات رمزية إلى حد كبير.

وقد يأتي الضم بنتائج عكسية ويثير حفيظة دول رئيسية مثل الإمارات القوة النفطية العالمية والمركز التجاري الذي يتمتع بنفوذ دبلوماسي واسع في أنحاء الشرق الأوسط.

وتقول الإمارات، وهي الدولة العربية الأبرز التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020، إن مثل هذه الخطوة ستقوض روح الاتفاقية.

وصرحت لانا نسيبة وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اليوم الاثنين “لهذا نقولها بوضوح إن الضم خط أحمر بالنسبة لحكومتي لأنه يضرب جوهر ما كان من المفترض أن تحققه اتفاقيات إبراهيم”.

واعترفت النرويج بدولة فلسطينية بشكل مشترك مع إسبانيا وأيرلندا عام 2024. إلا أن وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي أبدى حذرا بشأن الاعترافات الأحدث.

وقال إيدي “فلسطين تمر بمنعطف حاسم، ونحن على مفترق طرق. في حين أن الدعم السياسي الدولي لحل الدولتين لم يسبق أن كان بمثل هذه القوة، فإن الوضع على الأرض أسوأ من أي وقت مضى”.

وحذرت الإدارة الأمريكية أيضا من عواقب محتملة على من يتخذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك فرنسا التي يستضيف رئيسها إيمانويل ماكرون قمة نيويورك.

وتأتي القمة، التي تسبق انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في أعقاب هجوم بري بدأته إسرائيل على مدينة غزة وهددت به منذ فترة طويلة، ووسط تضاؤل احتمالات وقف إطلاق النار بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب في القطاع بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل.

* فرنسا: الإعلان رفض لحماس

مع تكثيف إسرائيل هجومها على غزة وتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، يتزايد الشعور بحتمية التحرك الآن قبل أن تتلاشى فكرة حل الدولتين إلى الأبد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريحات تلفزيونية “القرار الذي سيقدمه رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو قرار رمزي وفوري وسياسي يظهر التزام فرنسا بحل الدولتين”.

وأضاف بارو أن الاعتراف بدولة فلسطينية ينطوي على رفض لحماس، ويطالب باستبعادها من أي دور مستقبلي في إدارة غزة.

وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر على إعلان من سبع صفحات يحدد “خطوات ملموسة ومحددة المدة ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين، مع التنديد بحماس ومطالبتها بالاستسلام وإلقاء سلاحها.

وكانت فرنسا وراء هذه الخطوة آملة في أن يعطي إعلان ماكرون في يوليو تموز نيته الاعتراف بدولة فلسطينية زخما أكبر لحركة تهيمن عليها حاليا دول أصغر لكنها أكثر انتقادا لإسرائيل.

وقال البعض إن هناك شروطا، بينما قال آخرون إن تطبيع العلاقات الدبلوماسية سيكون تدريجيا ويعتمد على مدى تقدم السلطة الفلسطينية في وعودها بالإصلاح.

وفي غزة، كان الفلسطينيون يفرون من هجمات إسرائيل على مدينة غزة يوم الأحد.

وعبر النازح الفلسطيني نبيل جابر عن شكوكه في أن يؤدي الاعتراف بدولة فلسطينية إلى تقدم ملموس، مشيرا إلى أن أيا من الدول لن تمارس ضغطا كافيا على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.

وقال “حتى لو اعترفت هذه الدول… أستراليا وكندا وفرنسا… بالتأكيد كانت ضمن سياق الدول المبادرة لهذا الاعتراف… أعتقد أنه لن يكون هناك جدية في الضغط على إسرائيل لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم”.

* حرمان الفلسطينيين من تأشيرات دخول الولايات المتحدة

في تل أبيب، قال إسرائيليون لا يزالون غاضبين من هجوم حماس في أكتوبر تشرين الأول 2023 إن الفلسطينيين رفضوا مرارا فرصا لإقامة دولتهم.

وقالت طالبة تدرس السينما تبلغ من العمر 25 عاما تدعى تمارا “عرضنا عليهم السلام نحو خمس مرات. كان بإمكانهم قبول أي من تلك المبادرات، لكنهم لم يختاروا السلام أبدا. فلماذا علينا أن نختار السلام مع من يريدون خطف شعبنا وقتله واغتصابه؟ لا أعتقد أننا بحاجة إلى ذلك”.

وتقول إسرائيل إنها لا تثق في وفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس البالغ من العمر 89 عاما بتعهداته بالإصلاح والتحديث كما هو موضح في رسالة إلى ماكرون في وقت سابق من العام الجاري.

ولن يحضر عباس وعشرات المسؤولين الفلسطينيين القمة إذ رفضت الولايات المتحدة، الحليف القوي لإسرائيل، إصدار تأشيرات لهم ومن المقرر أن يشارك من خلال اتصال عبر الفيديو.

ولن يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الرغم من مشاركته في استضافة الحدث. ووافقت الجمعية العامة يوم الجمعة بتوافق الآراء ودون تصويت على إمكانية ظهوره عبر الفيديو في اجتماع يوم الاثنين.

وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين وتسببت في انتشار المجاعة ونزوح غالبية السكان لأكثر من مرة.

(شارك في التغطية دومينيك فيدالون في باريس ومها الدهان في دبي – إعداد محمود سلامة وبدور السعودي ومروة غريب للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية