
مقتل ستة جنود لبنانيين بانفجار أسلحة داخل منشأة لحزب الله

أعلن الجيش اللبناني السبت مقتل ستة من عسكرييه جراء انفجار وقع أثناء الكشف على مخزن أسلحة في جنوب البلاد، بينما أفاد مصدر عسكري بأن الحادث وقع في منشأة تابعة لحزب الله.
وعقب سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر، عزز الجيش بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة (يونيفيل)، انتشاره في جنوب البلاد، وتسلّم مخازن أسلحة ومنشآت عسكرية عائدة للحزب، وقام بتفكيكها ومصادرة محتوياتها.
وأتى الحادث خلال أسبوع شهد تكليف الحكومة اللبنانية الجيش إعداد خطة لسحب سلاح حزب الله بحلول نهاية العام الجاري، على وقع ضغوط أميركية وفي ظل مخاوف من تنفيذ إسرائيل حملة عسكرية واسعة بعد أشهر من نزاع مدمّر تلقّى خلاله الحزب ضربات قاسية، وألحق دمارا واسعا بمناطق في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الجيش اللبناني في بيان “أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته في وادي زبقين – صور، وقع انفجار داخله، ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد ستة عسكريين وإصابة آخرين بجروح”.
وقال مصدر عسكري فضل عدم كشف هويته إن هؤلاء “قتلوا اثناء إزالة ذخائر وأعتدة غير منفجرة من مخلّفات الحرب الاخيرة، داخل منشأة عسكرية تابعة لحزب الله”.
واطلع الرئيس اللبناني جوزاف عون من قائد الجيش رودولف هيكل “على ملابسات الحادثة الأليمة”، بحسب بيان للرئاسة.
وقال رئيس الحكومة نواف سلام على إكس “بكثير من الألم يزف لبنان ابناء جيشنا الباسل الذين ارتقوا شهداء في الجنوب، وهم يؤدّون واجبهم الوطني”.
وأعرب المبعوث الأميركي توم برّاك الذي يقود مباحثات بلاده مع بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه، عن تعازي واشنطن بالعسكريين الذين “قدموا حياتهم للدفاع عن لبنان وضمان أمنه”.
وتقدم نائب حزب الله علي عمار بالتعازي من ذوي العسكريين “الذين رووا أرض الجنوب الطاهرة بدمائهم الزكية التي امتزجت مع دماء المقاومين الشرفاء”.
وتقدّم رئيس بعثة اليونيفيل ديوداتو أبانيارا بتعازيه. وقال “ستواصل قوات حفظ السلام دعم الجيش اللبناني في عمله لإعادة الاستقرار قدر المستطاع”.
– شبكة من الأنفاق –
وكانت الحكومة كلّفت الجيش الثلاثاء بأن يعدّ بحلول نهاية آب/أغسطس الحالي، خطة لنزع سلاح حزب الله، على أن تُطبق قبل نهاية السنة الحالية.
وأكد الحزب أنه سيتعامل مع قرار الحكومة “كأنه غير موجود”، متّهما إياها بارتكاب “خطيئة كبرى” تأتي في إطار “استراتيجية الاستسلام، وإسقاط صريح لمقومات سيادة لبنان”.
وفي إيران الداعمة للحزب، أكد مستشار للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي معارضة طهران تجريد الحزب من سلاحه.
وقال علي أكبر ولايتي، أحد أبرز مستشاري آية الله علي خامنئي، في مقابلة مع وكالة تسنيم إن إيران “تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك”.
ورأى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق، أنها “ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان”، مضيفا “لكنها كما فشلت سابقاً ستفشل هذه المرة أيضاً، والمقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات”.
ولقي موقف ولايتي تنديد وزارة الخارجية اللبنانية التي اعتبرت تصريحاته “تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية”.
أضافت “الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركزّ على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخّل في أمور لا تخصّها”، مؤكدة أنها “لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقا كان أم عدوا، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية”.
ونص وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني وعلى تفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة يونيفيل.
كما نص على انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان. لكن الدولة العبرية تبقي على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. وهي تواصل شنّ ضربات تستهدف عناصر من الحزب أو منشآت تابعة له، مشددة على انها لن تسمح بترميم قدراته.
وأعلن المتحدث باسم القوة الدولية المنتشرة في جنوب لبنان أندريا تيننتي الخميس أن قواته بالتنسيق مع الجيش اللبناني “اكتشفت شبكة واسعة من الأنفاق المحصّنة” قرب الناقورة في المنطقة الحدودية.
وأوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إنه تم العثور على “سبعة أنفاق محصّنة وثلاثة مخابئ ومدفعية وراجمات صواريخ، ومئات القذائف والصواريخ المتفجرة، وألغام مضادة للدبابات، وحوالى 250 عبوة ناسفة بدائية الصنع جاهزة للاستخدام”.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية أعلن في حزيران/يونيو أن الجيش فكّك منذ وقف إطلاق النار أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني.
وكانت منطقة جنوب الليطاني التي تمتد حتى الحدود مع إسرائيل، معقلا لحزب الله الذي لم يخف أنه أقام فيها منشآت ومواقع محصنة ومخازن أسلحة.
وأدرجت الحكومة قرارها الذي وصفه خصوم الحزب بأنه “تاريخي”، في إطار تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة أميركية وأنهى الحرب بين حزب الله واسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. ونصّ على حصر حمل السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية الرسمية.
ويطالب حزب الله بأن تنسحب اسرائيل من جنوب لبنان وأن توقف ضرباتها، من بين شروط أخرى، قبل نقاش مصير سلاحه داخليا ضمن استراتيجية دفاعية.
وناقشت الحكومة اللبنانية الخميس اقتراحا امريكيا يتضمن جدولًا زمنيا لنزع سلاح الحزب الذي كان قبل المواجهة مع إسرائيل، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان.
ستر-مون/كام/ح س