
وزراء أوروبيون يحثون إيران على استئناف المحادثات النووية وتجنب التصعيد

من جون أيرش
كاناناسكيس (كندا) (رويترز) – قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن وزراء خارجية أوروبيون حثوا نظيرهم الإيراني عباس عراقجي في اتصال هاتفي يوم الاثنين على العودة للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة والامتناع عن تصعيد الصراع مع إسرائيل، إذ قال وزير الخارجية الإيراني إن أولوية طهران هي مواجهة إسرائيل في الوقت الراهن.
شنت إسرائيل ما أطلقت عليها عملية “الأسد الصاعد” ضد المنشآت النووية الإيرانية في الساعات الأولى من صباح الجمعة قبل يومين فقط من استئناف المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين المحادثات للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووصفت إسرائيل العملية بأنها ضربة استباقية تهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية. ونفت إيران وجود خطط لتطوير مثل هذه الأسلحة وردت بشن ضربات على إسرائيل.
وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، طرف في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران الذي كان يهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.
وقدمت الأسبوع الماضي مشروع قرار وافق عليه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، ينص على أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي.
وقال المصدر “حث الوزراء إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن من دون شروط مسبقة”، مع دعوة إيران إلى تجنب أي تصرف متهور ضد المصالح الغربية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي قوله إنه أشار إلى جدية إيران بشأن الدبلوماسية وأكد أن “إيران لم تترك طاولة المفاوضات قط لكن تركيز طهران في هذه المرحلة ينصب، بالطبع، على مواجهة العدوان بفاعلية”.
وأفاد المصدر الدبلوماسي بأن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تحدث إلى نظيره الأمريكي ماركو روبيو قبل محادثة وزراء الدول الأوروبية الثلاث مع عراقجي. وأضاف المصدر أن الدول الثلاث نقلت رسائل منفصلة إلى إسرائيل تحثها على عدم مهاجمة السلطات الإيرانية أو بنيتها التحتية أو السكان المدنيين.
وازداد إحباط القوى الأوروبية، التي لم تكن جزءا من المفاوضات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة، من الاستراتيجية الأمريكية في المحادثات. واعتُبر اقتراح مكتوب أولي من إدارة ترامب في نهاية مايو أيار قاسيا جدا ولم يُقدم الكثير لإيران في مقابل التوصل لاتفاق.
وفي إطار قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، قال مسؤولون أوروبيون إنهم قد يحيلون إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من الصيف لزيادة الضغط عليها إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات النووية.
وسيكون هذا منفصلا عن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، المعروفة باسم آلية “سناب باك”، قبل 18 أكتوبر تشرين الأول وهو تاريخ انتهاء مدة اتفاق 2015.
والأوروبيون هم الوحيدون الذين يمكنهم إطلاق آلية “سناب باك” إذ قال دبلوماسيون إن الدول الثلاث سعت إلى تحديد موعد نهائي في نهاية أغسطس آب لإطلاقها.
لم يكن واضحا ما هي سياستهم حاليا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد إنه ينبغي أن تكون أوروبا طرفا رئيسيا في حالة استئناف المحادثات النووية بالنظر إلى درايتها بالملف النووي.
وعند سؤاله عن المحادثة الهاتفية، التي ضمت أيضا مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال مصدر على دراية بنهج التفكير الأمريكي إن واشنطن ليست قلقة للغاية، إذ من الواضح أن الولايات المتحدة تحظى بالدور الأكبر في تهدئة الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وقال المصدر “في نهاية المطاف، ستكون هناك دولة واحدة فقط في موقع القيادة لإنهاء الحرب، وهي الولايات المتحدة، بالشراكة مع إسرائيل بالطبع”.
وأضاف المصدر “إذا بادر العالم إلى التدخل وأصبح الأمر أكثر تعاونا، طالما أنه لا يقوض استراتيجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو حليفتها إسرائيل، فأنا متأكد من أنه لن تكون هناك أي مخاوف”.