مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا وألمانيا تسعيان لإبرام صفقة تضامن بخصوص الغاز

سفينة لنقل الغاز الطبيعي المُسال راسية في ميناء قطري
صورة غير مؤرخة لناقلة غاز طبيعي مُسال لدى شحنها في ميناء قطري. في الأسبوع الماضي، أعلنت ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، عن التوصل لاتفاق شراكة مع قطر، التي ستبدأ في تزويدها بالغاز الطبيعي المُسال ابتداء من عام 2024. Keystone / Str

اتفق وزيران سويسري وألماني على التفاوض بشأن اتفاقية تضامن لمساعدة بعضهما البعض في المسائل المتعلقة بإمدادات الغاز في حالات الطوارئ. وجاء هذا الإعلان على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس.

وفي أعقاب اجتماع عقدته مع روبرت هابيك، وزير الاقتصاد والمناخ الألماني في المُنتجع السويسري مساء الأحد 22 مايو الجاري، قالت سيمونيتا سوماروغا، وزيرة الطاقة السويسرية للصحفيين: “لا نعرف كم من الوقت سيستغرق وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تضامن، ولكن الاستعداد قائم لإيجاد حل عملي”. 

في الواقع، يشكل الغاز ما يقرب من 15٪ من استهلاك الطاقة النهائي في سويسرا ويُستخدم في الغالب للتدفئة والطهي. وتأتي حوالي نصف هذه الكمية من روسيا، وعبر ألمانيا بشكل أساسي. بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، كثّفت سويسرا جهودها لشراء الغاز من مصادر أخرى، وتأمين سعة تخزين إضافية وجلب واردات إضافية من الغاز الطبيعي المُسال أيضا.

وفي الأسبوع الماضي، عرضت الحكومة السويسرية تفاصيل خُططهارابط خارجي الرامية لإنشاء احتياطي شتوي من الغاز عبر التخزين بشكل رئيسي في فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا. ويتمثل الهدف في التقليل إلى أبعد حد من التأثيرات المُرتقبة في حال انقطاع إمدادات الغاز الروسي.

الغاز الطبيعي المُسال من قطر

دفع غزو أوكرانيا من قبل روسيا، أكبر مورد للغاز في أوروبا، الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء فيه مثل سويسرا إلى إعادة التفكير في سياسات الطاقة الخاصة بهم وسط مخاوف متزايدة من تعرض الإمدادات إلى صدمات تعطل سيرها. ذلك أن روسيا تزود 40٪ من غاز الاتحاد الأوروبي و27٪ من نفطه المستورد، وإلى حد الآن لم تتوصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات على موسكو بهذا الخصوص.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، عن شراكة مع قطر التي ستبدأ في تزويدها بالغاز الطبيعي المُسال في عام 2024.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: “يُمكن للشركات السويسرية أن تطلب الانضمام إلى هذه الاتفاقية”، مضيفًا أنه يجب على الدول الصديقة أن تساعد بعضها البعض في فترات التوتر.

يُشار إلى أنه توجد لدى البلدين آلية لدعم بعضهما البعض في حالة حدوث تغيرات كبيرة في أسعار الكهرباء. وقالت سوماروغا ووزير الاقتصاد غي بارمولان، الذي كان حاضرا أيضا في دافوس، إنه بإمكان سويسرا أن تقدم حلا لجارتها في حال وجود مشاكل تتعلق بالإمداد.

مأزق بين سويسرا والاتحاد

بعد اجتماعهم، قال الوزراء إنهم يريدون أيضًا تجاوز المأزق الحالي بين بروكسل وبرن بعد أن تخلت سويسرا قبل عام من الآن عن اتفاق إطاري شامل كان يُفترض أن يُؤطر العلاقات طويلة الأجل بين الطرفين. ومن المقرر أن يلتقي هابيك مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش. ووعد الوزير الألماني بتقديم “مقترحات محددة” لمنع حصول مشاكل اقتصادية كبرى.

وكان أفيد مؤخرًا أن بروكسل طلبت من برن إرسال ردود مكتوبة على سلسلة من الأسئلة المفتوحة حيث يبدو أن المحادثات الجارية بين الطرفين غير قادرة على الخروج من المأزق الحالي والتقدم بالمفاوضات بشأن كل اتفاق على حدة. وتشير المعلومات المُتاحة إلى أنه لم يتم التخطيط لعقد اجتماعات في دافوس بين أيّ مسؤول سويسري ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين لمناقشة المسائل السويسرية – الأوروبية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية