جنوب السودان يتعقب حبوبا في قضية فساد مشتبه بها
جوبا (السودان) (رويترز) – قال وزير مالية جنوب السودان انه يحاول تعقب ماقيمته مئات من ملايين الدولارات من شحنات الحبوب المفقودة في لب ما يمكن وصفها بانها قضية كبرى لسوء الادارة والفساد.
وتأتي الانباء في وقت حساس بالنسبة للمنطقة التي تعاني من سوء التنمية حيث اصدرت الامم المتحدة نداء من اجل المعونة الغذائية محذرة من ان 1.2 مليون شخص قد يواجهون جوعا شديدا هذا العام بعد انخفاض الامطار.
وستثير القضية ايضا اسئلة حول الضوابط المالية في الاقليم المنتج للنفط قبل انتخابات قومية من المقرر ان تجرى في ابريل نيسان 2010 واستفتاء حول ما اذا كان الجنوب يمكن ان ينفصل كدولة مستقلة في عام 2011.
وقال ديفيد دينج أتوربي وزير المالية ان تحقيقا توصل الى ان سلفه في الوزارة اصدر المئات من عقود الحبوب التي تصل قيمتها الى 6.2 مليار جنيه سوداني (2.7 مليار دولار) في عام 2008.
وقال اتوربي ان الاكتشاف جاء مفاجئة لان الوزير السابق لم يبلغ برلمان الجنوب بشأن حجم المشتريات المخطط لها ولان جنوب السودان ليس لديه اموال كافية ليفي بالاتفاقات.
وتبلغ الميزانية السنوية الكلية لمنطقة جنوب السودان شبه المستقلة ثلاثة مليارات جنيه سوداني فقط.
وابلغ كول اثيان وزير المالية السابق برلمان الجنوب في العام الماضي انه يقوم بتخزين الحبوب لابعاد شبح الجوع في المستقبل عن المنطقة التي تمزقها الحروب ولكنه لم يقدم تفاصيل كاملة. وتم ابعاده في تعديل وزاري في يونيو حزيران ليحل محله اتوربي.
وقال اتوربي ان نفس التحقيق توصل الى ان وزارة المالية تمكنت في نهاية المطاف من دفع 200 مليون دولار للتجار للوفاء ببعض عقود السرغوم والذرة البيضاء.
وقال انه ظهر سر جديد الان لان مسؤولي وزارة المالية لم يتمكنوا من العثور على سجلات واضحة لتجار الحبوب الذين حصلوا على المئتي مليون دولار او ما اذا كانت الحبوب قد سلمت بالمرة.
وقال انه سيتم احالة نتائج التحقيق الى لجنة اشراف في برلمان الجنوب.
وقال في مقابلة “اللجنة ستقرر ما اذا كانت حالة فساد متعمد ام انها نوايا طيبة مع سوء ادارة…يمكن ان تكون اي الامرين.”
وقال مسؤولون كبار في جنوب السودان لرويترز ان القضية يشتبه على نطاق واسع انها تنظوي على فساد وقال اتوربي ان فريقه استمع الى مثل تلك المزاعم.
وقال “تم دفع مئتي مليون دولار ولكننا لا نعرف الى اين ذهبت…هناك اشخاص تم الدفع لهم لكنهم لم يسلموا الحبوب..هذا حقيقي. وهناك اشخاص سلموا الحبوب ولكنهم لم يتم الدفع لهم ..انه أمر معقد.”
