مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل تنجح سويسرا في استعادة عضويتها في برنامجيْ “أفق أوروبا” و”إيراسموس +” العام المقبل؟

باحثون سويسريون
في الوقت الحالي، لا يستطيع الباحثات والباحثون السويسريون المشاركة في مشاريع أفق أوروبا ولا يمكنهم الوصول إلى المنح المرموقة التي يقدمها مجلس البحوث الأوروبي. © Keystone / Gaetan Bally

رحب قادة الجامعات بالأخبار التي تفيد بأن المفوضية الأوروبية تعتزم بدء محادثات استكشافية مع سويسرا بشأن برنامجي "أفق أوروبا" و"إيراسموس+". لكن التوقيت والتفاصيل النهائية لأي صفقة علمية وتعليمية مستقبلية لا تزال غير واضحة.

ما هي آخر الأخبار عن برنامجي “أفق أوروبا” و”إيراسموس+” ؟

دعت المفوضية الأوروبية سويسرا إلى محادثات استكشافية حول انضمام سويسرا إلى برامج الاتحاد الأوروبي في مجالات التعليم والبحث والابتكار (Horizon Europe، وEuratom، وDigital Europe Programme، وITER، وErasmus+)، على أمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق خلال العام المقبل. وكان قد تم استبعاد سويسرا من برنامج “أفق أوروبا” ومبادرات الاتحاد الأوروبي الأخرى في عام 2021 بعد إعلانها فشل المفاوضات حول علاقة سويسرا المستقبلية مع الاتحاد.

وفي 22 نوفمبر، غردت رابط خارجيإليانا إيفانوفا، المفوضة الأوروبية للبحث والابتكار، بأنها “سعيدة ” بتأكيد إمكانية بدء المحادثات مع سويسرا. جاء ذلك في أعقاب صدور تغريدة لنائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفتشوفيتش، قال فيها إنه تم التوصل إلى تفاهم مشترك بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا بشأن التفاوض على مجموعة واسعة من القضايا بعد 18 شهرًا من المناقشات. وأضافرابط خارجي: “هذه خطوة مرحب بها ومهمة في علاقتنا الثنائية”.

تشير بيانات المفوضية الأوروبية إلى أن محادثات التعليم والبحث والابتكار ستتقدم بالتوازي مع المفاوضات الأوسع بين سويسرا والاتحاد الأوروبي في المستقبل. ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الحكومة السويسرية في 8 نوفمبر أنها ستأخذ قراراً حول موقفها التفاوضي الشامل بحلول نهاية العام لبدء المرحلة التالية من المحادثات لتنظيم علاقتها طويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي.

المزيد
قصر البرلمان

المزيد

الحكومة السويسرية تقرر إصدار تكليف بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي

تم نشر هذا المحتوى على ترغب الحكومة السويسرية في صياغة تكليف بعملية التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، ومن وجهة نظرهاـ فإن المحادثات الاستكشافية مع بروكسل قد اختتمت.

طالع المزيدالحكومة السويسرية تقرر إصدار تكليف بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي

كيف كان رد فعل الجامعات السويسرية؟

قال مجلس إدارة المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ، الذي يشرف على المعاهد الفدرالية للتكنولوجيا المرموقة في سويسرا، إنه “يرحب ترحيبا حارا بهذا التطور الإيجابي”، داعيا إلى “انضمام سويسرا الكامل إلى برنامج أفق أوروبا في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف المجلس أن “ارتباط سويسرا بمبادرة أفق أوروبا يجب أن يظل منفصلا عن المفاوضات الأخرى بين سويسرا والاتحاد الأوروبي”.

وشددت لور أونوا، رئيسة التعاون الدولي في المؤسسة السويسرية الوطنية للعلوم (SNSF)، على هذا الجانب قائلة: “ترحّب مؤسستنا بإعلان المفوضية الأوروبية عن فتح محادثات استكشافية مع سويسرا بشأن برنامجيْ «أفق أوروبا” و”إيراسموس+” وتأمل أونوا في “أن يؤدي ذلك إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن”. ويظل الارتباط الكامل مع برنامج “أفق أوروبا” أمرًا بالغ الأهمية للمجتمع العلمي السويسري.

وفي تصريح لسويس إنفو (SWI swissinfo.ch)، قال إيف فلوكيغر، عميد جامعة جنيف، إنه يرحب بالتقدم المحرز لكنه حذر من الوقت الذي سيستغرقه ذلك، قائلا: “لقد ذكرت المفوضية الأوروبية، في إشارة إلى الانفتاح، أنها مستعدة للدخول في مناقشات مع سويسرا بشأن وصولها المستقبلي إلى برامجها البحثية والابتكارية. لكنها ذكرت بوضوح أيضًا أن المفاوضات الرسمية لن تبدأ إلا بعد اعتماد الطرفين للتفويض بذلك”.

هل سيتم توقيع صفقة الانضمام إلى “أفق أوروبا” خلال عام 2024؟

أكدت تيزيانا فانتيني، المتحدثة باسم أمانة الدولة السويسرية للتعليم والبحث والابتكار، لـ سويس إنفو أنه “من المتوقع إجراء المحادثات الاستكشافية الأولى [حول أفق أوروبا، وإيراسموس+، وغيرها] في بروكسل في نهاية نوفمبر [2023]”..

في الأثناء، أشارت لوسيانا فاكارو، رئيسة رابطة الجامعات السويسرية، لموقع (ScienceBusiness)، إن التقدم الحالي “يعطي أملاً بالتوقيع [على اتفاق الشراكة] في عام 2024”.

المزيد
علمي الاتحاد الأوروبي وسويسرا

المزيد

العلاقات بين سويسرا والإتحاد الأوروبي: ما هي الخطوة القادمة بالنسبة للبحوث العلمية؟

تم نشر هذا المحتوى على تقول الجامعات إن المركز الرفيع الذي تحتله سويسرا في مجال الأبحاث يعتمد على روابطها ببرامج التمويل الأوروبية الرئيسية.

طالع المزيدالعلاقات بين سويسرا والإتحاد الأوروبي: ما هي الخطوة القادمة بالنسبة للبحوث العلمية؟

 وتؤكد أمانة الدولة السويسرية للتعليم والبحث والابتكار (SERI) على أن مفاوضات الشراكة سوف تتطلب توكيلاً للتفاوض من الجانبين (سويسرا والاتحاد الأوروبي).

وتقول أمانة الدولة إن سويسرا قد منحت هذا التفويض بالفعل لبرنامج “أفق أوروبا” في نهاية عام 2020 ولبرنامج “إيراسموس+” في بداية عام 2021. وبمجرد توضيح أهم المعايير مع بروكسل، “يمكن إطلاق اتخاذ القرار بشأن التمويل بالتوازي مع المفاوضات الشاملة على المستوى الوطني “. في المقابل، لم يعتمد الاتحاد الأوروبي (المجلس الأوروبي) بعد التفويض المتعلّق بمحادثات الشراكة الخاصة بحزمة “أفق أوروبا” و”إيراسموس +”.

وقال فلوكيغر: “إذا تم إحراز تقدم كافٍ على المستوى السياسي، فيمكننا في أفضل الأحوال أن نأمل في أن تكون المسابقات الأوروبية لمنح مشاريع البحث والابتكار وعملية الإشراف عليها، مفتوحة مرة أخرى أمام السويسريين والسويسريات في عام 2024”. وأضاف “إذا كانت هناك فترة انتقالية، فسيتعين على سلطاتنا ضمان الحفاظ على جميع الضمانات المالية حتى انضمام سويسرا بالكامل”.

سويسرا ليس لديها الكثير من الوقت ولا يمكن للجان البرلمانية السويسرية أن تبدأ عملها إلا في يناير 2024، وبعدها ستتم مناقشة هذه القضية في البرلمان. وفي الوقت نفسه، تأمل بروكسل في اختتام المفاوضات قبل الانتخابات المقررة في يونيو عندما يتم تعيين مفوضية جديدة.

المزيد
مشهد عام لقاعة مكتبة جامعية فسيحة جدا

المزيد

الجامعات السويسرية تُسابق الزمن لعقد تحالفات جديدة

تم نشر هذا المحتوى على بعد استبعادها من برامجيْ “أفق أوروبا” لتمويل البحوث العلمية، و”إيراسموس+” لتبادل الطلاب، تشق الجامعات السويسرية لنفسها مسارًا آخر من خلال التحالفات.

طالع المزيدالجامعات السويسرية تُسابق الزمن لعقد تحالفات جديدة

لماذا تم استبعاد سويسرا من أفق أوروبا؟

في مايو 2021، بعد سبع سنوات من المفاوضات، انسحبت سويسرا من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي لتجديد العشرات من الاتفاقيات الثنائية بشأن قضايا مثل الهجرة والتجارة. ونتيجة لذلك، قررت المفوضية الأوروبية تخفيض تصنيف سويسرا إلى دولة ثالثة غير منتسبة في برنامج تمويل البحوث التابع للاتحاد الأوروبي، والذي تبلغ قيمته 95 مليار يورو (91.5 مليار فرنك سويسري) بعد ذلك بوقت قصير.

لا يستطيع الباحثون السويسريون والباحثات تنسيق مشاريع أفق أوروبا ولا يمكنهم الوصول إلى المنح المرموقة التي يقدمها مجلس البحوث الأوروبي. كما يتم استبعاد الشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة من برامج الابتكار في الاتحاد الأوروبي.

ماذا عن “إيراسموس+”؟

تم استبعاد سويسرا من برنامج إيراسموس + (التعليم والتدريب والشباب والرياضة في أوروبا) التابع للاتحاد الأوروبي منذ عام 2014. وكانت هناك آمال في انضمامها مرة أخرى للفترة 2021-2027. لكن تبخرت هذه الآمال بعد أن أوقفت سويسرا المحادثات في عام 2021.

في عام 2022، سمح الاتحاد الأوروبي للجامعات السويسريةرابط خارجي بالانضمام إلى المخطط الرئيسي الكبير الآخر للاتحاد الأوروبي، مبادرة الجامعات الأوروبية (التي تعد في الواقع جزءًا من برنامج إيراسموس +)، كشركاء مرتبطين. وباعتبارها عضوًا منتسبًا، فإن سويسرا ليست مؤهلة للحصول على أموال الاتحاد الأوروبي. وبدلاً من ذلك، يجب على الجامعات السويسرية التقدم بطلب إلى الوكالة الوطنية السويسرية (Movetiaرابط خارجي) للحصول على منح لتغطية الجزء الخاص بها. كما لا يُسمح لهم بتنسيق وقيادة أي مشاريع إيراسموس +.

ورحب أوليفييه شوب مدير الوكالة الوطنية السويسرية، بإعلان المفوضية الأوروبية الأخير.

وأوضح في حديث إلى سويس إنفو: “يبدو أن برنامج أفق أوروبا والبحث هما الأولوية، لكننا نأمل ألا يتأخر الانضمام إلى إيراسموس + كثيرًا “.

وإذا لم يكن من الممكن تسوية هذا الأمر بالتوازي “لأسباب سياسية”، فإن شوب يأمل أن يتبع الانضمام إلى برنامج إيراسموس + مباشرة بعد ذلك. وأضاف: “نحن مستعدون لأن يتم اعتمادنا كوكالة تتعاون مع إيراسموس+”.

في الوقت نفسه، يحث اتحاد الطلاب السويسريين واتحاد الطلاب الأوروبيين المسؤولين والبرلمانيين السويسريين والاتحاد الأوروبي على متابعة “محادثات جادة” نحو الانضمام المبكر إلى إيراسموس +. ويسود قلق من أن يحدث تأخر في الانضمام إلى هذا البرنامج.

“نحن نعلم أن إعادة الانضمام إلى برنامج إيراسموس+ هو جزء من “التفاهم المشترك”. وأملنا الوحيد هو أن يتم التعامل مع هذا الأمر بنفس الأولوية التي يحظى بها أفق أوروبا “، كما بيّن غازميندي نولي، الرئيس المشارك لاتحاد الجامعات السويسرية.

ويقول إنه من الأهمية بمكان أن يكون  السياسيات والسياسيون السويسريون على دراية كاملة بمميزات برنامج إيراسموس + وأن يخصصوا الأموال اللازمة لهذا الغرض.

وأضاف: “نتوقع أن يتوقف الاتحاد الأوروبي عن معاقبة الطلاب وأن يحفز سويسرا حقًا للعودة إلى برنامج إيراسموس + لأنني أعتقد أنه من مصلحة كلا الطرفين أن يتمكن الجيل القادم من التلاقي والتعاون”.

المزيد

ترجمة: مي المهدي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية