
إيطاليا وإسبانيا تنشران سفنا حربية لمساعدة أسطول الصمود المتجه لغزة

من ألفيس أرميليني
روما (رويترز) – نشرت إيطاليا وإسبانيا سفنا عسكرية لمساعدة أسطول الصمود الدولي الذي تعرض لهجوم بطائرات مسيرة أثناء محاولته إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر مع إسرائيل، التي تعارض بشدة هذه المبادرة.
ويضم (أسطول الصمود العالمي) حوالي 50 قاربا مدنيا، ويسعى لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. ويشارك فيه الكثير من المحامين والناشطين ومنهم الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا تونبري.
وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو يوم الخميس إن بلاده أرسلت سفينة واحدة وأن أخرى في طريقها لتقديم المساعدة للإيطاليين الموجودين في الأسطول. وحث النشطاء على التخلي عن خطط كسر الحصار عن القطاع الفلسطيني.
وقال أمام مجلس الشيوخ بشأن قرار إرسال السفينتين “إنه ليس عملا حربيا، وليس استفزازا إنه عمل إنساني، وهو واجب على الدولة تجاه مواطنيها”.
* الأسطول يرفض إنزال المساعدات في قبرص
اقترحت إيطاليا تسوية تقضي بإنزال المساعدات في قبرص وتسليمها إلى البطريركية اللاتينية في القدس التابعة للكنيسة الكاثوليكية، والتي ستقوم بدورها بتوزيعها في غزة. وصرحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بأن إسرائيل أيدت الفكرة.
ومع ذلك، رفض الوفد الإيطالي هذا الاقتراح نيابة عن الأسطول يوم الخميس.
وقالت المجموعة الإيطالية في بيان “مهمتنا لا تزال متمسكة بهدفها الأصلي المتمثل في كسر الحصار الإسرائيلي غير الشرعي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين”.
وقالت البطريركية اللاتينية في القدس إنها لن تعلق على التقارير التي تفيد بأنها تجري مناقشات بشأن الأسطول.
وأرسلت إيطاليا أول فرقاطة يوم الأربعاء، بعد ساعات من إعلان أسطول الصمود استهدافه بطائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقا مسببا للحكة على السفن أثناء إبحارها في المياه الدولية على بعد 30 ميلا بحريا (56 كيلومترا) من جزيرة جافدوس اليونانية.
ولم يُصب أحد بأذى، لكن السفن لحقت بها بعض الأضرار.
وأرسلت إسبانيا سفينة حربية عسكرية لمساعدة الأسطول، لتنضم بذلك إلى إيطاليا في خطوة غير مسبوقة من حكومات أوروبية.
وأحبط الجيش الإسرائيلي محاولات سابقة لناشطين لكسر الحصار البحري على غزة بالقوة.
*إسرائيل تسأل: : مساعدة أم استفزازا؟
في عام 2010، قتل 10 نشطاء أتراك على يد قوات خاصة إسرائيلية داهمت السفينة مرمرة التي كانت تقود أسطول مساعدات متجها إلى غزة.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وهي حليفة قديمة لإسرائيل، يوم الأربعاء أنه لا يتوقع من البحرية الإيطالية استخدام القوة العسكرية وانتقدت مبادرة الأسطول ووصفتها بأنها “غير مبررة وخطيرة وغير مسؤولة”.
وحمل أسطول الصمود إسرائيل مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة.
ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية مباشرة على هذا الاتهام، لكنها دعت الأسطول إلى إنزال المساعدات الإنسانية في أي ميناء في دولة قريبة من إسرائيل، تاركة الأمر للسلطات الإسرائيلية لنقلها إلى غزة، وإلا ستواجه عواقب.
وقالت الوزارة على إكس “لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق حصار بحري قانوني.. هل يتعلق الأمر بالمساعدات أم بالاستفزاز؟”.
* الإبحار ببطء
ذكر أسطول الصمود في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس أن سفنه تبحر ببطء في المياه الإقليمية اليونانية، مضيفا أنها تعرضت “لنشاط متوسط من طائرات مسيرة” خلال الليل، وأنها في طريقها للمياه الدولية “في وقت لاحق من اليوم”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة منذ قرابة عامين عقب هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل، والتي تقول إحصاءات إسرائيلية إنها أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني. وأدت الحرب إلى انتشار المجاعة وتدمير معظم المباني بالقطاع، ونزوح معظم سكانه عدة مرات.
(إعداد شيرين عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)