امبراطور اليابان يحتفل بعيد ميلاده الثالث والثمانين في اوج جدل حول تنازله عن العرش

امبراطور اليابان اكيهيتو وزوجته الامبراطورة ميشيكا يظهران على شرفة القصر الامبراطوري في طوكيو 23 ديسمبر 2016 afp_tickers

يحتفل امبراطور اليابان اكيهيتو الجمعة بعيد ميلاده الثالث والثمانين في مناسبة تجمع من اجلها حشد هائل في باحة القصر الامبراطوري بينما تشهد البلاد جدلا حول مسألة السماح له بالتنازل عن العرش ام لا.

وظهر الامبراطور الذي ارغمته اصابته بحمى في الايام الاخيرة على الغاء عدد من المواعيد، على شرفة مغطاة بالزجاج لاحد مباني القصر مع بعض افراد عائلته بينهم ولي العهد ناروهيتو، بينما كان آلاف اليابانيين من جميع الاعمار يهتفون “بانزاي” (عشرة آلاف سنة او العمر المديد).

واشادت سيدة في السبعين من العمر من سكان طوكيو لوكالة فرانس برس، بالامبراطور اكيهيتو. وقالت “اتوجه الى هنا كل سنة منذ تتويجه، بمناسبة عيد ميلاده وعيد رأس السنة”.

ويكن اليابانيون احتراما كبيرا لاكيهيتو والامبراطورة ميشيكو اللذين دشنا في 1989 عهدا شعاره “استكمال السلام” يتسم بالسلم والانسانية والتواضع. وفي الرسالة التي ينشرها في عيد ميلاده يتحدث خصوصا عن الآخرين.

لكن الامبراطور يخشى الا يتمكن من مواصلة لعب دور “رمز الامة” بشكل كامل بسبب تقدمه في السن. وكان قد صرح في كلمة بثها التلفزيون في آب/اغسطس “لحسن الحظ انا في صحة جيدة اليوم، لكنني ارى شكلي يتراجع تدريجيا واشعر بالقلق من صعوبة اداء مهامي”.

ولم يتحدث بشكل مباشر عن تنازل عن العرش لكن تصريحاته عكست رغبته في ذلك.

وقال اكيهيتو الجمعة “اشكر كل الذين اهتموا بتصريحاتي ويفكرون فيها بوجهات نظر مختلفة”.

– خبراء منقسمون –

بموجب القانون الذي يحكم البيت الامبراطوري، لا يمكن للامبراطور التخلي عن مهامه وهو على قيد الحياة.

وتقضي هذه النصوص بانه يمكن اعفاؤه من مهامه (التوقيع بالاحرف الاولى على بعض الوثائق واستقبال السفراء ورؤساء الدول ومراسم عدة وزيارات داخل اليابان ووخارجها)في حال اصابته بالمرض او العجز العقلي، لكن شروط نظام الحكم هذا صارمة جدا.

وقد اكد اكيهيتو ضمنا ان هذا الاجراء لا يناسبه لانه سيبقى بذلك امبراطورا بالاسم وهذا يعني انه يتحمل المسؤولية الرمزية نفسها حيال الشعب.

كما قال انه يخشى من عواقب ثقل مراسم الحداد عندما يموت الامبراطور، على اقربائه.

ولحسم القضية، عين رئيس الحكومة شينزو آبي لجنة للتفكير في “تخفيف الاعباء العامة للامبراطور وقضايا اخرى”.

والامر المستغرب انه اختار شخصيات غير متخصصة في هذه القضايا يعتبرون مقربين، للاستماع لخبراء وصياغة تقرير مع توصيات حول افضل اجراء.

ويفترض ان تصدر هذه اللجنة نتائج عملها مطلع 2017.

– على طريق قانون استثناء –

تشير استطلاعات الرأي الى ان تسعين بالمئة من السكان وكذلك معظم الجامعيين وغيرهم يرون انه يجب السماح للامبراطور بالتنازل عن العرش. لكن الجدل الذي يؤدي الى انقسام كبير يتعلق خصوصا بالاسلوب.

والسؤال المطروح هو هل يجري تعديل لكل القانون المتعلق بالاسرة الامبراطورية ام تتم صياغة قانون خاص يمنح الامبراطور الحالي وحده حقل نقل لقبه ووظائفه وهو على قيد الحياة، الى ابنه الاكبر ناروهيتو؟

ويبدو ان اللجنة تفضل الخيار الثاني على الرغم من العديد من الآراء المعارضة.

وقال سوتا كيمورا الخبير في الدستور اليابان ةاسلاتاذ في جامعة طوكيو ان “الدستور ينص على ان الخلافة على العرش يحكمها القانون حول البيت الامبراطوري وليس قانون خاص”.

لكن المحافظين يخشون ان يؤدي اصلاح هذا القانون الى اطلاق كل الشرور حول مسألة اعتلاء نساء العرش، المحظور حاليا.

وقال كيمورا ان اصدار قانون استثنائي يمكن ان “يشكل سابقة قد تسمح لاي حكومة لا يعجبها الامبراطور باجباره على الرحيل لذلك اكد كثيرون انه يجب تجنب هذا الاجراء”.