
قمة عالمية الاثنين بشأن حل الدولتين وسط تزايد الدعم لدولة فلسطينية

من جون آيرش وميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) – من المتوقع أن يعترف عدد من قادة دول العالم رسميا بدولة فلسطينية يوم الاثنين في قمة تعقدها فرنسا والسعودية، في خطوة تقول إسرائيل إنها ستقوض احتمالات إنهاء حرب غزة سلميا.
ورغم أن القمة، التي ستعقد في نيويورك، قد ترفع معنويات الفلسطينيين، من غير المتوقع أن تقود لتغيير على أرض الواقع، حيث أكدت الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
ويعد حل الدولتين حجر أساس عملية السلام التي تدعمها الولايات المتحدة وكانت قد انطلقت بموجب اتفاقيات أوسلو في عام 1993. وتعرضت العملية لمقاومة شديدة من الجانبين وكادت أن تنهار.
* مندوب إسرائيلي يصف القمة بأنها “سيرك”
قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل والولايات المتحدة ستقاطعان القمة، واصفا الحدث بأنه “سيرك”.
واعترفت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال أمس الأحد بدولة فلسطينية. ومن المتوقع أن تعترف فرنسا وخمس دول أخرى رسميا بدولة فلسطينية يوم الاثنين.
إلا أن هذا لا يعني أن جميع القوى الأوروبية ستقوم بالأمر نفسه. وأشارت ألمانيا وإيطاليا إلى أنهما لن تتخذا على الأرجح مثل هذه الخطوة قريبا.
وزادت ألمانيا، التي تدعم إسرائيل بقوة منذ فترة طويلة بسبب مسؤوليتها عن المحرقة النازية، من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية، لكنها تصر على أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يأتي في نهاية عملية سياسية تفضي إلى اتفاق على حل الدولتين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الاثنين إن إسرائيل يجب ألا تضم المزيد من المناطق في الأراضي المحتلة.
وذكرت إيطاليا أن مثل هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.
وقال الكرملين يوم الاثنين إن روسيا لا تزال تعتقد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحفيين “لا يزال هذا نهجنا، ونعتقد أنه السبيل الوحيد الممكن لإيجاد حل لهذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة والمعقد للغاية، والذي يمر الآن ربما بأكثر المراحل خطورة ومأساوية في تاريخه”.
* الرد الإسرائيلي قد يشمل ضم الضفة الغربية
أصبحت إسرائيل معزولة وتعرضت لإدانات دولية بسبب سلوكها العسكري في غزة الذي تقول السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات عديدة لإنهاء الحملة العسكرية قبل القضاء على حماس. وقال إنه لن يعترف بدولة فلسطينية.
وذكر في بيان يوم الأحد أنه سيعلن رد إسرائيل عند عودته من الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تدرس احتمال الرد على ذلك بضم جزء من الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات محددة ضد باريس على مستوى العلاقات الثنائية، وذلك رغم أنه من المتوقع أن تكون الاعترافات رمزية إلى حد كبير.
وقد يأتي الضم بنتائج عكسية ويثير حفيظة دول رئيسية مثل الإمارات القوة النفطية العالمية والمركز التجاري الذي يتمتع بنفوذ دبلوماسي واسع في أنحاء الشرق الأوسط.
وتقول الإمارات، وهي الدولة العربية الأبرز التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020، إن مثل هذه الخطوة ستقوض روح الاتفاقية.
وحذرت الإدارة الأمريكية أيضا من عواقب محتملة على من يتخذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك فرنسا التي يستضيف رئيسها إيمانويل ماكرون قمة نيويورك.
وتأتي القمة، التي تسبق انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في أعقاب هجوم بري بدأته إسرائيل على مدينة غزة وهددت به منذ فترة طويلة، ووسط تضاؤل احتمالات وقف إطلاق النار بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب في القطاع بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل.
* فرنسا: الإعلان رفض لحماس
مع تكثيف إسرائيل هجومها على غزة وتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، يتزايد الشعور بحتمية التحرك الآن قبل أن تتلاشى فكرة حل الدولتين إلى الأبد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريحات تلفزيونية “القرار الذي سيقدمه رئيس الجمهورية بعد ظهر يوم الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو قرار رمزي وفوري وسياسي يظهر التزام فرنسا بحل الدولتين”.
وأضاف بارو أن الاعتراف بدولة فلسطينية ينطوي على رفض لحماس، ويطالب باستبعادها من أي دور مستقبلي في إدارة غزة.
وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر على إعلان من سبع صفحات يحدد “خطوات ملموسة ومحددة المدة ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين، مع التنديد بحماس ومطالبتها بالاستسلام وإلقاء سلاحها.
وكانت فرنسا وراء هذه الخطوة آملة في أن يعطي إعلان ماكرون في يوليو تموز نيته الاعتراف بدولة فلسطينية زخما أكبر لحركة تهيمن عليها حاليا دول أصغر لكنها أكثر انتقادا لإسرائيل.
وفي غزة، كان الفلسطينيون يفرون من هجمات إسرائيل على مدينة غزة يوم الأحد.
وعبر النازح الفلسطيني نبيل جابر عن شكوكه في أن يؤدي الاعتراف بدولة فلسطينية إلى تقدم ملموس، مشيرا إلى أن أيا من الدول لن تمارس ضغطا كافيا على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.
وقال “حتى لو اعترفت هذه الدول… أستراليا وكندا وفرنسا… بالتأكيد كانت ضمن سياق الدول المبادرة لهذا الاعتراف… أعتقد أنه لن يكون هناك جدية في الضغط على إسرائيل لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم”.
في تل أبيب، قال إسرائيليون لا يزالون غاضبين من هجوم حماس في أكتوبر تشرين الأول 2023 إن الفلسطينيين رفضوا مرارا فرصا لإقامة دولتهم.
وقالت طالبة تدرس السينما تبلغ من العمر 25 عاما تدعى تمارا “عرضنا عليهم السلام نحو خمس مرات. كان بإمكانهم قبول أي من تلك المبادرات، لكنهم لم يختاروا السلام أبدا. فلماذا علينا أن نختار السلام مع من يريدون خطف شعبنا وقتله واغتصابه؟ لا أعتقد أننا بحاجة إلى ذلك”.
(شارك في التغطية دومينيك فيدالون في باريس ومها الدهان في دبي – إعداد محمود سلامة وبدور السعودي ومروة غريب ونهى زكريا للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)