The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مساع محلية لتطوير قطاع الجلد النيجيري المرغوب جدا من الماركات العالمية

afp_tickers

يُصدَّر القسم الأكبر من الجلود النيجيرية، وغالبا ما تكون شبه مُعالَجة، إلى أوروبا وآسيا، حيث تُستخدم في تصنيع المنتجات الفاخرة لماركات أجنبية. لكن في لاغوس، تنكب إيزي أومييي على تصنيع قطع فاخرة في محاولة لإعادة إحياء المهارات الحرفية النيجيرية.

داخل شقتها، خصصت أومييي زاوية تعرض فيها حقائب يد ومحافظ وأحذية جلدية فوق رفوف، بأسعار تصل إلى 1500 دولار للقطعة الواحدة.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول المصممة البالغة 56 عاما والتي أخذت على عاتقها مهمة تسليط الضوء على الحرف اليدوية المُصنّعة في نيجيريا، إنّ “الجلد جزء من تراثنا. لا أستطيع أن أقف مكتوفة اليدين بينما ينال آخرون كل التقدير على عمل بدأناه هنا”.

وتضيف “بصفتي نيجيرية، أرغب في أن تظهر الماركات الأجنبية على سلعها عبارات تشير إلى أنّ المنشأ هو نيجيريا وأنها صُنّعت في إيطاليا أو في فرنسا”.

وبحسب المجلس النيجيري للترويج للصادرات، تصدّر نيجيريا 90% من إنتاجها من الجلود، بشكل رئيسي نحو إيطاليا وإسبانيا، اللتين تمثلان أكثر من 71% من إجمالي حجم الصادرات.

يوضح أولووليه أويكونلي، وهو باحث في المعهد النيجيري لتقنيات الجلد وعلومه في سامارو في ولاية كادونا شمال البلاد، أن هذه الصادرات تدرّ “نحو 600 مليون دولار سنويا”.

– كانو مهد المدابغ – 

تتزود الماركات الفاخرة الكبرى بالجلود من ولاية كانو شمال نيجيريا، عبر وسطاء يعملون كحلقة وصل بينها وبين المدابغ. تضم المنطقة 11 مدبغة، من بينها مدبغة “زتانيري” التي تعمل منذ عام 2010.

تتلقى هذه المدبغة يوميا عشرات الجلود الطازجة من الماعز والأغنام والحملان من نيجيريا والدول المجاورة. يتم فرزها ومعالجتها في تسعة أيام.

يقول صاحب الشركة عباس حسن زين (47 عاما) لوكالة فرانس برس “نستلم المواد الخام ونحوّلها من الصفر إلى جلود شبه مصنعة، وهو ما يمثل 80% من العملية الكاملة”.

ثم ينقل الوسطاء الجلود إلى أوروبا، حيث يتم تشكيلها وبيعها إلى ماركات فاخرة مثل “غوتشي، وفيراغامو، وبرادا، ولوي فويتون، وكلها علامات تجارية مرموقة”، وفق زين.

في المدابغ، ينشغل العمال المعتادون على الضجيج المتواصل والهواء المشبع بالروائح النفاذة والحرارة الخانقة، على الآلات التي تغسل الجلود وتعالجها وتصبغها.

لا تقبل المدابغ الحديثة مثل “زتانيري” المجهزة بالآلات اللازمة لإجراء مختلف مراحل معالجة الجلود، إلا الطلبات الكبيرة، المدفوعة بالدولار أو اليورو، مما يحدّ من إمكان حصول المصممين المحليين على الجلود النيجيرية.

يلجأ عدد كبير منهم إلى مدبغة ماجيما التقليدية التي تأسست عام 1932 في وسط كانو، والتي تعتمد العمل اليدوي.

هناك، تعمل عشرات المدابغ على تنظيف الجلود وصبغها على أرضية ترابية، محاطة بالنفايات البلاستيكية.

ينقع العمال الجلود في أحواض مملوءة بالماء والمواد الكيميائية، ويزيلون أي شعر متبق بدقة.

يقول مدير إحدى المدابغ مصطفى عمر (52 عاما) وهو يقف أمام جلود ماعز معلقة بخيوط وستُصبغ باللونين الأحمر والأصفر في اليوم التالي “يأتي زبائننا من الشمال والجنوب، ونصدّر أيضا إلى الدول المجاورة مثل النيجر والكاميرون وتشاد وكوتونو (بنين)، بالإضافة إلى أوروبا”.

– تنظيم قطاع الجلود – 

في العام 2017، أطلقت مؤسِسة ماركة “فيمي هاندباغز” النيجيرية فيمي أوليبي، معرض لاغوس للجلود، وهو حدث سنوي يجمع نحو مئة متخصص في صناعة الجلود في لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا.

وتقول لوكالة فرانس برس “كان ينقصنا منصة مخصصة للمصممين، والمنتجات، ومورّدي الجلود، تُظهر أن النيجيريين، بإمكاناتهم الخاصة، قادرون على ابتكار منتجات تستحق أن تُشترى”.

تتزايد المبادرات العامة والخاصة بهدف تنظيم قطاع الجلود في البلد الإفريقي ذي  معدّل السكان الأعلى في القارة.

في كانو، “تظهر ماركات من الهند والصين وأوروبا ليس بالضرورة من قطاع المنتجات الفاخرة، اهتماما كبيرا بالإنتاج هنا”، على قول تيجاني سولي غارو، المدير الإداري لشركة “جي بي تانيري” العائلية التي تعود لثلاثة أجيال.

في آب/أغسطس، افتتحت ولاية لاغوس مصنعا في منطقة موشين مخصصا لتصنيع سلع جلدية وتوفير عشرة آلاف فرصة عمل، بالقرب من أحد أكبر أسواق الجلود في البلاد.

يقول فيمي أولييبي “ثمة حاجة إلى آلات أفضل، وتعزيز إتاحة الجلود النيجيرية ذات الجودة العالية، ونحتاج قبل كل شيء إلى تدريبات أفضل لتحسين القدرة على المنافسة أمام عمالقة الصناعة خصوصا في قطاع السلع الفاخرة”.

يرى ديفيد لاوال (26 سنة)، وهو مدير تسويق في ماركة “مورين.أو” للمنتجات الجلدية، أن الأمر يتجاوز الجانب التجاري ليتمحور على تعزيز الهوية.

ويشير إلى أنّ عددا كبيرا من الزبائن يبحثون عن “تعبير خالد عن التراث”، من خلال المنتجات الجلدية المصنوعة في نيجيريا بأيادي نيجيريين.

كس/رك/ب ح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية