مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العاهل السعودي يدين “الارهاب” في افتتاح قمة دول مجلس التعاون

وزراء خارجية دول الخليج يشاركون في لقاء قمة في الرياض الاربعاء afp_tickers

دان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء “الارهاب” واعرب عن تأييده لحلول سياسية في اليمن وسوريا، في افتتاح القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي التي تأتي في مرحلة تعتبر من الاكثر دقة بالنسبة لدول المنطقة.

وقال الملك سلمان في افتتاح القمة الـ 36 بقصر الدرعية في الرياض “على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره”.

اضاف “لقد بذلت المملكة الكثير في سبيل ذلك، وستستمر في جهودها بالتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الشأن، مؤكدين ان الإرهاب لا دين له”.

وتشارك السعودية في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وتبنى تفجيرات في دول عدة منها السعودية، اضافة الى اعتداء دام في باريس الشهر الماضي.

وانتقد سياسيون في دول غربية السعودية اثر اعتداءات باريس، متهمين اياها وقطر بالترويج للتطرف الاسلامي وتمويل الجماعات الدينية.

وفي جلسة الافتتاح، اعتبر امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان الارهاب اصبح “من اخطر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر وتهدد الامن والسلام الدوليين”.

ورأى ان “العمليات الإجرامية التي استهدفت بلدانا عديدة تقدم الدليل تلو الدليل على أن هذه الآفة المقيتة عابرة للحدود، وأن خطرها محدق بكل الشعوب والأقطار دون أي تمييز”.

وعلى صعيد النزاع في سوريا واليمن، اكد الملك سلمان ان بلاده التي تستضيف حاليا مؤتمرا للمعارضة السورية، تدعم “ايجاد حل سياسي يضمن وحدة الاراضي السورية”.

وفي اليمن حيث تقود السعودية منذ آذار/مارس تحالفا عربيا يدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم، اكد العاهل السعودي “دعم الحل السياسي”.

وقال “بالنسبة لليمن فإن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السياسي، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية”.

– “تكاتف” لمواجهة التحديات –

واكد العاهل السعودي ان “منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم”.

ويرى محللون ان القمة تأتي في مرحلة بالغة الدقة سياسيا واقتصاديا لدول الخليج، اذ اضافة الى النزاعات في دول عدة في المنطقة، تواجه دول مجلس التعاون التراجع المتواصل في اسعار النفط، المورد الاساسي لايراداتها.

ويقول الباحث اليمني الزائر في مركز كارنيغي الشرق الاوسط فارع المسلمي “تأتي هذه القمة بينما يشهد الخليج واحدة من سنواته الاكثر دقة”.

ويرى وجود “تباين داخلي” بين دول مجلس التعاون، السعودية والامارات والبحرين والكويت وقطر وعمان، في ظل التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجهها.

ومن التحديات الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وايران التي تجمعها علاقة خصومة وتباين مع عدد من الدول الخليجية. وسيرفع الاتفاق عن كاهل الجمهورية الاسلامية وطأة عقوبات اقتصادية دولية مفروضة عليها منذ اعوام، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وتنظر دول خليجية ابرزها السعودية، بعين الريبة الى تنامي نفوذ ايران في الشرق الاوسط والخليج، لا سيما في اليمن حيث تدعم الرياض الرئيس هادي مقابل تأييد ايران للحوثيين، وفي سوريا حيث تدعم الرياض المعارضة مقابل دعم طهران للنظام.

ويرى نيل بارتريك، مؤلف كتاب عن السياسة الخارجية السعودية يصدر الشهر المقبل، ان “التحدي الاساسي الذي يواجه قمة دول مجلس التعاون الخليجي، كالعادة، هو ضمان جبهة موحدة حيال التحديات الاستراتيجية الاساسية في المنطقة”.

– “دعم عام” للمعارضة السورية –

وتريد السعودية من مؤتمر المعارضة السورية المتزامن مع القمة الخليجية، توحيد صفوفها حول رؤية مشتركة حيال الحل السياسي قبل مفاوضات محتملة مع نظام الرئيس الاسد.

وكانت دول كبرى بينها الولايات المتحدة والسعودية وروسيا وايران اتفقت في فيينا الشهر الماضي على خطوات لانهاء النزاع الذي اودى باكثر من 250 الف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. كما تأمل هذه الدول في عقد مباحثات بين النظام والمعارضة بحلول الاول من كانون الثاني/يناير.

وشهدت الاعوام السابقة تجاذبات وصراعات على النفوذ بين دول خليجية داعمة للمعارضة، لا سيما قطر والسعودية، للاستئثار بولاء هذه المعارضة. ويرى بارتريك ان ما يمكن ان يخرج به مؤتمر القمة في موضوع النزاع السوري هو “دعم عام” للمعارضة.

وترى الباحثة في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في “شاتام هاوس” جاين كينينمونت ان صراع النفوذ بين دول الخليج اضعف قدرتها على العمل الجماعي لمواجهة الازمات الاقليمية.

وتضيف “انها في حاجة الى خطاب مشترك اكثر وضوحا تجاه تهديدات اقليمية محورية”، مشيرة الى ان التعاون بين الدول الست تركز خلال الاعوام الماضية على الشؤون الاستخباراتية والامنية، بدلا من تحقيق اندماج اكبر في ما بينها.

على المستوى الاقتصادي، تواجه الدول الخليجية التي تعتمد بشكل اساسي على مداخيل تصدير النفط، الانخفاض الكبير الذي يطاول اسعاره منذ العام الماضي.

وخسر برميل النفط اكثر من خمسين بالمئة من سعره منذ حزيران/يونيو 2014. وسجلت اسعاره الثلاثاء اكبر انخفاض لها منذ سبع سنوات بسبب تخمة العرض وضعف الطلب.

وبدأت دول خليجية باعتماد اجراءات تقشف محدودة في ظل انخفاض اسعار النفط، مع توقع صندوق النقد الدولي انخفاض عائدات هذه الدول بنحو 275 مليار دولار هذه السنة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية