The Swiss voice in the world since 1935

أستراليا تتراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل

المدينة القديمة في القدس في 7 كانون الاول/ديسمبر 2018. afp_tickers

أعلنت أستراليا الثلاثاء سحب اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في قرار سارعت الدولة العبرية للتنديد به بينما رحّبت به السلطة الفلسطينية.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إنّ وضع المدينة المقدّسة يجب أن يتقرّر من خلال محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في تراجع عن قرار مثير للجدل اتّخذته الحكومة المحافظة السابقة.

وفي 2018 حذت الحكومة الأسترالية المحافظة السابقة بقيادة سكوت موريسون حذو الرئيس الأميركي حينذاك دونالد ترامب باعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

وأثار القرار يومها انتقادات داخلية واسعة النطاق في أستراليا وغضباً في إندونيسيا المجاورة، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، ما أدّى إلى تأخير إقرار اتّفاق للتجارة الحرّة بين البلدين.

وقالت وونغ “أعلم أنّ هذا (القرار) تسبّب في نزاعات وأزمات في جزء من المجتمع الأسترالي. اليوم، تسعى الحكومة لحلّ هذا الأمر”.

وتابعت “لن ندعم نهجاً يقوّض” حلّ الدولتين، مضيفة أنّ “سفارة أستراليا كانت دائماً، ولا تزال، في تل أبيب”.

وندّد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بالخطوة التي تأتي في وقت يستعدّ فيه لخوض الانتخابات العامة في 1 تشرين الثاني/يناير.

وقال “لا يمكننا إلا أن نأمل بأن تتعامل الحكومة الأسترالية مع قضايا أخرى بشكل أكثر جدية ومهنية”.

واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير الأسترالي بول غريفيث وأبلغته المديرة السياسية للوزارة، أليزا بن نون “خيبة الأمل العميقة” للدولة العبرية.

وقالت في بيان “إنّه قرار بائس يتجاهل العلاقة العميقة والأبدية بين إسرائيل وعاصمتها التاريخية ويتعارض مع العلاقات الطيبة بين إسرائيل وأستراليا”.

واحتلّت اسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمّتها إليها لاحقاً في قرار لم يعترف به القسم الأكبر من المجتمع الدولي.

وفي حين تعتبر الدولة العبرية القدس بشطريها “عاصمتها الموحدة والأبدية”، يتطلّع الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الموعودة.

من جهته، رحّب وزير الشؤون المدنية الفلسطيني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بقرار أستراليا.

وقال على تويتر “نثمّن قرار أستراليا حول القدس ودعوتها لحلّ الدولتين وفق الشرعية الدولية وتأكيدها أنّ مستقبل السيادة على القدس مرهون بالحلّ الدائم القائم على الشرعية الدولية وهو حلّ الدولتين”.

بدورها، اعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أنّ القرار الأسترالي “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

كما رحّبت بالقرار إندونيسيا التي قالت وزارة خارجيتها “نأمل بأن تساهم هذه السياسة بشكل إيجابي في مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية”.

وفي واشنطن، لم يصدر أيّ تعليق مباشر على القرار الأسترالي عن إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي خلف الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنّ “موقف الولايات المتّحدة هو أنّ سفارتنا ستبقى في القدس التي نعترف بها عاصمة لإسرائيل”.

– دعم “لن يتزعزع” –

وفي بيانها شدّدت وونغ على أنّ القرار الذي يُعدّ تأثيره محدوداً عملياً، لا يؤذن بأيّ تحول أوسع في سياسة كانبيرا ولا يوجّه أيّ رسائل معادية إلى الدولة العبرية.

وقالت “أستراليا ستظلّ دوماً صديقة قوية لإسرائيل. كنّا من أوائل الدول التي اعترفت رسمياً بإسرائيل”.

وأضافت “لن يتزعزع دعمنا لإسرائيل وللجالية اليهودية في أستراليا. وبالمثل، لن يتزعزع دعمنا للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الدعم الإنساني”.

ووصل حزب العمال (يسار وسط) مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي ووزيرة الخارجية وونغ إلى السلطة في أيار/مايو 2022.

واتّهمت وونغ حكومة موريسون بأنّ قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كان مدفوعاً بالرغبة بتحقيق الفوز في انتخابات فرعية حاسمة في ضاحية لسيدني تضمّ جالية يهودية كبيرة.

– رمزية –

وقبل إعلان وونغ عن هذا القرار، حُذفت الإشارة إلى العاصمة الإسرائيلية من موقع وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية.

وعلى الرغم من أنّ أستراليا ليست طرفاً رئيسياً في محادثات السلام، اعتبر المؤرخ والباحث في جامعة “موناش” في ملبورن ران بورات أنّ الخطوة مهمة.

وقال إن “الرمزية تقع في صلب العديد من النزاعات في الشرق الأوسط. الرمزية لا يمكن الاستهانة بها أو اعتبارها غير مهمة”.

وبإمكان حزب الليكود المعارض في إسرائيل بزعامة بنيامين نتانياهو أن يستثمر القرار لصالحه في الانتخابات العامة الشهر المقبل لتصويره على أنه دليل آخر على إخفاقات الحكومة الحالية.

وكتب نتانياهو في تغريدة الثلاثاء أنّه “ليس مفاجئاً” أن تتّخذ أستراليا هذا القرار فيما لبيد في السلطة، مندّداً برئيس الوزراء لتأييده إقامة دولة فلسطينية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية