أمريكية على رأس الأونــروا

السيدة كارين أبوزيد في زيارة سابقة إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين في خان يونس (مصدر الصورة: الأونروا) UNRWA

عين كوفي أنان الأمريكية كارين كونيغ أبو زيد رئيسة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

تعيين السيدة أبو زيد يأتي في أعقاب عدم تجديد مهمة الدانمركي بيتر هانسن الذي تولى هذه المهمة منذ عام 1996، والذي اتهمته إسرائيل والولايات المتحدة بالتساهل تجاه النشطاء الفلسطينيين.

أعلن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة كوفي أنان يوم الثلاثاء 28 يونيو في نيويورك، عن تعيين الدبلوماسية الأمريكية كارين كونيغ أبو زيد، لمدة ثلاث سنوات على رأس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وكانت السيدة أبو زيد تشغل لحد الآن منصب نائب المفوض السامي للأونروا منذ عام 2000، وقد تولت تسيير شؤون المنظمة في أعفاب استقالة الدانمركي بيتر هانسن في 31 مارس الماضي.

خبرة في مجال اللجوء

للسيدة كارين كونيغ أبو زيد خبرة حوالي عشرين عاما في ميدان اللجوء سواء من خلال عملها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو من خلال السنوات التي قضتها في العمل ضمن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

فقد بدأت عملها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عام 1981 عندما تولت مسؤولية الإشراف على أوضاع اللاجئين الأوغنديين والإثيوبيين والتشاديين في السودان، الذين فروا من المجاعة والحروب في بلدانهم.

وفي عام 1989 تولت مهمة الإشراف على إعادة اللاجئين الفارين من نظام التمييز العنصري في ناميبيا. كما أشرفت في عز الحرب الأهلية في ليبيريا على متابعة شؤون اللاجئين في فريتاون.

ولدى عودتها إلى المقر الرئيسي للمفوضية في جنيف، قامت بالإشراف على عملية إعادة اللاجئين الكينيين والصوماليين غلى بلدانهم. ولم تلبث أن غادرت المقر الرئيسي لتتولي لمدة عامين مهمة رئيسة بعثة المفوضية في عاصمة البوسنة والهرسك سارييفو أثناء فترة الحرب التي أعقبت تفكك الإتحاد اليوغوسلافي.

وبعد أن عملت على مدى أربع سنوات مديرة لمكتب المفوضة السامية لشؤون اللاجئين اليابانية صاداكو أوغاتا، تقلدت مهمة تمثيل المفوضية إقليميا في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة البحر الكاريبي.

وللسيدة كارين كونيغ أبو زيد معرفة وإلمام معمق بوضع اللاجئين الفلسطينيين حيث تولت منذ عام 2000 مهمة مساعدة المفوض السامي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وفي غرة أبريل 2005، تمت ترقيتها إلى منصب “المفوض السامي بالنيابة” عقب استقالة الدانمركي بيتر هانسن نتيجة ضغوط أمريكية وإسرائيلية.

مزايا تحتاج لها الأونروا

ويرى عدد من المراقبين أن تعيين السيدة كارين كونيغ أبو زيد في منصب المفوض السامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في هذه الظروف يلبي عدة مطالب في آن واحد.

أولا، أنها تقدم من داخل الوكالة ولها إطلاع ومعرفة بواقع عمل الأونروا كما أن تجربتها الطويلة في ميدان اللجوء تؤهلها للقيام بهذه المهمة من اللحظة الأولى.

وثانيا، كونها أمريكية قد يجنب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعض الضغوط التي مورست على سلفها بيتر هانسن استنادا إلى تهم متعددة لم يكتب لغالبيتها أن تسند بدلائل وتبريرات واضحة.

يُشار إلى أن التونسي كمال مرجان، مدير العمليات الحالي في مفوضية اللاجئين كان قد رفض ترشيح كوفي أنان له لشغل المنصب معتبرا أن “وجود عربي على رأس الأونروا قد لا يكون في صالح المنظمة”.

وفي المحصلة، يمكن القول أن السيدة كارين كونيع أبو زيد تتمتع بمواصفات تؤهلها لتكون حلا وسطا بين العالم العربي والعالم الغربي، من خلال انتماءها للمنطقة عبر زواجها من أستاذ سوداني ومن خلال تخصصها الأكاديمي (الذي سبق التحاقها بالعمل الإنساني)، في الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية في جامعتي كامبالا بأوغندا ثم في جامعة جوبا بجنوب السودان وهي الدراسات التي توجتها بشهادات عليا من جامعة انديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ماك جيل بكندا.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف