The Swiss voice in the world since 1935

إسرائيل تتعهد بالرد على هجوم إيران الصاروخي وتزايد المخاوف من تصعيد الصراع

reuters_tickers

من جيمس ماكنزي ومايا الجبيلي

القدس/بيروت أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بأن تدفع ثمن هجومها الصاروخي على إسرائيل يوم الثلاثاء، بينما قالت طهران إن أي رد انتقامي سيقابل “بدمار واسع النطاق”، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وفي حين عبرت واشنطن عن دعمها الكامل لحليفتها القديمة إسرائيل، قالت القوات المسلحة الإيرانية إن أي تدخل مباشر من قبل داعمي إسرائيل ضد طهران من شأنه أن يدفع إيران إلى شن “هجوم قوي” على “قواعدهم ومصالحهم” في المنطقة.

وقفزت أسعار النفط خمسة بالمئة وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا بين العدوين اللدودين، وقرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع بشأن الشرق الأوسط يوم الأربعاء.

ونقل بيان عن نتنياهو قوله في بداية اجتماع سياسي أمني “ارتكبت إيران خطأ كبيرا الليلة، وستدفع ثمنه”.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم جاء ردا على عمليات القتل الإسرائيلية التي نفذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة واستهدفت قادة فصائل مسلحة في المنطقة وكذلك ردا على العدوان على لبنان وغزة.

وتزايدت المخاوف من انجرار إيران والولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع تكثيف إسرائيل هجومها على لبنان في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك بدء عملية برية هناك يوم الاثنين، وصراعها المستمر منذ عام في قطاع غزة.

وفي هجومها يوم الثلاثاء، أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل. وانطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات في القدس وغور الأردن بعد أن احتشد إسرائيليون في الملاجئ. وانبطح مراسلون من التلفزيون الرسمي أرضا أثناء بث مباشر.

وقال الحرس الثوري إن قواته استخدمت صواريخ فاتح فرط الصوتية للمرة الأولى وإن 90 بالمئة من صواريخها أصابت أهدافها في إسرائيل بنجاح.

وقال الأميرال البحري الإسرائيلي دانيال هاجاري في مقطع مصور على إكس إن الجيش فعل الدفاعات الجوية وإن “إسرائيل وتحالفا دفاعيا بقيادة الولايات المتحدة” اعترض معظم الصواريخ، مضيفا أن “هجوم إيران هو تصعيد شديد وخطير”.

وقال إن إسرائيل تلقت “عددا صغيرا” من الضربات في وسطها وتعرضت لضربات أخرى في جنوبها. ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا لمدرسة في مدينة غديرا في الوسط تضررت بشدة من صاروخ إيراني.

ولم ترد أنباء عن إصابات في إسرائيل، لكن السلطات في الضفة الغربية المحتلة قالت إن رجلا قُتل هناك.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن سفنا حربية تابعة للبحرية الأمريكية أطلقت نحو عشرة صواريخ اعتراضية على صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل.

وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل ووصف هجوم إيران بأنه “غير فعال”. وأضاف أن هناك نقاشا نشطا بخصوص كيفية رد إسرائيل، وإنه سيتشاور مع نتنياهو.

وأيدت كاملا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة، موقف بايدن وقالت إن الولايات المتحدة لن تتردد في الدفاع عن مصالحها في مواجهة إيران.

وتعهدت إسرائيل بتحميل إيران عواقب الهجوم.

وقال سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون لصحفيين “سنتحرك. ستشعر إيران قريبا بعواقب أفعالها. سيكون الرد مؤلما”.

وتوعد البيت الأبيض أيضا إيران “بعواقب وخيمة”، وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في إفادة صحفية في واشنطن إن الولايات المتحدة “ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك”.

ولم يحدد سوليفان كيف ستكون هذه العواقب كما لم يحث إسرائيل على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في أبريل نيسان عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن أي رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي يوم الثلاثاء سيقابل “بتدمير واسع النطاق” للبنية التحتية الإسرائيلية، ووعدت أيضا باستهداف أي أصول في المنطقة لأي حليف إسرائيلي يشارك.

‭‭‭ ‬‬‬وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن عمليتها كانت دفاعية وموجهة فقط إلى المنشآت العسكرية والأمنية الإسرائيلية. وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن طهران استهدفت ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية. وحثت إيران مجلس الأمن الدولي على التحرك.

وندد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بما وصفه بأنه “تصعيد تلو الآخر” بعدما أطلقت إيران وابلا صاروخيا على إسرائيل، قائلا “لا بد أن يتوقف هذا. نحتاج بكل تأكيد إلي وقف إطلاق النار”.

ودعا جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إلى وقف إطلاق نار فوري في المنطقة. وكتب على حسابه على موقع إكس “إن الدورة الخطيرة من الهجمات والانتقام تهدد بالخروج عن نطاق السيطرة”.

* تصعيد في لبنان

توعدت إيران بالثأر في أعقاب هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل كبار قادة حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية، بما في ذلك الأمين العام للجماعة حسن نصر الله.

وباركت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الهجوم وقالت إنه “انتقاما لدماء شهداء أمتنا” ومن بينهم رئيس المكتب السياسي السابق للحركة إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران.

واحتفل الفلسطينيون في قطاع غزة، الذي يشهد حربا منذ قرابة عام، وهم يشاهدون عشرات الصواريخ في طريقها إلى إسرائيل. وقال شهود إن بعض تلك الصواريخ سقطت في القطاع الفلسطيني بعد أن اعترضتها إسرائيل لكنها لم تتسبب في وفيات.

وفي بيروت، قال الجيش الإسرائيلي إن الضربات الإسرائيلية قتلت قائد فرقة الإمام الحسين، في إشارة إلى جماعة مرتبطة بحزب الله ومقرها سوريا.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 55 شخصا قتلوا وأصيب 156 في هجمات إسرائيلية يوم الثلاثاء.

وقالت إسرائيل ليلة الاثنين إن قواتها شنت عمليات برية في لبنان، ووصفتها في الوقت نفسه بالمحدودة.

وفي إعلان عن أحدث عملية قتل لشخصية كبيرة في حزب الله، قالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها قتلت محمد جعفر قصير المسؤول عن نقل الأسلحة من إيران والجماعات المتحالفة معها.

وسقط نحو 1900 قتيل وأصيب أكثر من تسعة آلاف في لبنان خلال ما يقرب من عام من القتال عبر الحدود، معظمهم خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لبيانات الحكومة اللبنانية يوم الثلاثاء.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية