مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق الاجلاء من الرقة يشمل الجهاديين الاجانب والسوريين

نساء واطفال في النواحي الغربية لمدينة الرقة السورية في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أعلن مسؤول كبير في مجلس الرقة المدني السبت ان اتفاق الاجلاء من المدينة الذي تم التوصل اليه يشمل المقاتلين السوريين والاجانب في تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التحالف الدولي ان الاتفاق سيستثني الاجانب.

وقال عضو المجلس عمر علوش ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “نعم المقاتلون الأجانب ضمن الاتفاق. بيان التحالف يحكي شيئا لكن الواقع شيء آخر”.

واضاف “هناك 500 مقاتل داخل المدينة بين أجانب ومحليين ومعهم 400 رهينة نساء وأطفال”.

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن في وقت سابق ان قافلة من الحافلات ستغادر السبت مدينة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون، مشيرا الى ان المقاتلين الاجانب في الرقة “مستثنون” من الخروج فيها.

وتابع في بيان ان الهدف من الاتفاق هو “تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على ان يتم استثناء الارهابيين الاجانب في +داعش+”، من دون ان يتطرق الى مصير المقاتلين السوريين في صفوف التنظيم المتطرف.

واكد التحالف انه سيتم التحقق من هوية المغادرين.

وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية محادثات لضمان ممر آمن لاخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الرقة.

وافادت مصادر عدة اليوم انه توصل الى اتفاق يشمل ايضا المقاتلين السوريين.

وقال علوش “أمام المقاتلين الاجانب خياران: الاستسلام أو الترحيل عبر باصات” الى دير الزور في شرق سوريا.

وكان مصدر عسكري في قوات سوريا الديموقراطية قال لفرانس برس ان “حافلات متوقفة حاليا في احدى القرى (…) وسيتم ارسالها لاخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه دير الزور” التي لا تزال أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المقاتلين الاجانب “يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور”.

وكان التحالف الدولي اعلن في وقت سابق “استسلام نحو مئة إرهابي من تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة”.

وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق لفرانس برس ان مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة الى قوات سوريا الديموقراطية.

وأبلغ هؤلاء مجلس الرقة المدني ووسطاء من العشائر قرار استسلامهم، وفق المسؤول الذي اشار الى انهم “سلموا اسلحتهم”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم الى جانب مدنيين آخرين خلال الايام الخمس الماضية، مقدرا عددهم بنحو مئتين. وقد غادروا الى جهات غير محددة.

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية مفاوضات أدت الى خروج مقاتلي التنظيم منها، وهو ما حصل في العاشر من أيار/مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الرقة.

وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديموقراطية منذ السادس من حزيران/يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.

وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، لوكالة فرانس برس “+داعش+ على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام”.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة.

ويدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في المعارك التي تخوضها منذ اكثر من اربعة اشهر في الرقة.

ودفعت المعارك عشرات آلاف المدنيين الى الفرار.

وقال التحالف السبت لفرانس برس ان نحو 1500 مدني تمكنوا خلال الاسبوع الماضي من الوصول الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.

– الميادين –

على صعيد آخر، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه السبت على مدينة الميادين، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري.

واكد المصدر العسكري ان القوات الحكومية “تطارد فلول تنظيم +داعش+ الهاربة من المدينة”، كما تقوم “بإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة”.

وبعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف في شرق سوريا.

ويسعى الجيش السوري بدعم روسي الى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014.

وتمكن السبت من محاصرة الاحياء الشرقية التي يتواجد فيها الجهاديون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، بعدما كان تمكن الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديموقراطية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية