احتجاجات في جورجيا على فوز الحزب الحاكم في انتخابات تشريعية مثيرة للجدل
تظاهر آلاف الجورجيين مساء الاثنين في تبليسي بدعوة من المعارضة المؤيدة لأوروبا للتنديد بانتخابات تشريعية يعتبرون أنها “سلبت” منهم من جانب الحكومة فيما يزور رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان جورجيا لتقديم الدعم رغم انتقادات الاتحاد الاوروبي.
تجمع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان بوسط العاصمة بعد يومين على الانتخابات التي فاز فيها الحزب الحاكم “الحلم الجورجي” الذي تتهمه المعارضة بالنزعة السلطوية والموالاة لروسيا وبإبعاد جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز، عن أفق الانضمام الى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
حوالى الساعة الثامنة مساء (16,00 ت غ) بلغ عددهم حوالى 20 الفا وحمل بعضهم اعلام جورجيا واوروبا بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في المكان.
في مقابلة الاثنين مع وكالة فرانس برس قبل التظاهرة التي دعت اليها أيضا، قالت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي التي خرجت عن نهج الحكومة، إن أساليب تزوير الاقتراع تشبه تلك المستخدمة في روسيا.
وأوضحت “من الصعب جدا اتهام حكومة”، “لكن المنهجية روسية”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنه “يرفض بشدة” مزاعم التدخل هذه، متهما زورابيشفيلي “بمحاولات لزعزعة استقرار” بلدها.
في المقابل دان وزراء من 13 دولة من الاتحاد الاوروبي “انتهاك المعايير الدولية” في انتخابات جورجيا واعتبروا انها “غير متوافقة مع المعايير المتوقعة من دولة مرشحة” للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه أن “الأولوية الرئيسية” بالنسبة لتبليسي “في مجال السياسة الخارجية هي بطبيعة الحال التكامل الأوروبي”، متوقعا “معاودة إطلاق العلاقات” مع بروكسل بعد التوترات الشديدة في الأشهر الأخيرة على خلفية اتهامات المعارضة للسلطة بالميول الاستبدادية والولاء لروسيا.
– “خطب بدون فائدة”-
سرعان ما أشاد رئيس الوزراء المجري المقرب من موسكو والذي يعبر عن مواقف مخالفة للمواقف الأوروبية، “بالفوز الساحق” لحزب الحلم الجورجي السبت وتوجه مساء الاثنين الى جورجيا في تحد للاتحاد الاوروبي الذي تتولى بلاده رئاسته الدورية حاليا.
وكتب على منصة اكس عند وصوله ان “جورجيا دولة محافظة ومسيحية ومؤيدة لأوروبا، وبدلا من الخطب عديمة الفائدة، فهي بحاجة إلى دعمنا في مسارها الأوروبي”.
وفي وقت سابق قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن فيكتور أوربان “لا يمثل الاتحاد الأوروبي”.
على غرار واشنطن، دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في الاتهامات بحصول تزوير في الانتخابات السبت.
قالت زورابيشفيلي إن استخدام التصويت الإلكتروني لأول مرة في جورجيا ساهم بشكل ملحوظ في عمليات التزوير هذه: فقد تم العثور على رقم بطاقة الهوية نفسه الذي يتوافق مع “سبعة عشر صوتا، أو عشرين صوتا في مناطق مختلفة” متحدثة أيضا عن أساليب تقليدية أيضا مثل شراء الأصوات والضغوط.
بحسب النتائج شبه النهائية نال حزب الحلم الجورجي الذي يحكم البلاد منذ 2012 صباح الاثنين 53,92% من الأصوات مقابل 37,78% لتحالف المعارضة.
كما دعا الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي المسجون حاليا إلى “تظاهرات حاشدة” من أجل أن “نظهر للعالم أننا نحارب من أجل الحرية”.
– “قاعدة متينة” –
وأعلن “ائتلاف التغيير” وهو أحد أحزاب المعارضة تخليه عن مهامه البرلمانية حتى لا “يعطي شرعية” للتصويت. وذكر ميخائيل ساكاشفيلي انه “لا ينبغي على أي نائب” في المعارضة الدخول إلى البرلمان.
وتحدث المراقبون الدوليون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن “ضغوط” أثناء التصويت وأدرجوا عددا من المخالفات “كحالات شراء أصوات”.
وصرح المحلل السياسي غيا نوديا لفرانس برس انه رغم كل شيء “يحتفظ الحلم الجورجي بقاعدة دعم متينة من خلال الرهان على المخاوف من مخاطر وقوع حرب وشيكة” مع روسيا.
وذكر أن “الظروف غير مواتية لاضطرابات خطيرة (في البلاد). وأتوقع أن يشن الحلم الجورجي هجوما كبيرا على المعارضين والمجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة”.
شهدت جورجيا في أيار/مايو تظاهرات احتجاجا على قانون حول “النفوذ الأجنبي” مستوحى من القانون الروسي بشأن “العملاء الأجانب” الذي استخدمته موسكو لسحق المجتمع المدني. لكن هذه التعبئة لم تكن كافية لإسقاط النص.
نتيجة إقرار القانون، جمدت بروكسل عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين جورجيين.
كما ينتقد بعض قادة “الحلم الجورجي” الغرب بشدة، ووصف زعيمه بيدزينا إيفانيشفيلي الغرب بـ”حزب الحرب العالمي” الذي سيحول جورجيا إلى ضحية ويستخدمها في معاركه.
ولا تزال الدولة المطلة على البحر الأسود تعاني من آثار الحرب الخاطفة مع الجيش الروسي عام 2008.
في ختام الحرب أقامت روسيا قواعد عسكرية في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين أعلنتا استقلالهما من جانب واحد واعترفت موسكو بهما.
روك/ليل-نور/ص ك