الاستثمار في الشباب والمراهقين
يحث صندوق الأمم المتحدة للسكان على ضرورة الاستثمار في تحسين الوضع الصحي للمراهقين واحترام حقوقهم، حيث يشكلون أكثر من 1،2 مليار من سكان العالم
ويركز التقرير على التحديات التي تواجه هذه الفئة مثل الفقر والأمية وكذلك مرض الإيدز ومشاكل الزواج المبكر في البلدان النامية.
أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان صيحة استنجاد في تقريره السنوي الصادر في جنيف يوم 8 أكتوبر، يدعو إلى تعزيز الاهتمام بمستقبل حوالي 1،2 مليار مراهق في عالم يعرف تقلبات سريعة.
ويورد التقرير أن نصف سكان العالم هم ما دون سن الخامسة والعشرين، وأن 20% منهم في عمر المراهقة ما بين 10 و19 عاما. ولكي تنتقل هذه الفئة إلى عالم الكبار بشكل يضمن الاستمرارية في ظروف ملائمة، يقترح التقرير توفير العديد من الإجراءات لتفادي العراقيل والتحديات، خصوصا وأن 87% من هؤلاء المراهقين يعيشون في البلدان النامية.
ويعتبر تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان أن جيل المراهقين اليوم يمر بمرحلة دقيقة تعرضه للكثير من التحديات، كالتحول بكثرة من نمط العيش الريفي إلى العيش الحضري بكل ما يترتب عنه من تفكك للروابط الأسرية.
يضاف إلى ذلك أن الصراعات المسلحة أرغمت واحدا من بين 230 من سكان هذا العالم على مغادرة بيته لما كان مراهقا. كما أن ربع هؤلاء الشباب يعيش ما دون مستوى الفقر. وللشباب حصة لا يستهان بها من بين الأميين في العالم تصل عند الإناث 96 مليون وعند الذكور 57 مليون شخص.
رواسب التقاليد وأخطار الأمراض
ومن التحديات التي يركّـز عليها التقرير، أخطار التعرض لمرض نقص المناعة المكتسب إيدز الذي وصفه التقرير بمرض الشباب، إذ يتم تسجيل إصابة مراهق بمرض الإيدز كل 14 ثانية. ويمثل المصابون من هذه الفئة نصف المصابين الجدد في العالم.
كما أن هناك مجتمعات لم تتجاوز بعد عقدة التستر عن الحديث علانية عن انتشار المرض وعن طريقة محاربته او محاولة الوقاية منه. ويدخل في هذه الفئة العديد من الدول العربية والإسلامية.
كما يشهر التقرير ببعض العادات والممارسات التقليدية المنتشرة في بعض المجتمعات مثل الزواج المبكر وختان الإناث التي يعتبر أن لها تأثيرات سلبية على صحة ونفسية المراهقين.
ويخص التقرير بالذكر التأثيرات السلبية على صحة المراهقة التي ترغم على الزواج المبكر مثل التعرض لممارسات جنسية في وقت لم يكتمل فيه نمو جهازها التناسلي، والاضطرار للإنجاب في وقت ليست فيه مستعدة لتحمل تلك المسؤولية.
كما أن الزواج المبكر يحرم العديد من المراهقات من مواصلة تعليمهن، الأمر الذي يجعلهن غير قادرات على التحكم في الممارسات الجنسية بفرض الوقاية الضرورية أو التحكم في تحديد النسل.
وإذا كان التقرير يقدر عدد المراهقات اللواتي يعرضن لزواج مبكر قبل سن الثامنة عشرة في العالم بحوالي 82 مليون، فإنه يعترف بأن 17% منهم فقط يستعملن وسائل تحديد النسل.
لكن التقرير يحذر أيضا من مخاطر الزواج المتأخر الذي تعرفه بعض المجتمعات المتقدمة، وهو ما يدفع الكثيرين إلى مغامرات جنسية غير محمية وغير وفية. وبالتالي، الإكثار من احتمال الإصابة بالإيدز او بأمراض أخرى منقولة جنسيا.
عودة المبادئ الأولية
ويقترح تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان مواجهة هذه الأخطار المحدقة بالشباب بالالتزام بموقف مسؤول في مجال الممارسات الجنسية وتأخير الشروع فيها إلى أقصى حد، فيما يعرف بعبارة ABC، أي الامتناع Abstain، ثم الوفاء لشريك واحد، أي Be Faithful، وأخيرا الوقاية أثناء العمليات الجنسية باستعمال الأكياس الواقية، أي Condoms.
ويحث التقرير على ضرورة تكييف طريقة مخاطبة الشباب والمراهقين مع طبيعة المجتمع والفئة التي ينتمون إليها، سواء تعلق الأمر بمتعلمين ام أميين، أو بفئة المتزوجين او العزاب.
كما يدعو التقرير إلى تكوين فئات المرشدين من الشباب وتدريبهم خصّـيصا للإرشاد والتوعية بعد نجاح التجربة في عدة بلدان إفريقية في الحد من انتشار مرض الإيدز.
وينتهي التقرير إلى التحذير من مخاطر الإخفاق في تعميق هذا الحوار مع الشباب والمراهقين، إذ يعتبر أن ذلك ستكون له “عواقب وخيمة على الفرد وعلى المجتمع”.
ومن هذه العواقب “تكاثر حالات الوفيات المبكرة، والزيادة في حالات الإصابة بمرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا، وحالات الحمل غير المرغوب فيه، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتعميق الهوة في مجال المساواة بين الجنسيين”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
نصف سكان العالم ما دون سن الـ 25
1،2 مليار أعمارهم ما بين 10 و19 عاما
87% منهم يعيشون في البلدان النامية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.