مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحالف الدولي يستأنف دورياته في شمال سوريا بعد تقليصها جراء القصف التركي

مدرعتان ضمن دورية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في منطقة رميلان في شمال شرق سوريا في 2 كانون الأول/ديسمبر 2022 afp_tickers

استأنف التحالف الدولي بقيادة واشنطن الجمعة دورياته المعتادة في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بعد تقليصها إثر الضربات الجوية التركية على المنطقة، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس ومصدر عسكري كردي.

وقال مراسل وكالة فرانس برس إن دوريتين للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية انطلقتا صباح الجمعة في اتجاهين مختلفين من قاعدة رميلان في شمال شرق البلاد برفقة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية.

وتضمّنت كل دورية أربع مدرعات رفعت الأعلام الأميركية ورافقها سيارة عسكرية لقوات سوريا الديموقراطية، وجالت إحداها في قرى متاخمة للحدود التركية قرب مدينة المالكية الحدودية، فيما توجهت الثانية شرقاً باتجاه الحدود العراقية.

وقلّص التحالف الدولي دورياته إثر الضربات التركية التي استهدفت بدءاً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر مواقع سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، وعلى وقع تهديدات أنقرة بشن هجوم بري وشيك في المنطقة.

وقال مصدر عسكري كردي لفرانس برس، طلب عدم الكشف عن هويته، “استأنف التحالف الدولي بالتنسيق مع قوات سوريا الديموقراطية دورياته المعتادة في شمال شرق سوريا بعدما قلصها إثر الضربات التركية على المنطقة”.

وتراجعت الدوريات، وفق المصدر، من “20 دورية أسبوعياً إلى نحو خمس أو ست تقريباً بعد الضربات التركية”. وقال “لم يتوقّف التنسيق بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف لكنه تراجع مع تقليص الدوريات وحاجة قوات سوريا الديموقراطية للتركيز على التصدي للتهديدات التركية وحماية مناطقها”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة عن تسيير دوريات أيضاً في محافظة دير الزور (شرق).

ومنذ شنّ تركيا ضرباتها الجوية ثم تهديدها بشن هجوم بري، حثّت قوات سوريا الديموقراطية حليفتها واشنطن على اتخاذ موقف أكثر “حزماً” لمنع أنقرة من تنفيذ تهديداتها.

وأبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء نظيره التركي خلوصي أكار أنّ واشنطن “تعارض بشدّة” شنّ أنقرة عملية عسكرية ودعاه إلى خفض التصعيد، وفق ما أعلن البنتاغون.

وحذّرت قوات سوريا الديموقراطية من أن التصعيد التركي يعرقل حملات ملاحقة التنظيم المتطرف التي تضطلع بها مع التحالف الدولي، بعدما طال القصف مواقع تابعة لها بينها قاعدة مشتركة مع التحالف ونقطة حراسة في مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين وافراد عائلات مقاتلي التنظيم.

وقال عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية محمود برخدان لفرانس برس الجمعة “استهدفت تركيا مقاتلينا الذين كانوا يعملون بشكل مباشر مع التحالف الدولي في مخيم الهول وكذلك القاعدة العسكرية المشتركة شمال الحسكة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المقاتلين”.

وأضاف “اضطررنا إلى وقف العمليات ضد خلايا داعش لأيام عدة، لكننا اليوم بدأنا بإعداد جدول جديد للبدء بعمليات ملاحقة داعش بالتنسيق والاشتراك مع التحالف اعتباراً من يوم غد” السبت.

والتحالف الدولي هو الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنّفها أنقرة منظمة “إرهابية” وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وتنتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتواجدون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور.

ولدى مرور دورية للتحالف أمام متجره الجمعة، قال إبراهيم خليل (42 عاماً) لفرانس برس “الدوريات الأميركية والتجول في الشوارع غير كافيين، الأهم أن نرى الأميركيين حين يقصف الطيران الحربي مناطقنا”، مضيفاً “هم موجودون في مناطقنا، فعليهم حمايتها، عليهم وقف القصف”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية