مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التصويت عبر الهاتف النقال

قد يتحول التصويت عبر الرسائل القصيرة إلى نمط عادي في المستقبل Keystone

في تجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ سويسرا، سيصبح بإمكان سكان بلدية بولاخ في كانتون زيوريخ استخدام الرسائل القصيرة عبر هواتفهم النقالة للتصويت.

تصويت بولاخ ستليه تجارب مماثلة في بلديات أخرى، والتي بناءاً على نتائجها ستقرر السلطات الفدرالية مدى إمكانية تعميمها على كل أنحاء سويسرا.

القضية التي سيصوت عليها سكان بلدية بولاخ في كانتون زيوريخ ليست ذات شأن كبير في الواقع. فهم سيدلون بأصواتهم على مقترح يهدف إلى تقييد سرعة سير السيارات بثلاثين كيلومتر في الساعة. لكن طريقة التصويت ليست فقط جديدة بل مبتكرة فعلاً.

فلأول مرة في تاريخ سويسرا، سيتمكن سكان البلدية من التصويت عبر الرسائل القصيرة، وذلك بعد أن خبروا التصويت عبر الإنترنت، أو من خلال البريد، أو بطبيعة الحال من خلال الأسلوب التقليدي المتمثل في التصويت مباشرة في مراكز الاقتراع.

هذا المشروع التجريبي سيتم توسيعه ليشمل بعد ذلك بلديتي شيليرن وبيرتشيكون في كانتون زيورخ في 27 نوفمبر، عندما ستصوت سويسرا بأكملها على مبادرتين أحدها يهدف إلى تعليق إنتاج المواد المحورة جينياً لمدة خمس سنوات، والأخرى تتصل بمنع فتح محال التجارة في محطات السكك الحديدية يوم الأحد.

في حديث مع سويس انفو اعتبر مدير المشروع ديفيد كنوري من مكتب كانتون زيورخ للإحصاء أن التصويت عبر الرسائل القصيرة سيدفع بتقنية التصويت في سويسرا إلى القرن الواحد والعشرين، وذلك بعد نجاح تجربة التصويت عبر الإنترنت في أنيريه في كانتون جنيف في يناير 2003.

ويقول “لقد تراجعت سويسرا إلى الخلف في هذا المجال، ولكن هذه خطوة في الطريق الصحيح”. وأكمل “نحن نريد أن نقدم للناس كل الخيارات الاتصالاتية المتاحة، ونسهل على الأشخاص المعاقين عملية التصويت”.

عادات التصويت ستتغير

يعتقد السيد كنوري أيضاً أن تقنية الرسائل القصيرة الجديدة ستغير عادات التصويت في سويسرا. ويشرح قائلاً “نحن نتوقع أن الشباب بصورة خاصة سيستغلون سبل التصويت الإليكترونية، لكننا رأينا أيضاً أن الكثير من الأشخاص من متوسطي العمر يستخدمون الرسائل القصيرة أيضاً”.

ويردف قائلاً “أنا لا أعتقد بالضرورة أن أعداداً أكبر من الناس ستصوت بسبب هذا الأسلوب الجديد، ولكني أعتقد أن الكثيرين من الأشخاص الذين اعتادوا على التصويت من خلال البريد سيتحولون إلى أسلوب الرسائل القصيرة”.

تم اختبار النظام الجديد بشكل دقيق للتأكد من سلامته، كما أجريت تجربة لأدائه خلال الانتخابات الطلابية في جامعة زيورخ في شهر ديسمبر الماضي.

سيتلقى كل مستخدم بطاقة استخدام فريدة عبر البريد. كما سيكون عليه أن يدخل رقماً شخصياً وتاريخ ميلاده قبل أن يتمكن من الإدلاء بصوته، وعندها يتم تسجيل تصويته لمنع تكرار العملية.

بصفة عامة، رحب سكان بولاخ بالتقنية الجديدة في التصويت، لكن الجيل الأقدم في البلدية أستقبلها بقدر من التشكك.

فقد صرح أحد سكان البلدية من المسنين للتلفزيون السويسري قائلاً “أنا لست واثقاً أني سأصوت عبر الرسائل القصيرة. فأنا لست معتاداً على هذه الآلات الإليكترونية الجديدة، لكن من المحتمل أن أحاول تجربتها”.

وفي الواقع، لا يتمالك المرء وهو يراقب هذا التطور الجديد في تقنيات التصويت في سويسرا إلا أن يجري مقارنة بأوضاع التصويت في العالم العربي، بين بلدان تحاول توفير كل خيارات التصويت الممكنة لمواطنيها من أجل توسيع دائرة المشاركة في القرار، وبين بلدان أخرى يمنع فيها المعارضون من الحق في التصويت مقابل إدلاء .. الموتى بأصواتهم!

سويس انفو

تم البدء بالتصويت عبر البريد في سويسرا عام 1994
أول تجربة للتصويت عبر الإنترنت حدث في يناير 2003 في مدينة أنيريه في كانتون جنيف.
ستراجع السلطات الفدرالية نتائج تجربة التصويت عبر الرسائل القصيرة في الربيع القادم.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية