مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدورة الربيعية تبدأ بدعم النواب لسويس انفو

أعضاء مجلس النواب السويسري خلال وقوفهم دقيقة صمت ترحما على الرئيس السابق للمجلس الراحل جون فيليب ميتر (الصورة، 6 مارس 2006) Keystone

تميز انطلاق الدورة الربيعية للبرلمان السويسري بدقيقة صمت ترحما على روح الرئيس السابق لمجلس النواب جون فيليب ميتر الذي توفي مؤخرا إُثر إصابته بمرض عضال.

ثم بدأت الأعمال بمناقشة القانون الفدرالي الجديد للإذاعة والتلفزيون حيث وافق النواب على أن تمول الكنفدرالية نصف ميزانية سويس انفو “على الأٌقل”.

دشن مجلس النواب بعد ظهر الإثنين 6 مارس تحت قبة القصر الفدرالي في برن أعمال الدورة الربيعية للبرلمان السويسري المتكون من غرفتين: مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

وانطلقت أعمال مجلس النواب بدقيقة صمت ترحما على الرئيس السابق للمجلس، نائب الحزب الديمقراطي المسيحي جون فيليب ميتر الذي توفي في 1 فبراير الماضي عن عمر يناهز 56 عاما إثر إصابته بورم في الدماغ.

وقام رئيس المجلس كلود جانياك بتكريم روح “خادم جنيف والكنفدرالية الكبير” قبل دعوة النواب إلى الوقوف دقيقة صمت لتخليد ذكرى “السفير البليغ لجنيف التي نحبها، عاصمة السلام ومدينة الانفتاح على العالم”.

وكان الراحل ميتر، الذي شغل مقعدا في مجلس النواب من 1983 إلى 2005، قد حرص، رغم المرض وآثاره الواضحة على جسده، على إلقاء آخر خطاب سياسي له في افتتاح الدورة الربيعية الماضية قبل الانسحاب من رئاسة المجلس.

وفي استرجاع لصفاته المميزة، قال خلفه كلود جانياك: “إن صديقنا احتفظ دائما بخفة الدم وأعطى درسا في التواضع والشجاعة للمرضى”.

نـفس جديد لـسويس انفو رغم غموض المستقبل

وبعد تكريم ذكرى الراحل ميتر، بدأت أعمال مجلس النواب (قبل أعمال مجلس الشيوخ التي انطلقت في المساء) بمناقشة القانون الفدرالي الجديد حول الإذاعة والتلفزيون.

وتميزت تلك المراجعة بحذو مجلس النواب حذو مجلس الشيوخ فيما يتعلق بمستقبل تمويل سويس انفو/إذاعة سويسرا العالمية سابقا، إذ وافق بدون مناقشة على المادة 31 بصيغته الحالية والتي تُلزم الكنفدرالية بالتكفل “على الأقل” بنصف التكاليف المرتبطة بالخدمة الصحفية التي تقدمها سويس انفو.

وكان البرلمان قد انشغل بمصير سويس انفو بعدما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في 22 مارس 2004 نيتها تقليص سويس انفو من موقع متعدد اللغات (9 لغات) إلى مجرد موقع باللغة الإنجليزية، أي إلغاء جميع المواقع باللغات الوطنية (الألماني، الفرنسي، الإيطالي) واللغات الأجنبية الأخرى (الإسبانية والبرتغالية والعربية والصينية واليابانية).

وبررت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية موقفها بتوقف الكنفدرالية عن تمويل نصف ميزانية إذاعة سويسرا العالمية في إطار برنامج تخفيف الأعباء المالية عن الميزانية العامة لعام 2003.

وتعطي الموافقة على المادة 31 من القانون الفدرالي الجديد للإذاعة والتلفزيون نفسا جديدا لمؤسسة سويس انفو، إذ قالت المتحدثة باسمها مونيكا غيزين إن تصور موقع بسيط باللغة الإنجليزية “أصبح ميتا” الآن.

لكن مازالت العديد من العناصر مجهولة بشأن مستقبل المؤسسة، إذ نوهت السيدة غيزين إلى أن ذلك المستقبل سيعتمد في الواقع على المباحثات التي ستجري بين هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية والمكتب الفدرالي للاتصال، والتي سيتحدد خلالها عرض وميزانية سويس انفو خلال الأعوام القادمة.

من جهته، أوضح المتحدث باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في تصريحاته لوكالة الأنباء السويسرية أن “سويس انفو ستستطيع الحفاظ على عروضها الحالية لكن ربما ليس في نفس الشكل”. وذكر المتحدث أن مجلس إدارة الهيئة طلب من سويس انفو تعزيز تعاونها مع وحدات اخرى تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية بهدف استخدام أفضل للإمكانيات المتوفرة.

برنامج حافل..

ملفات كثيرة متفاوتة الحساسية والتعقيد ستُطرح على مجلسي النواب والشيوخ خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.

مجلس الشيوخ سينكب على الملف الخاص المرتبط بتعديل تمويل المستشفيات بهدف تقليص النفقات الصحية. وتقترح الحكومة الفدرالية في هذا الشأن توزيع التكاليف المالية بين الكانتونات وشركات التأمين.

ويـُتوقع أن يؤجل مجلس الشيوخ المبادرة الشعبية لحزب الشعب السويسري (يمين متشدد) حول التأمين الصحي، لكن فكرة اقتراح مشروع مضاد للمبادرة مازالت مفتوحة.

أما مجلس النواب، فلن يتطرق لملف الصحة، إذ تم إرجاء المبادرة الداعية إلى إنشاء صندوق تأمين موحد إلى الدورة الخاصة التي سيعقدها من 8 إلى 11 مايو القادم، والتي ستركز أساسا على مشروع التخصيص التام لشركة الاتصالات “سويس كوم”.

ومن الملفات الهامة الأخرى التي سيبحثها مجلس الشيوخ: إنشاء صندوق بـميزانية 20 مليار فرنك لتنفيذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف حركة السير. ويـُفترض أن تـُوسَّع الاستفادة من ذلك الصندوق لتغطية احتياجات الضواحي وشبكات الطرق السيارة.

كما سيتطرق المجلس دون تأخير للجزء الأول من برنامج إصلاح نظام الضرائب المفروضة على الشركات. بينما سيتناول لاحقا قضايا الرسوم الجزئية على أرباح الأسهم.

المساعدات الأسرية ومسلسل التشويق..

أما أنصار مشروع تقديم مساعدات أسرية موحدة بـ200 فرنك شهريا على الأقل للطفل الواحد، فعليهم أن يشدوا أنفاسهم، لأن الملف سيعود أمام مجلس الشيوخ الذي يعترض على هذا المقترح.

وتعد المساعدة الفدرالية للحدائق الوطنية أيضا ضمن الملفات المثيرة للخلاف بين النواب، تماما مثل وضع حد لآخر احتكارات شركة الاتصالات “سويس كوم” على الخطوط الهاتفية السويسرية.

وسيتناول مجلس الشيوخ أيضا حزمة الإجراءات ضد ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية، والتشريعات المرتبطة بتطبيق التوزيع المالي الجديد، وفرض الرسوم على البيرة وفقا لدرجة الكحول التي تحتوي عليها، وتنسيق السجلات الرسمية، والرقم الجديد للتأمين على الشيخوخة، والقانون حول المهن الطبية، وتعزيز حماية ضحايا العنف العائلي، والقانون حول التعاون مع دول أوروبا الشرقية، وضمان الحماية القانونية للأشخاص الذين يكتشفون حالات الرشوة، وسبل ردع الإرهاب في إطار معاهدة أوروبية.

أسبوع أخير ساخن

أما مجلس النواب، فيحتفظ بـ”أسخن الملفات” لنهاية الدورة التي تتواصل إلى غاية 24 مارس، حيث يـُتوقع أن يُخصص ثلاثة أيام من النقاش للمراجعة الخامسة للتأمين على العجز التي تهدف إلى تقليص عدد المعاشات الجديدة بـ20%. وفيما يتعلق بمسألة رفع المساهمات في التأمين على العجز والضريبة على القيمة المضافة فلن تتم إثارتهما إلا لاحقا، وذلك خلافا لرغبة اليسار.

كما سيناقش النواب أيضا خلال الأسبوع الأخير من الدورة مسألة إلغاء أو عدم إلغاء الضريبة المفروضة على ثاني أوكسيد الكاربون المنبعث من المحروقات. وتطلب أغلبية ضعيفة من اللجنة التحضيرية للدورة فرض ما سُمي بالـ”سنتيم المناخي” عوضا عن تلك الضريبة، مثلما هو الحال بالنسبة للوقود.

ومن أبرز المواضيع التي سيبحثها مجلس النواب أيضا، القانون حول النفايات النووية العالية الإشعاع، ومقترحات تعديل التشريعات المرتبطة بمحاربة التهريب والإجرام الاقتصادي المنظم بهدف إضفاء المزيد من الفعالية عليها، وتعديل مساهمات وخدمات الكنفدرالية في إطار تنظيم كأس أوروبا للأمم لكرة القدم لعام 2008، واتفاق التبادل الحر بين دول الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر وجمهورية كوريا الجنوبية، والمراجعة الخامسة التأمين على العجز، والخلافات حول مراجعة القانون الخاص بحماية المعطيات.

سويس انفو مع الوكالات

يعقد مجلسا النواب والشيوخ في البرلمان السويسري الدورة الربيعية من 6 إلى 24 مارس في مبنى القصر الفدرالي بالعاصمة برن.
سيعقد مجلس النواب دورة خاصة من 8 إلى 11 مايو القادم ستركز أساسا على مشروع تخصيص تام لشركة الاتصالات “سويس كوم”.

يجتمع البرلمان السويسري أربع مرات لعقد جلسات تتواصل ثلاثة أسابيع في العاصمة الفدرلية برن.
يتكون البرلمان من غرفتين، مجلس النواب، ومجلس الشيوخ.
نظام الميليشيات السياسي السويسري يقتضي مزاولة النائب للنشاط البرلماني إلى جانب مهنته الرئيسية، بحيث لا يتقاضى العضو في مجلس النواب أو في مجلس الشيوخ راتبا حقيقيا يمكن أن يعيش منه، بل لا يزيد كل ما يحصل عليه على تغطية تكاليف مشاركته في الجلسات الدورية التي تعقدها غرفتا البرلمان.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية