The Swiss voice in the world since 1935

الكوريتان تتفقان على تنظيم لقاء للعائلات التي فرقتها الحرب الشهر المقبل

كوري جنوبي مسن يملا استمارة للسماح له بلقاء اقاربه الذين بقوا في الشمال afp_tickers

اتفقت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية الثلاثاء، بعد مفاوضات طويلة بين مسؤولين في الصليب الاحمر من كلا البلدين، على تنظيم لقاء في تشرين الاول/اكتوبر للعائلات التي فرقتها الحرب (1950-1953).

واعلنت وزارة شؤون التوحيد الكورية الجنوبية المسؤولة عن العلاقات بين البلدين، ان هذا اللقاء الذي غالبا ما تطغى عليه اجواء التأثر الشديد، سيكون الثاني خلال خمسة اعوام، وسيجري بين 20 و26 تشرين الاول/اكتوبر في منتجع كومغانغ الجبلي الكوري الشمالي.

وتقول الصحافة الكورية الجنوبية ان سيول تأمل في ان يعقد هذا اللقاء قبل 10 تشرين الاول/اكتوبر، موعد الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الحزب الواحد في كوريا الشمالية، وذلك خوفا من اقدام بيونغ يانغ في هذه المناسبة على عمل استفزازي قد يطيح باللقاء.

وكان مندوبو الصليب الاحمر في كلا البلدين باشرا محادثاتهما صباح الاثنين في قرية بانمونجوم، التي وقع فيها وقف اطلاق النار في 1953. وتواصلت المحادثات طوال الليل وتخللتها فترات استراحة نادرة، كما اوضحت الوزارة.

وبموجب الاتفاق، ستختار كل من الكوريتين مئة شخص للمشاركة في اللقاء.

وعقدت هذه المحادثات نتيجة تسوية ابرمت في 25 آب/اغسطس بين سيول وبيونغ يانغ لانهاء ازمة كادت تدفعهما الى نزاع مسلح.

واتهمت بيونغ يانغ سيول بأنها تريد اعتبار هذا الاتفاق تراجعا كوريا شماليا. وحذرت من انها يمكن ان تنسف هذه التسوية بما في ذلك البند المتعلق باجتماع العائلات، اذا ما اصرت سيول على الادلاء “بملاحظات هذيانية”.

وتنوي كوريا الشمالية ان تنظم في 10 تشرين الاول/اكتوبر عرضا عسكريا كبيرا، تكريما لحزب العمال الذي يحكم البلاد منذ عقود.

وتتساءل كوريا الجنوبية ألا يعقل ان تطلق بيونغ يانغ في هذه المناسبة صاروخا طويل المدى، فتحمل بذلك الامم المتحدة على فرض عقوبات جديدة عليها تؤدي بالتأكيد الى زيادة التوتر؟

وفرقت الحرب التي كرست تقسيم شبه الجزيرة ملايين الاشخاص. وقد توفي كثيرون منهم بدون ان يلتقوا او حتى ان يتحدثوا مع اقربائهم، لان اي اتصال بين المدنيين عبر الحدود محظور.

وتضم لائحة الذين ينتظرون المشاركة في هذا اللقاء المحتمل حوالى 66 الف كوري جنوبي بلغ معظمهم الثمانين او التسعين عاما.

وكانت الاجتماعات بين العائلات بدأت بعد قمة تاريخية بين الشمال والجنوب في العام 2000. وكان يعقد لقاء واحد سنويا لكن التوتر في شبه الجزيرة الكورية اثر على هذه اللقاءات. والغت كوريا الشمالية عدة اجتماعات من هذا النوع في اللحظة الاخيرة.

وعملية الاختيار دقيقة، وتثير امالا كبيرة لا تتوافر لها عمليا سوى فرص ضئيلة لتحقيقها.

وفي آخر حدث من هذا النوع في شباط/فبراير 2014، اختار جهاز كومبيوتر 500 شخص كوري جنوبي بالقرعة، آخذا في الاعتبار عوامل مثل التاريخ الشخصي والعمر. وبعد محادثات وفحوص طبية خفض العدد الى مئتين، ثم وضعت كل من الكوريتين لائحة تضم مئة شخص.

لكن الانتظار استمر حتى اللحظة الاخيرة. واجريت محادثات اللحظة الاخيرة حتى لا تلغي كوريا الشمالية الاجتماع بسبب رفض سيول الغاء مناورات عسكرية سنوية مشتركة مع الولايات المتحدة.

ويرى الاشخاص المشاركون في اللقاءات، انها محزنة. فهي تستمر بضعة ايام، ويطغى عليها شبح الانفصال الوشيك المحتوم الذي قد يكون هذه المرة نهائيا.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية