اليمن “امتحان اخلاقي” للدبلوماسية الفرنسية (منظمات)
اكد مسؤولو منظمات غير حكومية الجمعة ان اليمن الغارق في الحرب منذ عامين ونصف عام يعتبر “امتحانا اخلاقيا” للدبلوماسية الفرنسية التي يتحتم عليها الاختيار بين حماية المدنيين وبيع الأسلحة للسعودية، احدى ابرز اطراف النزاع.
واكد انطوان مادلان المسؤول في الاتحاد الدولي لحقوق الانسان في مؤتمر صحافي في باريس ان “مواصلة التعاون العسكري مع بلد معرض، بسبب جرائمه، للاحالة امام المحكمة الجنائية الدولية، يعتبر بمثابة تواطؤ”.
وتابع “اننا نتعامل مع دبلوماسية فرنسية ساذجة، على أفضل تقدير، أو داهية على أسوأ تقدير”، معتبرا اليمن “امتحانا فعليا” لفرنسا، الرابعة على مستوى مبيعات الاسلحة في العالم، وتشكل السعودية احد ابرز زبائنها.
واعتبرت امل الباشا رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الانسان (منظمة حقوقية يمنية) ان اليمن يعتبر “امتحانا اخلاقيا للحكومة الفرنسية التي يترتب عليها الاختيار بين أعمالها وبين حقوق الانسان”، على ما صرحت بعد استقبالها الجمعة في مقري الرئاسة والخارجية الفرنسيتين.
أضافت “سيكون الخيار بين المكاسب الاقتصادية والقيم الاخلاقية. سنرى أي كفة سترجح في الاجتماع المقبل لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة”.
ومن المنتظر ان يعلن مجلس حقوق الانسان الذي يضم 47 بلدا بينها فرنسا في جلسته الـ36 التي بدات في 11 ايلول/سبتمبر وتتواصل حتى 29 منه، قراره بشأن انشاء لجنة تحقيق مستقلة حول انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، والتي تم التطرق اليها أكثر من مرة لكنها لم تحصل. وما زال الموقف الفرنسي غير معروف.
وتعمل لجنة تحقيق وطنية حاليا في اليمن وهو ما قبلته السعودية بعد ان رفضت تكرارا فتح تحقيق دولي. لكن هذه اللجنة “لا تعتبر غير منحازة” بحسب تقرير للمجلس الاممي.
وقال فيليب بولوبيون من منظمة هيومن رايتس واتش في مقالة نشرت الخميس في صحيفة لوموند الفرنسية “آن الاوان كي تثبت فرنسا انها قادرة على التوفيق بين البرغماتية والقيم وأن روح دبلوماسيتها ليست للبيع”.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.