بريطانيا تحيي الذكرى الاولى لكارثة حريق برج غرينفيل الذي أودى بحياة 71 شخصا

أحيا أهالي الحي المحيط ببرج غرينفيل السكني في غرب لندن ليل الاربعاء الخميس ذكرى مرور سنة على مأساة الحريق الذي أودى بحياة 71 شخصا وكرموا الضحايا حاملين ورودا بيضاء ووشاحات ومناديل خضراء اللون.
ورفع الأهالي لافتات عليها صور احبائهم الذين قضوا في حريق البرج، وشارك العشرات ممن كتبت لهم النجاة من أسوأ حريق في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، في مسيرة لاقارب الضحايا الذين لا زالوا مفجوعين.
وانتهت المسيرة التي رافقها لحن حزين يعلو من مكبر للصوت، أسفل المبنى المتفحم قبيل الساعة 12,54 ليلا، وهو التوقيت الذي تلقت فيه خدمة الاطفاء في لندن الاتصال الاول بشأن الحريق.
وتلا الاقارب أسماء الضحايا الاسم تلو الاخر على وقع قرع على طبل قبل تعليق صورهم على”جدار الحقيقة” وهو جانب من سياج محيط بالبرج وضعت عليه رسائل وأضيئت شموع.
وبعد نفير بوق وفيما بدأ مطر خفيف يتساقط، تجمع الحشد في الموقع الذي خيم عليه الحزن ثم شاركوا في 72 ثانية صمت، تكريما للضحايا الذين قضوا مع رضيع ولد بعد ساعات ميتا.
واستذكرت فرحية عابدي (42 عاما) وهي والدة لطفلين كانت أول الذين وصلوا الى غرينفيل من منزلها المجاور عندما بدأت النيران بالانتشار “رأيت كل شيء من البداية في تلك الليلة ولم تغمض لي عين لثلاثة أسابيع بعدها”.
واضافت في مراسم تكريم اخرى اجريت في شارع تم اغلاقه “كلما أغمضت عيناي كنت أسمع صراخ الاستغاثة وارى وجوه الاطفال عند النوافذ. رأيت الناس يقفزون ليلقوا حتفهم”.
وكشف منظمو الفعاليات عن لافتات وقمصان تي-شيرت عليها شعارات تطالب بالعدالة في احدى المراسم العديدة التي تنظم.
والجميع تقريبا وضعوا وشاحات او مناديل خضراء — اللون الذي اعتمد للمأساة — فيما اضيء البرج باللون الاخضر وكذلك شارع مقر رئيسة الحكومة تيريزا ماي في داونينغ ستريت.
– الوقت لم يمح شيئا –
قالت ماي الاربعاء امام البرلمان ان “الكارثة التي لا يمكن تصورها لا تزال ماثلة في اذهاننا”.
وفي مقابلة مع “غرينفيل سبيكس” (غرينفيل يتكلم) وهي قناة اخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي اقرت ماي بأن الاستجابة الرسمية الفورية للحريق “لم تكن جيدة بدرجة كافية … منذ البدء”.
وقالت “لا اعلم لماذا تأخرت وقت طويلا”.
ولا يزال سكان الحي مذعورين.
وقال كريس ايمافيدون (50 عاما) وهو يعرف ست عائلات مفجوعة بالحريق من خلال مركز تعليم محلي خيري يعمل لديه “كنت اظن ان الوقت سيداوينا، لكن الوقت لم يفعل شيئا”.
واضاف “هذه المراسم تحيي ذكرى تلك الليلة لاننا جميعا نزلنا الى الشارع مجددا — أرى نفس الوجوه”، وهو ينظر الى الاهالي الذين جاؤوا للمشاركة في احياء الذكرى.
ومن بين المشاركين في المراسم مارسيو واندريا غوميز وهما من سكان البرج سابقا، ولد طفلهما ميتا بعد ساعات على الحريق، اضافة الى اطفائيين محليين لبوا نداء الاستغاثة تلك الليلة.
وعلى صف من الطاولات التي وضعت في الشارع تشارك أكثر من مئة من اهالي الحي الافطار مع المسلمين الصائمين في رمضان.
وعلت هتافات الحشد عندما مر قطار انفاق على سكة في الاعلى واطلق بوقه قبل ان يخرج السائق من كابينته رافعا وشاحا أخضر.
وتتواصل مراسم التكريم الخميس مع صلوات في الكنائس وفي مسجد الحي ووضع أكاليل زهور والكشف عن نصب من الفسيفساء.
وستنظم مسيرة صامتة — شبيهة بالتي تنظم في الرابع عشر من كل شهر — فيما رفعت لافتات تكريما للضحايا فوق الطوابق الاربعة العلوية من البرج.
– اهمال –
بدأ الحريق بسبب عطل في ثلاجة في مطبخ شقة بالطابق الرابع من البرج الذي يضم 24 طابقا.
وقدم اقارب الضحايا مؤخرا شهادات تفطر القلب عن اللحظات الاخيرة لأحبائهم، عند انطلاق التحقيقات الرسمية في الحريق، فذكّروا البريطانيين بهول المأساة.
وقالت ستيفاني سيدون (24 عاما) وهي عاملة صحية في منظمة خيرية ولا تزال تقدم المساعدة منذ حزيران/يونيو الماضي ان “العديد من الاشخاص يظهرون مؤشرات وعوارض حالة اضطراب ما بعد الصدمة”.
ورغم الدعم المقدم لهم، يقول السكان ان سلطات المنطقة الثرية أهملت الجز الشمالي الاقل بحبوحة حيث يعلو برج غرينفيل ومبنى سكني حكومي مجاور.
ويقولون ايضا ان انتشار الحريق سببه مادة وضعت خلال أعمال ترميم، فيما واجهت خدمة الاطفاء انتقادات بسبب نصيحتها للاهالي البقاء في أماكنهم.
واظهرت نتائج استطلاع نشرته محطة آي.تي.في الاربعاء أن 98 بالمئة من الاقارب والناجين قلقون من أن تلك الاجراءات مستمرة فيما 87 بالمئة منهم لا يثقون بالحكومة.
لكن في مراسم التكريم، ساد شعور من التضامن. وقال ايمافيدون “نحاول ان نرى كيف يمكننا ان نتخطى ذلك معاً. الأمر صعب”.