بوتين يحض زيلينسكي على الالتزام بخطة السلام
حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الالتزام باتفاقيات السلام الرامية لخفض التصعيد في النزاع المستمر منذ خمس سنوات بين قوات كييف والانفصاليين المدعومين من موسكو، بحسب ما أفاد الكرملين في بيان الجمعة.
وأكد الكرملين أن بوتين وزيلينسكي ناقشا تسوية النزاع، مضيفا أن الرئيس الروسي شدد على أهمية “التطبيق الكامل وغير المشروط” لاتفاقات السلام التي رعاها الغرب.
وقال الكرملين إن “فلاديمير بوتين طرح سؤالا مباشرا — هل تنوي كييف تطبيق اتفاقيات مينسك بشكل جدّي؟”
وساهمت فرنسا وألمانيا بالتوصل إلى ما باتت تعرف باتفاقات مينسك في عاصمة بيلاروسيا لكنها لم تطّبق على الأرض بينما واجهت عملية السلام حالة من الجمود.
وينص اتفاق 2015 على سحب الأسلحة الثقيلة وإعادة سيطرة كييف على حدودها وإجراء انتخابات محلية ومنح منطقتين خاضعتين لسيطرة الانفصاليين في شرق أوكرانيا — دونيتسك ولوغانسك — مزيدا من الاستقلالية.
وشكك مدير مكتب زيلينسكي الذي تم تعيينه في المنصب حديثا أندري يرماك هذا الأسبوع في احتمال إجراء انتخابات في شرق أوكرانيا في ظل وجود مجموعات “مسلحة غير شرعية” وفي وقت لا تسيطر كييف على حدودها الشرقية.
وقاد يرماك، حليف زيلينسكي، المحادثات بشأن روسيا بينما أفاد مصدر في الرئاسة الأوكرانية وكالة فرانس برس أنه سيبقى أبرز المفاوضين مع موسكو.
والتقى الرئيس الأوكراني ببوتين أول مرة في قمة عقدت في باريس بكانون الأول/ديسمبر.
وناقشا الجمعة كذلك سحب مزيد من الجنود في شرق أوكرانيا وعمليات نزع الألغام.
وأضاف الكرملين أنه “تم التعبير عن الاستعداد لمواصلة الجهود الرامية لإطلاق سراح وتبادل” الأشخاص الذين تحتجزهم كل من أوكرانيا وروسيا.
بدورها، أفادت كييف الجمعة أن المحادثات مع بوتين ركّزت على التحضيرات لقمة جديدة، مضيفة أن الزعيمين اتفقا على تكثيف عمل المفاوضين لتطبيق الاتفاقيات القائمة.
وأضافت أن “فولوديمير زيلينسكي وفلاديمير بوتين أوليا اهتماما خاصا لعملية تحرير مواطنين أوكرانيين محتجزين” في أراضي الانفصاليين في شرق أوكرانيا والقرم وكذلك روسيا.
وتبادلت كييف وموسكو 70 سجينا في أيلول/سبتمبر وأعادت روسيا إلى أوكرانيا سفناً حربية كانت احتجزتها.
وتحدث بوتين وزيلينسكي هاتفيا آخر مرة في 31 كانون الأول/ديسمبر.
وأعلن الكرملين هذا الأسبوع تعيين مندوب جديد مسؤول عن ملف أوكرانيا يعد شخصية أقل إثارة للانقسامات من سلفه.
ومن شأن الخطوة أن تؤذن لمرحلة جديدة من المحادثات، بحسب ما افاد مصدر في الرئاسة الفرنسية.
وتراجعت العلاقات بين أوكرانيا وروسيا بعدما أطاحت انتفاضة بنظام كييف الذي كانت تدعمه موسكو في 2014.
وضمّت موسكو لاحقا شبه جزيرة القرم ودعمت المتمردين في شرق أوكرانيا. وقتل أكثر من 13 ألف شخص في النزاع، الحرب الوحيدة القائمة حاليا في أوروبا.