بوينغ تتلقى أولى طلبيات الشراء في افتتاح معرض فارنبرو الدولي للطيران

تلقّت بوينغ الأميركية الإثنين أولى طلبيات الشراء في اليوم الأول من معرض فارنبرو للطيران في وقت يسجل انتعاش في حركة الملاحة الجوية وزيادة في الميزانيات الدفاعية.
وأعلنت “بوينغ” أنها وقّعت مع شركة دلتا إيرلاينز الأميركية طلبية لشراء مئة طائرة من طراز ماكس-10 مع إمكان شراء 30 طائرة إضافية، في صفقة تبلغ قيمتها بحسب قائمة البيع (التي لا تعتمد فعليا أسعارها) نحو 13,5 مليار دولار.
و”دلتا” التي من المفترض أن تتسلّم 222 طائرة إيرباص، كانت الوحيدة من بين شركات الطيران الأميركية الكبرى التي لم تقدّم طلبية لشراء طائرات من طراز ماكس مُنعت من التحليق مدى 20 شهرا على أثر حادثتي تحطّم قضى فيهما 346 شخصا.
وطراز ماكس-10 هو النسخة الأكبر من الجيل الجديد لطائرات بوينغ ذات الممر الواحد. وترمي الشركة من خلال هذا الطراز إلى منافسة طراز ايه-321 من إيرباص الذي تلقى مبيعاته رواجا كبيرا.
لكن طراز ماكس-10 لم ينل بعد المصادقة وقد حذّر المدير التنفيذي لشركة بوينغ ديف كالهون من أن برنامج تطويره قد يلغى إذا لم يتلق بحلول نهاية العام المصادقة أو لم يصدر الكونغرس الأميركي قرارا بإعفائه من المعايير الجديدة لنظام الإنذار التي يمكن أن يكون تطبيقها مكلفا.
وفي تصريح لشبكة “سي.ان.بي.سي” عقب الإعلان عن طلبية الشراء قال كالهون “نحن نفتخر دوما بنوعية زبائننا” وبالتعامل التجاري معهم.
وقال “ما يعنيه هذا الأمر هو أن اختيار الطراز (ماكس-10) يعكس تقييم طائراتنا إزاء أي من منافسينا”، علما بأن إنتاج هذا الطراز لا يزال يواجه صعوبات على مستوى سلاسل الإمداد.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز إن الطراز سيساعدها في تحقيق نتائج أفضل على صعيد توفير الوقود وسيضمن “مستقبلا أكثر استدامة لقطاع السفر الجوي”.
من جهتها، أكدت المجموعة اليابانية القابضة التابعة لها شركة “ايه.ان.ايه” تقديم طلبية لشراء 20 طائرة بوينغ من طراز 737 ماكس-8 مع إمكان شراء عشر طائرات إضافية في صفقة تتخطى قيمتها وفق قائمة البيع 2,4 مليار دولار.
وكان فريق الطيران البريطاني “ريد أروز” قد افتتح المعرض الذي يستمر خمسة أيام بالتحليق في أجوائه.
هذا المعرض الذي يقام كل سنتين ويعد الأهم في هذا القطاع مع معرض لوبورجيه قرب باريس، ألغي عام 2020 بسبب الأزمة الصحية التي جمدت آلاف الطائرات على الأرض وأغرقت قطاع الطيران في أخطر أزمة في تاريخه.
وهذا هو أول معرض كبير للطيران ينظّم منذ الجائحة، وقد افتتحه صباحا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
– جونسون “يسلّم القيادة” –
وجاء في كلمة ألقاها جونسون أن “الحكومة تضع ثقتها بقطاع الطيران وبقدرته على توفير وظائف وتحقيق النمو في البلاد. لذا نحن نستثمر بشكل كبير في القطاع الدفاعي”.
والميزانية الدفاعية التي ترصدها المملكة المتحدة هي الأكبر في أوروبا، فقد بلغت في العام 2021، 50,3 مليار جنيه استرليني (59,3 مليار يورو) أي 2,2 المئة من إجمالي الناتج المحلي، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وقال جونسون إنه بعدما أمضى ثلاث سنوات في قمرة القيادة سيسلم القيادة “من دون مشاكل إلى شخص آخر”، وكان قد أعلن في السابع من تموز/يوليو تنحّيه من رئاسة حزب المحافظين الحاكم، لكنه شدد على ضرورة القضاء على انبعاثات الكربون في القطاع.
وهو اعتبر أن “التحدي التالي هو التوصل إلى كيفية عبور الأطلسي جوا من دون حرق أطنان من الكيروسين”.
أصدرت المملكة المتحدة للمرة الأولى إنذارا أحمر محذرة من “درجات حرارة قصوى” الإثنين والثلاثاء. وفي فارنبرو توقعت الأرصاد أن تصل الحرارة إلى 37 درجة مئوية على المدرج حيث تعرض عشرات الطائرات، بدءا بالطائرات الكبيرة الحجم من طراز إيه350 و777إكس لشركتي إيرباص وبوينغ، وصولا إلى المروحيات والمقاتلات.
وانبعاثات قطاع الملاحة الجوية الذي يتعرّض لضغوط شديدة جراء الأوضاع المناخية الداهمة تتراوح نسبتها بين 2 و3 بالمئة من إجمالي الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون، وقد تعهّدت سلطات بلدان عدة تصفير الانبعاثات بحلول العام 2050.
لكن شركات الطيران التي انهكتها الجائحة تعدّ للمستقبل وتعمل على تجديد أساطليها وشراء طائرات عصرية وتستهلك كميات أقل من الوقود وتتسبب بقدر أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويترافق الانتعاش على صعيد الإنتاج مع نقص في الطواقم لدى الكثير من الشركات الجوية والمطارات بعدما اضطرّت إلى تسريح موظفين خلال الأزمة الصحية وهي مرغمة اليوم على إلغاء رحلات بالآلاف لعدم قدرتها على تلبية الطلب.